في الوقت الذي تساقطت فيه العديد من الزعامات التقليدية التي لم تتمكن من تحقيق تطلعات شعوبها، ظل بنيان مملكتنا الحبيبة الداخلي قويًّا ومتماسكًا، وحضورها الدولي ثابتًا ومؤثرًا، بفضل ثبات ملوكها وجِدِّهِم في استيعاب أمنياتنا لتحقيق الأمن والتقدم والرفاه، ذلك لأن المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- خَلَّف لبلادنا خيرة الرجال قوةً وسياسةً وحنكةً واقتدارًا، فكانوا خير خلف لخير سلف. وحين اقتضت المرحلة اتباع نهج التجديد مواكبةً لمتطلبات التغيير والتطلع إلى تسجيل بصمة في مضمار التقدم العالمي صوب البناء والتطوير، كان ميلاد مهندس الرؤية وصانع الانتقال إلى مستقبل مشرق بأدوات جديدة وهمم فريدة لسيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء. لم تكن رؤية 2030 مجردَ حُلمٍ خَطَّتْه الأقلام وتضمَّنتْه الرفوف، بل كانت نِتاج رؤية ارتآها المليك، والتقطها فارسُ المرحلة وليُّ العهد الأمير محمد بن سلمان، ليحيلها إلى واقع يرتقي فيه النهوض لتحقيق التقدم المأمول، فمنذ العام 2017م وإيقاع التنمية في مملكتنا يشهد أداءً استثنائيًّا، يُنسب لعمق الرؤية ولدقة تنفيذها بإشراف مباشر من قبل ولي العهد، الذي أضاف منذ انطلاقها لكل منحىً خِدمي وتنموي في المملكة رقمًا وقيمةً لَفَتَت انتباهَ متابعِيها، وجعلت الكثير من المراقبين الدوليين يخلعون قبعاتهم انحناءً لمقدرة عرَّاب رؤية 2030، ولِما أنجَزَه في زمنٍ قياسي تمكن فيه من تسجيل العلامةَ الكاملة، وبامتياز متوج بمرتبة الشرف الأولى، فرغم كثرة الملفات المعقدة، ومؤامرات الحاقدين المتزايدة، استطاع سيدي وليُّ العهد، أن يحيل سهام الإرهاب وقضية العالم الأولى إلى نِبِال تعود أدراجها إلى صدور مُطْلقِيها؛ ليخلق واقعًا أمنيًّا يلمسه كل المتفيِّئين تحت ظلال مملكة الإنسانية، كما تمكن عبر رسم العديد من الخطط الاقتصادية الطموحة، من جعل المواطن والمواطنة السعودية شركاء في الإنتاج والبناء لا مستهلكين فحسب، فأَمَّن جبهة بلاده الداخلية، وانفتح للقاء قادة العالم وسياسييها، فوطَّدَ العلاقات وعَقَدَ التحالفات، وأَلْهَمَ الكثيرين نهجَ المرونة والانفتاح؛ فجعل من المملكة قبلةً لنُخب العالم من الزعماء والعلماء والمفكرين والمثقفين والفنانين والرياضيين والمتميزين في مختلف المجالات؛ لإيمانه الكبير بأن الحضارات لا تُبنى ولا تتقدم إلا بفتح نوافذ التعاون والشراكات وتبادل المعرفة والتجارب في كل اتجاه، فحظيت المملكة بفضل رؤاه وتطلعاته بسمعة طيبة وسياسة خارجية توطدت بعُرىً متينة مع مختلف دول العالم، فنال ثقة الكبار، وتمكن من تغيير قراراتهم المجحفة بحق أشقاء المملكة وأصدقائها، وليس الأمس ببعيد، حين تمكنت جهود ولي العهد من إقناع الرئيس الأميركي برفع العقوبات عن الشقيقة سوريا، وهو جهد لطالما حمله أميرنا الشاب على عاتقه للإسهام في إحقاق العدالة الدولية وصنع السلام العالمي؛ فاستحق الجوائز والنياشين، وكان وجهاً من وجوه القرن الحادي والعشرين، التي وضعت بصمتها باتجاه التغيير إلى الأفضل، واستحقت ان يُحَلِّق اسمُها في واجهة مانشيتات المنصات، وأن تُرسَمَ صورتُها على واجهة المجلات العالمية.. ولا زال بهمة لا تلين، يثابر لوضع بصمته في كل ميدان يدعو المتطلعين والمثابرين من قادة العالم إلى دعم جهود الابتكار والتفرد والتميز لأجل تَقَدُّم الإنسانية بناءً وتطورًا وأمنًا ورخاء.