في أحد أحياء ضمد الهادئة بجازان، تروي أرملة مسنّة قصةً لا تُروى بلا وجع.. لم تُوقّع ورقة، لم تذهب لموثّق، لكنها استُخرجت منها وكالة إلكترونية خفية، ومن ثمّ، بيع منزلها دون أن تدري. لا تقرأ ولا تكتب، ولا تحسن التعامل مع الهواتف، لكنها كانت تثق بابنها الأكبر... أكثر مما ينبغي. كان يزورها كما يفعل الأبناء البررة، يقبّل رأسها، ويدّعي الحرص، حتى جاءها ذات مرة بطلب صغير: "دعيني أساعدك في بعض الإجراءات عبر الهاتف"، لم تكن تعلم أنه يخادعها للحصول على توكيل يسمح له ببيع بيتها، البيت الذي رفضت بيعه مرارًا لجارٍ كان ينتظر الفرصة، وعندما يئس من الشراء، جاءه العرض من حيث لا يتوقع: من ابنها، مقابل عمولة مالية. قالت الأم ل"الرياض": "كنت أظنه بابًا من أبواب الجنة، فإذا به يسلّمني إلى الطرد من بيتي.. كأنهم كانوا ينتظرون موتي، فلما تأخرت، خانوني وأنا حيّة". قصة الأم المكلومة لم تكن نزاعًا على عقار، بل خيانة موثّقة، ففي النهاية، لم تُبع قطعة أرض.. بل سُرقت أمّ، باسم "الوكالة".