يعتزم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارة الصين لأول مرة منذ أكثر من 7 سنوات، في إشارة أخرى إلى تحسن العلاقات الدبلوماسية مع بكين في ظل تصاعد التوترات مع الولاياتالمتحدة، وذلك لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون متعددة الأطراف التي تبدأ في 31 أغسطس آب. وتأتي زيارته في وقت تواجه فيه علاقة الهندبالولاياتالمتحدة أخطر أزمة لها منذ سنوات بعد أن فرض الرئيس دونالد ترامب أعلى رسوم جمركية بين نظرائه الآسيويين على السلع المستوردة من الهند، كما فرض رسوماً إضافية 25% بسبب مشترياتها من النفط الروسي. وستكون زيارة مودي إلى مدينة تيانجين الصينية لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وهي تجمع سياسي وأمني أوراسي يضم روسيا، الأولى له منذ يونيو 2018. وفي وقت لاحق، تدهورت العلاقات الصينيةالهندية بشكل حاد بعد اشتباك عسكري على طول حدودهما المتنازع عليها في جبال الهيمالايا عام 2020. أجرى مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات على هامش قمة مجموعة البريكس في روسيا في أكتوبر تشرين الأول، والتي أدت إلى تحسن العلاقات. وتعمل الدولتان الآسيويتان العملاقتان الآن على تهدئة التوترات التي أعاقت العلاقات التجارية والسفر بين البلدين ببطء. وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الواردات من الدول الأعضاء -ومن بينها الهند- في مجموعة البريكس للاقتصادات الناشئة الرئيسية، وذلك «لتأييدها سياسات معادية لأميركا». وقال ترامب يوم الأربعاء إن إدارته ستقرر بشأن عقوبة شراء النفط الروسي بعد نتائج الجهود الأميركية الرامية إلى التوصل إلى حل في اللحظة الأخيرة من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في الحرب في أوكرانيا. وتتوقع الهند أن تؤدي إجراءات ترامب الصارمة إلى فقدانها عائد صادرات إلى الولاياتالمتحدة بقيمة 64 مليار دولار تقريباً، والتي تُمثل 80% من إجمالي صادراتها. ومع ذلك، من المتوقع أن تحد حصة الصادرات المنخفضة نسبياً في اقتصاد الهند البالغ 4 تريليونات دولار من التأثير المباشر على النمو الاقتصادي، وبلغت قيمة صادرات الهند إلى الولاياتالمتحدة نحو 81 مليار دولار في عام 2024. في غضون ذلك، يزور مستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال، روسيا في زيارة مقررة، ومن المتوقع أن يناقش مشتريات الهند من النفط الروسي في أعقاب ضغوط ترامب على الهند لوقف شراء الخام الروسي. من المرجح أن يتناول دوفال التعاون الدفاعي بين الهندوروسيا، بما في ذلك تسريع وصول صادرات نظام الدفاع الجوي الروسي «إس 400» إلى الهند، بالإضافة إلى زيارة محتملة للرئيس فلاديمير بوتين إلى الهند.