مؤلم هيئة ومرأى شجرة كثيفة الأغصان والأوراق ومنتصبة القامة عارية من أي ورقة خضراء، وظلت تُضرب بأزميل الفوضى وعدم تحمل المسؤولية طوال (10) أشهر الماضية، ومن ثم الهروب، أظن تاريخ نادي الشعلة لم يمر بمرحلة مثل هذه المرحلة وكأنها فكرة مبيتة، إن استطعنا سرقة الصعود فلا لأحد علينا سبيل حتى وإن كان العمل كارثياً ويتشظى ويتهاوى تحت وطأة السقوط! فالإنجاز الذي كان قريبًا لو تحقق سيُمكيج القبح وينسف الرواية الصادقة تحت ذريعة الافتراء، فيصبح الصدق غريب الوجه بين كلمات مزخرفة بالزيف والتضليل، وتجميل القبح كطلاء رقيق فوق جدار متداعٍ، وهو محاولة يائسة لستر الشقوق بألوان زائفة ورسم ابتسامة على وجه الحقيقة الباهتة ولكن - أراد الله أن يبقى الحق في ذاكرة من عاشوا المرحلة. وهو ما لم يتحقق ولذلك كانت (استراتيجية الهروب) من المشهد دون إيضاح لماذا حدث كل هذا؟ والاستخفاف بالمسؤولية التي ألقيت على عاتقكم، وضربتم لها صدوركم، وكتبتم أشعار، وألقيتم خطباً عصماء، وارتديتم البشوت، وصرحتم للإعلام، والتقطتم الصور من أجلها، هي خيانة صامتة لا تُسمع لكن تُرى في أساليب الوجوه المترددة، وبدلًا عن تضميد الجراح كأقل تقدير سددتم طعنات إضافية في جثمان النادي المنهك أساسًا، في إصرار عجيب على سحق ما تبقى من قوة في كيان يترنح بين الحياة والموت، وكل ضربة كانت تزيد الجراح عمقًا، حتى أصبح قصّة من الألم المتراكم. فجوة الانتماء والاستثمار وتأثيره على أندية الخرج مؤمن إيماناً تاماً أن المال (عديل الروح)، ولن تأتي شخصية تحرق ملايين جاءت بعد جهد وتعب، ويشعل النار في حصاد عمره، وتحمُّل أخطاء غيره -إن وجدت-، ولكن كان من الضروري تحمل أخطائه، وعلينا إدراك أن هذه الشخصيات لا تتوافر فيها شروط العشق والولاءات المطلقة، والتي تملك شغفاً ورغبة في تحقيق أهداف من خلال هذا الكيان أو آخر، وهي شروط لا تتوافر فيمن جاء بالبراشوت ليهبط على سطح نادي الشعلة، ولكن كان العشم والمأمول أن نطبق ما جاء في "الاقتصاد الإسلامي" وهو اقتصاد أخلاقي قبل أن يكون ماديًا، ومن أركانه: العدالة وحماية الحقوق والمستحقين كهدف سامٍ في مدلولاته. والخرج بشكل عام لا تملك نماذج ترى في ناديها وبيئتها الرياضية امتدادًا لهويتها ووطنها، وانفاقهم الأموال بسخاء لدعم الأندية ليس ترفًا بقدر ما هو استثمار في سمعة منطقتهم (ديرتهم) على غرار رجالات أندية في مناطق أخرى، فعلى سبيل المثال - الفتح عام 1999م كان يلعب مع السد في أول دوري درجة ثانية اُستحدث، وخلال 26 عامًا أين الفتح وأين السد، وماذا حقق كلا الناديين؟ نفس الأمر ينطبق على الشعلة والكوكب بموازاتهما مع نادٍ مثل التعاون كان يلعب معهم في ذات الدرجة، الفرق أن لديهم رجالات تضخ ومجالس شرقية مؤسسة تأسيساً سليماً، تتصدى لكل الأزمات، ولا تغيب أبداً عند الحاجة وحباً لمنطقتهم لا مساومة فيه. انتخابات الشعلة (الإنجاز لا يُبنى على العشوائية) الشعلة هذه الأيام مقبل على انتخابات، ومن سيظفر بالرئاسة وبقية مجلس إدارته عليهم أن لا يبدؤوا بالخطوة الأخيرة قبل الخطوات الأولى، ضع الأساس أولاً ومن ثم السقف، أما عكس ذلك فسيؤدي بكم إلى نتائج سلبية لن تستطيع أن تتحرك وأنت محمل بالديون، وفي حال أن الوزارة ستقوم بالسداد عن الأندية المتعثرة - كما يتداول - فهذا يمنحك فرصة للتخطيط وعدم تكرار الأخطاء في إهدار الجهد والموارد، وعندها قد يفقد الجمهور والإعلام الثقة في عملكم، فالمعادلة تقول: أساس متين وتخطيط سليم، وعندها تكتمل الصورة خطوة بخطوة حتى الإنجاز، لكن لا تبدأ بالبحث عن الإنجاز وتهمل الخطوات الأولى، هنا ستكون بدايتك هشة، مع دعواتي القلبية لمن سيحالفهم التوفيق بأن يحققوا ما عجز عنه الآخرون.