أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنّ مشروع الاتفاق النووي الجاري التفاوض عليه بين الولاياتالمتحدةوإيران لن يسمح للجمهورية الإسلامية "بأيّ تخصيب لليورانيوم". وكتب الرئيس الجمهوري على منصّته "تروث سوشل" للتواصل الاجتماعي "بموجب اتفاقنا المحتمل، لن نسمح بأيّ تخصيب لليورانيوم!". وتأتي هذه الرسالة الجازمة من جانب الرئيس الأميركي بعدما أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري بأنّ آخر اقتراح قدّمته واشنطنلطهران السبت يسمح للإيرانيين بتخصيب محدود لليورانيوم، وهو أمر لطالما رفضته إدارة ترمب. وهذه هي العقبة الرئيسة في المفاوضات الجارية بين البلدين. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال الاثنين خلال زيارة إلى القاهرة إنّه "إذا كان الهدف هو حرمان إيران من أنشطتها السلمية فبالتأكيد لن يكون هناك أيّ اتفاق". وقال دبلوماسي إيراني كبير الاثنين إن طهران تعتزم رفض الاقتراح الأميركي لإنهاء الخلاف النووي القائم منذ عقود، ووصفه بأنه "غير قابل للتنفيذ" ولا يراعي مصالحها ولا يتضمن أي تخفيف لموقف واشنطن بشأن تخصيب اليورانيوم. وأبلغ الدبلوماسي الكبير، المقرب من فريق التفاوض الإيراني، رويترز بأن "إيران تُعد ردا سلبيا على المقترح الأميركي وهو ما يمكن تفسيره على أنه رفض للعرض الأميركي". وقدم وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لإيران يوم السبت الماضي المقترح الأميركي لاتفاق نووي جديد خلال زيارة قصيرة لطهران بينما كان يضطلع بدور وساطة في المحادثات النووية بين طهرانوواشنطن. لكن لا تزال العديد من القضايا عالقة بعد خمس جولات من المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لحل الأزمة النووية. ومن بين الخطوط الحمراء التي يختلف الطرفان بشأنها رفض إيران للمطلب الأميركي بالالتزام بوقف تخصيب اليورانيوم ورفضها شحن كامل مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء عالية، وهو مادة خام محتملة لصنع القنابل النووية، إلى الخارج. وتؤكد طهران رغبتها في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، وتنفي منذ فترة طويلة اتهامات القوى الغربية لها بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية. وقال الدبلوماسي الإيراني الذي طلب عدم كشف هويته لحساسية الأمر "بموجب هذا المقترح، يبقى موقف الولاياتالمتحدة من التخصيب على الأراضي الإيرانية من دون تغيير ولا يوجد بيان واضح بشأن رفع العقوبات". وقال عراقجي إن طهران سترد رسميا على المقترح قريبا. وحث البيت الأبيض إيران على قبول الاتفاق. وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان "أوضح الرئيس ترمب أن إيران لن تتمكن أبدا من امتلاك قنبلة نووية. وأرسل المبعوث الخاص ويتكوف مقترحا مفصلا ومقبولا للنظام الإيراني، ومن مصلحته قبوله". وأضافت "احتراما للاتفاق الجاري، لن تُعلق الإدارة بشأن تفاصيل المقترح لوسائل الإعلام". وتطالب طهران برفع جميع القيود الأميركية التي تعيق اقتصادها المعتمد على النفط فورا. لكن واشنطن ترى أنه يجب رفع العقوبات المرتبطة بالملف النووي على مراحل. وفُرضت عقوبات على عشرات المؤسسات الإيرانية الحيوية بالنسبة للاقتصاد الإيراني ومن بينها البنك المركزي وشركة النفط الوطنية منذ عام 2018 بسبب "دعمها الإرهاب أو نشر الأسلحة" حسبما تقول واشنطن. وشمل إحياء ترمب حملة "أقصى الضغوط" على طهران منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير تشديد العقوبات والتهديد بقصف إيران إذا لم تُفض المفاوضات الحالية إلى اتفاق. وانسحب ترمب في عام 2018، خلال ولايته الأولى، من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران في 2015 مع ست قوى عالمية وعاود فرض عقوبات أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل. في المقابل، سرعان ما انتهكت طهران القيود التي فرضها الاتفاق على برنامجها النووي. وألزم اتفاق 2015 إيران باتخاذ خطوات لتقييد برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وقال الدبلوماسي إن التقييم الذي أجرته "لجنة المفاوضات النووية الإيرانية"، تحت إشراف علي خامنئي، وجد أن الاقتراح الأميركي "منحاز تماما" ولا يخدم مصالح طهران. وأضاف الدبلوماسي الإيراني أنه لذلك تعتبر طهران هذا المقترح "غير قابل للتنفيذ" وتعتقد أنه يحاول الانفراد بفرض "اتفاق سيئ" على إيران من خلال مطالب مبالغ فيها. وذكر موقع أكسيوس الإخباري أن مقترح الاتفاق النووي الذي قدمته الولاياتالمتحدةلإيران يوم السبت سيسمح لطهران بقدرة محدودة على تخصيب اليورانيوم على مستوى منخفض لفترة من الزمن. ونقل التقرير ذلك عن مصدرين لم يكشف عن هويتيهما لكنه قال إنهما على اطلاع مباشر.