في إطار فعاليات العام الثقافي السعودي الصيني 2025، افتُتح معرض «فن المملكة: إضاءات شاعرية» في المتحف الوطني الصيني بالعاصمة بكين، أحد المبادرات البارزة التي تنفذها هيئة المتاحف لتسليط الضوء على الفن السعودي المعاصر وتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين. شهد حفل الافتتاح حضور معالي سفير المملكة في جمهورية الصين الشعبية إلى جانب عدد من كبار الشخصيات الثقافية ومسؤولي قطاع المتاحف والفنون في الصين، في تجسيدٍ للعلاقات المتنامية بين البلدين على الصعيدين الثقافي والدبلوماسي. ويُعد المعرض إحدى المبادرات المحورية ضمن فعاليات العام الثقافي السعودي الصيني 2025، حيث يهدف إلى توطيد أواصر التعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، من خلال عرض التجربة الفنية السعودية بلغة بصرية معاصرة تُخاطب جمهوراً دولياً متنوعاً. ويضم المعرض أعمالاً متنوعة تعكس ثراء الاتجاهات والأساليب في المشهد التشكيلي السعودي، وتُبرز قدرة الفن المحلي على بناء جسور من الحوار الثقافي والفكري مع العالم. ويُعد «فن المملكة» أول معرض جماعي متنقل بهذا الحجم للفن السعودي المعاصر، إذ سبق أن انطلقت رحلته من القصر الإمبراطوري التاريخي في ريو دي جانيرو في نوفمبر 2024، بإشراف القيّمة الفنية ديانا ويشلر، قبل أن ينتقل مطلع عام 2025 إلى المتحف السعودي للفن المعاصر في منطقة جاكس بالرياض، ليحلّ الآن في محطته الثالثة بالعاصمة الصينيةبكين. المعرض، الذي تنظمه هيئة المتاحف، يقدّم أعمالاً مختارة لأكثر من 30 فناناً وفنانة من مختلف الأجيال والممارسات الفنية، ويطرح موضوعين محوريين هما: الصحراء بوصفها فضاءً بصرياً وتخيلياً، والتراث الثقافي كجسر يربط الماضي بالحاضر. ومن خلال تنوّع الوسائط المستخدمة، يخوض الزائر تجربة فنية تستعرض تحولات المجتمع السعودي، وتدعو إلى التأمل في مفاهيم مثل الهوية، والذاكرة، والتقاليد، والتغيير. وفي نسخته الحالية في المتحف الوطني الصيني، يشهد المعرض إضافات نوعية، من أبرزها عرض أعمال لروّاد الفن التشكيلي السعودي الذين برزوا في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، إلى جانب مختارات من مجموعة وزارة الثقافة، ما يمنح الزائرين منظوراً تاريخياً لتطور الفن السعودي عبر العقود. ويمثّل «فن المملكة» تجسيداً حيّاً لرؤية السعودية الثقافية التي تحتفي بتنوّع الأصوات الإبداعية وتمنح الفنانين مساحة للتعبير عن ذواتهم وتجاربهم. كما يكرّس المعرض حضور الفن السعودي المعاصر في الساحة العالمية، بوصفه وسيلة للتبادل الثقافي ومنصة لعرض سرديات بصرية تعبّر عن التجربة الإنسانية بلغة فنية عابرة للحدود.