استبعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الإثنين استئنافا سريعا للمحادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن برنامج بلاده النووي، مؤكّدا أنّ الجمهورية الإسلامية بحاجة لأن تضمن أنّ واشنطن لن تشنّ ضربات عسكرية جديدة ضدّها. وردّا على سؤال لشبكة "سي بي إس" الإخبارية الأميركية بشأن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب إمكانية استئناف المحادثات بين واشنطنوطهران هذا الأسبوع، قال عراقجي "لا أعتقد أنّ المفاوضات ستُستأنف بهذه السرعة". وأضاف "لكي نقرّر استئناف المحادثات، علينا أولا التأكّد من أن أميركا لن تستهدفنا بهجوم عسكري جديد خلال المفاوضات". وتابع "ما زلنا بحاجة إلى وقت"، مشدّدا في الوقت عينه على أنّ "أبواب الدبلوماسية لن تُغلق أبدا". وخلال المقابلة سئل عراقجي بشأن ما أدلى به أخيرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي لجهة أنّ إيران تمتلك القدرات التقنية لاستئناف تخصيب اليورانيوم في غضون "بضعة أشهر". وقال الوزير الإيراني "لا يمكن تدمير تكنولوجيا التخصيب وعلومه بالقصف". وأضاف "إذا كانت لدينا إرادة لإحراز تقدّم جديد في هذا المجال، وهذه الإرادة موجودة، فسنتمكن من إصلاح الضرر بسرعة وتعويض الوقت الضائع". وأتى تصريح عراقجي غداة إعلان نائبه مجيد تخت روانجي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنّه لا يمكن استئناف المحادثات الدبلوماسية مع واشنطن إلا إذا استبعدت الأخيرة تنفيذ ضربات جديدة على بلاده. وقال تخت روانجي في المقابلة التي بُثّت مساء الأحد، "نسمع أنّ واشنطن تريد التحدث معنا"، مضيفا "لم نتفق على تاريخ محدد. ولم نتفق على الآليات". وقال "نسعى للحصول على إجابة على هذا السؤال: هل سنشهد تكرارا لعمل عدواني ونحن منخرطون في حوار؟"، مشيرا إلى أنّ الولاياتالمتحدة "لم توضح موقفها بعد". وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني أنّ طهران أُبلغت بأنّ واشنطن لا تريد "الانخراط في تغيير للنظام في إيران" عبر استهداف علي خامئني. وبعد أسبوع من وقف إطلاق النار مع إسرائيل، قالت الحكومة الإيرانية إن إعادة بناء المدن المتضررة يمثل أولوية قصوى الآن. وقالت وزيرة الطرق والتنمية العمرانية الإيرانية فرزانة صادق للإذاعة الحكومية الثلاثاء إن جهود إعادة البناء تجري بالفعل، حيث تعمل لجنة تقييم الأضرار بفريق إدارة الأزمات بوزارتها، كما تم وضع خطة وطنية للتعافي. والتقى نائب الرئيس الإيراني رضا عارف بمسؤولين تنفيذيين من شركة الاستثمار الحكومية لمناقشة تمويل جهود إعادة البناء، وفقا لما جاء في بيان حكومي. من جهتها نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن المتحدث باسم السلطة القضائية في ايران أصغر جهانكير قوله إن 935 شخصا قتلوا في إيران خلال الحرب الجوية التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل، وذلك استنادا إلى أحدث بيانات الطب الشرعي. وأضاف المتحدث أن هذا العدد يشمل 38 طفلا و132 امرأة. وينطوي ذلك على زيادة حادة عن قراءة سابقة أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية كانت تشير إلى مقتل 610 في إيران قبل بدء سريان وقف لإطلاق النار يوم الثلاثاء. وعدل جهانكير عدد القتلى جراء الغارة الإسرائيلية على سجن إيفين بطهران من 71 إلى 79. إلى ذلك هدد قراصنة انترنت مرتبطون بإيران بالكشف عن المزيد من رسائل البريد الإلكتروني المسروقة من دائرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد توزيع دفعة سابقة على وسائل الإعلام قبل الانتخابات الأميركية العام الماضي. وفي دردشة عبر الإنترنت مع رويترز يومي الأحد والاثنين، قال القراصنة، الذين استخدموا اسما مستعارا هو روبرت، إن لديهم ما يقرب من 100 جيجابايت من رسائل البريد الإلكتروني من حسابات كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، ومحامية ترمب ليندسي هاليجان، ومستشار ترمب روجر ستون، وأثار القراصنة إمكانية بيع المواد، لكنهم احجموا عن تقديم تفاصيل عن خططهم. ولم يصف القراصنة محتوى رسائل البريد الإلكتروني. ووصفت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي الاختراق بأنه "هجوم إلكتروني غير معقول". ورد البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الاتحادي ببيان من مدير مكتب التحقيقات كاش باتيل قال فيه إنه "سيتم التحقيق بشكل كامل مع أي شخص مرتبط بأي نوع من أنواع خرق الأمن القومي ومحاكمته إلى أقصى حد يسمح به القانون". هذا وحذر مسؤولون في الحكومة الأميركية من أن قراصنة إلكترونيين تابعين لإيران قد يستهدفون شركات أميركية ومشغلين حيويين للبنية التحتية، لا سيما المؤسسات الدفاعية التي تمتلك أو تربطها علاقات بشركات إسرائيلية في مجالي البحوث والدفاع. وفي بيان صدر بالتزامن مع التحذير، قال مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) ووكالة الأمن القومي ومركز مكافحة الجرائم الإلكترونية بوزارة الدفاع وجناح الأمن الإلكتروني المدني التابع لوزارة الأمن الداخلي إنه بالرغم من عدم وجود مؤشرات حتى الآن على وجود حملة إلكترونية خبيثة منسقة مرتبطة بإيران، فإنه يتعين على المنظمات التأكد من أن دفاعاتها على أهبة الاستعداد.