تتجدد المطالبة بخفض أسعار تذاكر الخطوط الجوية السعودية تحت قبة مجلس الشورى ولا يكاد يمر تقرير سنوي للمؤسسة إلا وتبرز هذه المطالبة والشكوى من ارتفاع قيمة التذاكر، حتى قالت عضو في مداخلة على التقرير السنوي للمؤسسة للعام المالي 45-1446 «نحن مواطنون فخورون بوطننا وخطوطنا الجوية، ولا سيما بالشعور بالأمان عند صعودنا على متن الطيران السعودي، ولكن - للأسف - أصبحنا في الآونة الأخيرة نلجأ في بعض الأحيان إلى ركوب خطوط جوية أخرى، مما يسهم في رفع مبيعاتها، في حين أن خطوطنا الوطنية أولى بهذا الدعم. وأظهرت لجنة النقل في الشورى في دراستها للتقرير المشار إليه ما يقع على عاتق المؤسسة، من مسؤولية وطنية كبيرة من خلال دورها كناقل وطني، ونظراً للحراك التنموي الذي تشهده المملكة ولتحقيق رؤية السعودية في تحقيق التنمية الشاملة في مختلف مناطق المملكة ودعم البرامج والأنشطة السياحية، طالبت اللجنة المؤسسة بمراجعة سياسات تسعير التذاكر الداخلية، بما يحقق التوازن بين الجدوى الاقتصادية للمؤسسة ومراعاة البعدين الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدةً اللجنة في توصياتها التي تنتظر التصويت في جلسة مقبلة أن على المؤسسة مسؤولية وطنية في العمل على تحقيق ذلك من خلال برامج ومحفزات لدعم النقل الجوي بين مختلف المناطق وبخاصة المناطق المستهدفة بالتنمية والسياحة، ولذا جاءت المطالبة بمراجعة سياسات تسعير التذاكر الداخلية. خفض أسعار التذاكر ومن توصيات لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على تقرير «الخطوط السعودية» المطالبة باحتساب التذاكر المخفضة للفئات المستحقة - ذوي الإعاقة وكبار السن والجنود المرابطين - وفق أقل سعر متاح من فئات درجة السفر، وأشار تقرير اللجنة إلى أن من ضمن الأدوار التي تضطلع بها الخطوط السعودية كناقل وطني يكمن في دعم ذوي الإعاقة وكبار السن والجنود المرابطين من خلال تقديم خدمة التذاكر المخفضة، وبالاطلاع على آلية احتساب أسعار التذاكر المخفضة فإن الخطوط السعودية تعتمد في آلية اعتماد السعر المخفض بناء على فئات حجز مختارة ذات أسعار مرتفعة مثل الفئة (Y) من درجة الضيافة الأمر الذي تنتفي فيه الفائدة من التخفيض، وبذلك يصبح سعر التذكرة بعد التخفيض في كثير من الأحيان أعلى من سعرها لدى الناقلين الآخرين بل وحتى من السعر التجاري للخطوط السعودية نفسها أحيانا، مما يجعل الاستفادة من التخفيض ليست بذات جدوى للمستفيدين بل تكون شبه معدومة، ولذا دعت اللجنة المؤسسة إلى ما يحقق تحفيض تذاكر ذوي الإعاقة وكبار السن والجنود المرابطين. ودعت التوصيات المؤسسة إلى إعداد خطة ربط بجدول زمني واضح لتحويل جميع الشركات التابعة لها إلى شركات المساهمة والإسراع في تطوير استراتيجياتها ومواءمتها بما يسمح بنقل مركز عمليات المؤسسة إلى محافظة جدة، وتعرض لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تقريرها النهائي بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه أداء الخطوط الجوية السعودية قبل التصويت على توصياتها ومن ذلك مداخلة الدكتور ريمة اليحيا التي تضمنت المطالبة بتحسين بعض خدمات الخطوط الجوية السعودية، وعلى رأسها آلية استرداد قيمة التذاكر، وخاصة في الحالات التي يكون فيها إلغاء صادرات عن الخطوط نفسها تحلل خارجة عن إرادة المسافر، مثل الكوارث المناخية (على سبيل المثال: الفيضانات التي شهدتها مدينة دبي العام الماضي)، وترى اليحيا أنه في مثل هذه الحالات من المفترض أن يتم استرداد مبلغ التذكرة دون أي عناء من العميل أسوة بشركات الطيران الأخرى لكن الواقع مختلف، حيث يُطلب من العميل الدخول إلى الموقع، وذكر سبب الإلغاء، وإرفاق المستندات المطلوبة، والتي غالبًا ما يصعب تحميلها إما بسبب كبر حجمها أو عدم وضوحها، وبعد جهد كبير، قد يتم قبول الطلب، لكن المبلغ لا يسترد إلا بعد نحو ثلاثة أشهر، وغالبًا ما يكون غير مكتمل، وعند رفع المشكلة لعدم استلام كامل المبلغ، يُطلب من العميل إعادة جميع الخطوات من جديد، مما يعكس تجربة مرهقة وغير مرضية. مشكلات الحجز المدفوع وأشارت الدكتورة اليحيا إلى إشكالية تواجهها خدمة حجز التذاكر مدفوعة الثمن