على بعد 130 كم شمال شرق مكةالمكرمة، تقع بلدة رهاط التي تجمع بين التاريخ باحتضانها عين النبي الأثرية، التي ما زالت باقية، وبين كونها منطقة زراعية من الوريد إلى الوريد، بمزارعها الوارفة الظلال والواسعة على حرار جبلية ممتدة على مساحات مهولة. ونحن نسير على طول طريق زراعي باتجاه عين النبي الأثرية، استوقفتنا عدة مشاهدات، من أهمها، بروز أبنية قديمة عبارة عن منازل وجدران حجرية، على سفوح جبال تطل على ممر زراعي ضيق، أصبحت أثراً بعد عين، فيما انتشر عدد من العمالة الزراعية، وهي تعرض كميات كبيرة من التمور لعرضها على الزوار أمثالنا، حيث موسم جنى تمور بلدة رهاط. لن نتجاوز إطار الحقيقة إذا قلنا إن رهاط أكبر منطقة زراعية للتمور بمنطقة مكةالمكرمة، مما يمكن أن نطلق عليها "أحساء الحجاز"، حيث يحتوي مركز رهاط التابع لمحافظة الجموم، على أكثر من 300 مزرعة نخيل تضم 40 ألف نخلة على أقل تقدير، وإنتاج سنوي يقدر 200 ألف طن من التمور، بما فيها أنواع محلية مثل "المتلّبنة"، "الحمري"، "اللبانة"، و"المشوكة". في اتجاه مماثل تعتبر رهاط بلدة منتجة لثمار الليمون والخضروات والورقيات، نظراً لجودة تربتها، ووفرة المياه الجوفية، فيما تتربع البلدة على موروث موغل في القدم في الثقافة، والبناء، والأكلات الشعبية، والملابس، كما أنها تنفرد بوجود مصانع كبس التمور، وتعبئتها. المقومات الطبيعية، والزراعية، والبيئة، متوفرة في رهاط مما يشجع على أن تكون وجهة للسياحة الزراعية والتاريخية، فيما تعمل أمانة العاصمة المقدسة على الحفاظ على القيمة الدينية والتاريخية للموقع، من خلال تهيئة الموقع لاستقبال الزوار والسياح والمهتمين بالتراث، وربط الموقع بالمسارات السياحية في منطقة الجموم ومكةالمكرمة، مما يوفر فرصاً اقتصادية لأهالي البلدة عبر التشغيل والخدمات. تمور مميزة من إنتاج مزارع رهاط