اكتشف أحد أطباء التجميل، أن"شكل وجه الإنسان وقسماته تحدد مستوى جمال الشخص"وانه"من النظرة الأولى، يمكننا الحكم على مستوى جمال الشخص"ف"الأنف هو اكثر أعضاء الوجه بروزاً... وهو اكبر من العينين والفم". الطبيب مختص في الجراحة التجميلية، وتنتشر على جدران عيادته الصغيرة معلومات مكتوبة بكثير من الأخطاء اللغوية، غير أن مضمونها صحيح. يواكب الطبيب لغة العصر، إذ خصّص لنفسه موقعاً إلكترونيا هو واحد من مواقع كثيرة متخصصة في جراحة التجميل. وهي تقدم"خدمات مميزة تتمثل في وصف شامل لعمليات التجميل ودليل للأطباء ومراكز جراحة التجميل". لكن ما الذي حدث خلال العام الماضي أمس، ودفع الجراحين التجميليين إلى عرض عضلاتهم في العلن، والتباري بقدراتهم على شبكة الإنترنت، خلال فترة يمكن وصفها بالقياسية؟ جدران العيادة نفسها تحمل جزءاً من الجواب. تتزاحم عليها صور كثيرة لأناس كانوا قبيحين كتبت تحت الصورة كلمة قبل، ثم تحولوا جميلين بعد. معادلة أل"قبل"وال"بعد"تبدو فاعلة في ظروف مشابهة. قبل العملية تبدو قسمات الوجه قاسية وحزينة، ثم يتحول الوجه ب"قدرة قادر"إلى آخر خالٍ من البثور البارزة، لطيف، جريء وواثق وأكثر بياضاً... مشاهدة واحدة تكفي لإقناع زائري العيادة بالهروب إلى عالم أل"بعد"الجميلة، ونسيان"قبل"القبح المفزعة. بدورها، تتكفل شبكة الإنترنت بالباقي. يعرض أحد المواقع صورة لشابة: شعر أشقر، عينان زرقاوان ذابلتان، أنف بارز، وشفتان رقيقتان. الفتاة جميلة، لكنها ليست نجمة أو مشهورة. خطوات معدودة وتتحول الشابة إلى أخرى لا تشبهها، وها هي نانسي عجرم كما نراها اليوم. عظيمة شبكة الإنترنت، هذا ما فكر فيه كثيرون ممن وردتهم الرسالة التالية:"51 ألف دولار وتتحولين إلى هيفا". هيفا المشهورة معادلة كانت صعبة المنال إلى حين نشر الرسالة. تشير الرسالة إلى كل مفصل من جسد هيفا بالسهم، محددة نوع العملية التي يجب إجراؤها إلى من أرادت التشبه بها. الرسالة قاسية ومجحفة في حق الفنانة، غير أنها فاعلة في تغيير رأي الكثيرات ممن رفضن هذا النوع من العمليات. يحدد المضمون الطريق الواحد للوصول إلى"هيفاوات مثاليات"، طريق لا بد أن يمر من واحد أو اكثر من الفروع التالية: إزالة السلوليت والشعر، حقن البوتوكس، عمليات تجميل الثديين، شد الوجه... شهد العام الماضي أول مسابقة لانتخاب ملكة جمال أجرت على الأقل عملية تجميل واحدة. وشهد العام الماضي أيضاً، استضافة مغنية معروفة في أحد البرامج التلفزيونية. جمال المغنية أمر لا يسهل استبعاده. لكن، هل كانت المغنية لتجلس على الكرسي نفسه، بالثقة نفسها، وتتحدث عن طاقاتها وإمكاناتها التي رمتها في أحضان الشهرة، لولا أل 21 عملية تجميل التي اعترفت بإجرائها. ترى هل كان المذيع ليسأل عن سر تألقها وجمالها؟ ربما علينا ان ننتظر الإجابة خلال العام الجديد.