الشغف؛ هو الوقود الحقيقي للنجاح ذلك النور الداخلي الذي يُنير العتمة ويمنحك الدافع للاستمرار حين يتعب الجسد، فالناجحون يُولدون من رحم الشغف ويكبرون مع كل فشل، ويشتد عودهم في كل تجربة ولعل أجمل ما فيه هو الرضا الداخلي، بالفرح حين نعمل لأجله. منذ طفولتي، كان في داخلي صوت لا يصمت، رأيت في الفن ملاذًا، وفي الجمال رسالة، وفي التجارة بابًا واسعًا للعبور نحو ذاتي. ومنذ اللحظة الأولى، أدركت أن الشغف هو الوقود الحقيقي الذي يدفعنا لنتجاوز لنكمل، لننهض في كل مرة نُكسر فيها... فنزداد قوة. فوالدي –رحمه الله– كان أول من آمن بي، حيث منحني من الذهب، وجعلني أذوق طعم المغامرة الأولى في بيع الذهب، كنت أتابع الأخبار وأحلل السوق، أبيع وأشتري ثم جاءت المرحلة الثانية.. مرحلة أن أُصغي لذلك الصوت القديم في داخلي؛ صوت الفن صوت الذائقة، فبدأت من معرض صغير، ثم ورشة ثم قررت أن يكون لي اسمي، ومكاني، ومصنعي في مجال صناعة المفروشات. قمت بزيارة الصين في عمرٍ مبكر، تعلمت منهم ثقافة الجهد، ولم أتنازل يومًا عن الجمع بين الفن والتجارة، فالجمال لا يكتمل دون عقلٍ يُديره، والتجارة لا تزدهر دون ذوقٍ يقوده.. كنتُ أقرأ السوق كما أقرأ اللوحات، وأفهم حاجات العملاء كما أفهم تفاصيل التصميم ثم دخلتُ مجال الديكور والعقار، وفي وقتٍ كان يُقال للمرأة: «مكانكِ المنزل»، كنتُ أنا أقول: سأصنع لي مكانًا في السوق.. لم يكن سهلًا أن أُثبت وجودي بين عشرات التحديات، لكنني امرأةٌ تنتمي لبيئةٍ علمتني أن الكفاح شرف، وأن الأمومة وسام فخر. كنت أوقّع العقود وأدير المصنع، وفي الوقت نفسه أُذاكر لأطفالي وأرعى بيتًا، لم يكن هناك وقت للضعف، كان عليّ أن أكون كل شيء في وقتٍ واحد. والحمد لله افتتحت مصنعي وأصبحت لدي علامة تجارية وارتبط اسمي بالجودة والتفرد، وأصغيت لذلك الصوت العميق في داخلي:"الشغف لا يخذلك أبدًا... إن صدقته". واليوم، أقولها بفخر: إنني امرأة سعودية.. أفخر أنني عشت في زمن التحول العظيم، زمن الرؤية التي أطلقها سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، الرؤية التي منحتنا نحن النساء مكانًا، ومنبرًا حيث لم نعد خلف الستار. لقد أثبتنا أن الطموح السعودي لا سقف له، المرأة السعودية اليوم، هي رائدة في التعليم، وقائدة في الأعمال، ومبدعة في الفنون، وحافظة للأخلاق والتقاليد، التي تنسجم مع روح العصر، هي التي تسير بخطى واثقة لا تخشى التحديات ولا تقف أمام الصعاب. هذا التمكين الذي جسدته رؤية سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- رؤية 2030، التي منحت المرأة السعودية قوةً ومكانه لتكون شريكة في التنمية وتصنع من كل تحدٍ فرصة للنمو والتقدم. نعم فكل يوم تشرق فيه شمس جديدة يزداد نور المرأة السعودية بهاءً، وتعلو راياتها عزمًا وإصرارًا، وترسم بألوان عزيمتها مستقبلًا ينبض بالأمل. وأخيراً، أطمح أن يحمل أبنائي هذا الشغف ويكملوا المسيرة، وهو أن يكونوا امتدادًا لحلم بدأ من معرض صغير، وأصبح نافذة سعودية تُصدّر الجمال والإبداع للعالم.