في بعض الأحيان، حيث يتم تغيير تقنية تحديد الطائرات، مما يؤدي إلى اختلاف توزيع التذاكر بسبب اختلاف نوع الطائرة لذلك، يُخصص للمسافر مقعد مختلف عن الذي تم حجزه مسبقًا، وقد يكون غير مناسب كما أن إجراءات استرداد المبلغ المدفوع معقدة وغير ميسرة، وأكدت عضو الشورى على أهمية تسهيل طلبات واحتياجات المسافرين، خاصة في الحالات التي لا يكون الخطأ صادرًا منهم، وقالت إن على المؤسسة العامة للخطوط الجوية السعودية تحسين تجربة المسافر وسرعة معالجة الخدمات المقدمة لهم، وختمت اليحيا: هذا يقودني إلى الملاحظة الأخيرة والمتكررة سنويًا، وهي ارتفاع قيمة التذاكر، وشراء الأوزان الإضافية مسبقاً والتي سبق أن تبنت اللجنة توصية بشأنها، وأضافت: نحن مواطنون فخورون بوطننا وخطوطنا الجوية، ولا سيما بالشعور بالأمان عند صعودنا على متن الطيران السعودي، ولكن - للأسف - أصبحنا في الآونة الأخيرة نلجأ في بعض الأحيان إلى ركوب خطوط جوية أخرى، مما يسهم في رفع مبيعاتها، في حين أن خطوطنا الوطنية أولى بهذا الدعم، وعليه، أرجو أن تحظى هذه الملاحظات باهتمام الخطوط الجوية السعودية، تعزيزًا لتجربة العميل، وحرصا على الولاء المستمر لشركتنا الوطنية. استمرار الخسائر وطالبت الدكتورة سارة سليمان قاسم المؤسسة بإعادة تقييم استثماراتها والشركات التابعة لها، بهدف وضع خطة تنفيذية واضحة تحدد مصير هذه الشركات، سواء عبر الخصخصة أو التحول إلى مساهمة أو الإغلاق، بما يحقق الاستدامة المالية المطلوبة، واستعرضت قاسم أبرز المؤشرات المحاسبية الواردة في ملخص الأداء المالي لمؤسسة الخطوط الجوية السعودية فبينت أن المؤسسة سجلت خسائر صافية ومتكررة ففي عام التقرير سجلت خسارة ب3.52 مليارات ريال، وفي العام السابق له بلغت الخسارة 3.4 مليارات ريال، وأكدت العضو أن استمرار هذا النزيف المالي لعامين يعكس خللا تشغيليًا كبيرًا، كما تآكلت كامل حقوق المساهمين، فحقوق الملكية سالبة في كلا العامين فسجلت انخفاضا بقيمة ( 5.4- مليارات إلى 5.9 مليارات ريال)، مما يعكس تجاوز الخسائر لرأس المال، ويشكك بقدرة المؤسسة على تكرار نموذجها في شركاتها التابعة، وأشارت قاسم إلى ارتفاع تكاليف التمويل فقد تجاوزت في عام التقرير 1.5 مليار ريال، مما يعكس عبئا تمويليًا كبيرًا، وفي شأن ضعف الربحية التشغيلية ظهر تحسن طفيف لا يكفي لتغطية النفقات بعد خسارة تشغيلية في العام السابق لعام التقرير قدرها 3.6 مليارات ريال، كما أظهر التقرير ارتفاع المطلوبات والذمم التجارية مما يشير إلى ضغط واضح في السيولة أو تأجيل في سداد التزامات الموردين. وقالت عضو الشورى: من الواضح أن الأداء المالي للمؤسسة لا يعكس نموذجًا قابلاً للنمو أو التكرار، بل على العكس يسلط الضوء على عدد من السياسات غير الفعالة، ومن أبرزها غياب خطة فعالة لوقف الخسائر أو خفض التكاليف، رغم استمرار العجز المالي والتوسع في أنشطة واستثمارات غير مدروسة، دون وجود دلائل مالية تثبت جدواها، واعتماد كبير على التمويل بالقروض، التي تشكل أكثر من 23.8 مليار ريال من الالتزامات، مما يرفع من مخاطر التعثر مستقبلاً، وتؤكد قاسم ضرورة التوصية بإعادة تقييم استثمارات المؤسسة والشركات التابعة لها، بهدف وضع خطة تنفيذية واضحة تحدد مصير هذه الشركات، سواء عبر الخصخصة أو التحول إلى مساهمة أو الإغلاق، بما يحقق الاستدامة المالية المطلوبة.» يذكر أن مجلس الشورى وفي جلسته العادية الحادية والثلاثين من أعمال السنة الأولى للدورة التاسعة برئاسة نائب رئيس المجلس الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي التي عقدت في 22 من ذي القعدة الماضي، ناقش التقرير السنوي للمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية للعام المالي 45-1446 بعد أن استمع إلى تقرير تقدمت به لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، تلاه رئيس اللجنة د. عيسى العتيبي، بشأن ما تضمنه التقرير السنوي للمؤسسة، وبعد الاستماع لعدد من المداخلات طلب رئيس اللجنة العودة لدراسة ملحوظات الأعضاء وآرائهم والرد في جلسة لاحقة قبل التصويت على التوصيات التي ستخلص إليها. د. مشعل السلمي يرأس الجلسة 31 محمد المطيري