تغيرت أوضاع الرياضة، ومرت على مراحل من الهواية والاحتراف، حتى وصلنا إلى وقت الخصخصة والصناعة، وكرسي الرئاسة بنادي الاتحاد لا يزال ساخنًا، مليئًا بالمشكلات والصراعات والأزمات والتحزبات، من يرى الوضع الجديد للرياضة، خاصةً بعد التخصيص والاستحواذ، يعرف تمامًا أنه لم يعد الأمر بيد الرئيس كليًا، وأصبح الرئيس لديه مهام قليلة ومحددة، ومن يقود الأمور الإدارية مدير تنفيذي متخصص في مجاله، ومدير رياضي يكون على قدر عالٍ من الكفاءة. ولم ينجح الاتحاد الموسم المنصرم ويحقق النجومية بتحقيقه بطولتي الدوري والكأس، إلا مع مواكبة التطورات الإدارية الاحترافية الحديثة بقيادة دومنجو سواريز، ورامون بلانيس، مع إشراف وتوافق الرئيس السابق لؤي مشعبي. وهذا ما ينتظره الاتحاديون في الموسم المقبل مع الرئيس الجديد، أن يكون مثل سابقه توافقيًا، ويعطي القوس باريها، دون أن يتدخل في عمل من يعمل. يقول المثل الشهير: «سعيد أخو مبارك»، أي يعني لا يفرق من يكون الرئيس القادم للاتحاد، طالما القيادة وتسير الأمور بيد غيره، وهو ما عليه سوى دفع مهر كرسي الرئاسة بحكم قرار وزارة الرياضة الحديث بقيمة أربعين مليون ريال. باختصار، يعين الرئيس الجديد القديم أنمار الحائلي، أو الجديد على الرياضة فهد سندي، الأمر سيان لنادي الاتحاد؛ فلا داعي للجدل حوليهما طالما أن النتيجة واحدة لا ثاني ولا ثالث لها، وتأثيرهما ضئيل على وضع النادي الحديث بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة بنسبة 75 بالمئة عليه. في حقيقة الأمر، لم يعجبني القائد الاتحادي الفرنسي كريم بنزيما إقحام نفسه مع موجة «أنا أريد هذا الرئيس» مع وضع صورة له معه في حسابه الشخصي، وهذا زاد إشعال الخلافات بين الإعلام والجماهير على حد سواء. والأدهى والأمر أن كرسي الرئاسة إلى الآن لم يحسم، حتى انتظار إعلان الجمعية العمومية، وفي احتمالية لفوز رئيس آخر مما قد تكون في حرج معه يا بنزيما بحال كسب كرسي الرئاسة. ختامًا: يا جماهير الاتحاد، ادعموا ناديكم كما هي عادتكم المعهودة، واتركوا من يبحث عن الفوضى والمشكلات من أجل ممارسة هوايته المفضلة من جانب، وتحقيق مصالحه الشخصية المؤقتة من جانب آخر. حسين البراهيم