في خضم التحديات الإقليمية والدولية، أثبتت السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان أنها ليست مجرد لاعب في ملعب السياسة، بل صانعة لموازين قوية قادرة على إعادة ترتيب المشهد بحسب مصالحها الوطنية والإقليمية، وذلك من خلال الحكمة، والمرونة، والشجاعة. تتعامل المملكة مع الأزمات كما تتعامل مع الفرص، وهذا يذكرني ببيت من الشعر للملك فهد رحمه الله: "حنّا هل العوجا .. ولا به مراوات شرب المصايب مثل شرب الفناجيل". لقد أظهرت المملكة أن الدبلوماسية ليست مجرد كلمات تُقال أو تصريحات تُصدر، بل هي فن إدارة التوازن بين القوة والحنكة، وبين الصبر والمرونة، مما يفرض حضورها كقوة إقليمية مؤثرة ومتحدثة باسم الاستقرار. نجاحها في إدارة الأزمات الإقليمية والدولية، وإدارتها لعلاقاتها الخارجية وتحويل الخصوم إلى شركاء في توقيتات مناسبة، يعكس أن القوة الحقيقية تأتي من قدرات تمتلك أدواتها بشكل متمكن، مما يجعل الإنجازات بارزة للعيان. أما مستقبل المنطقة، فيستشرفه الواقع من رؤية 2030 وما تم تحقيقه، حيث يتم التوجه نحو قلب حقبة التهديدات والتصعيد إلى فصل جديد يكتبه الأبطال خلف الكواليس، مؤمنين ان الأعمال الحقيقه ستتجلى من منظور الحكمة، والاعتراف بالمصالح المشتركة، والصبر واقتناص الفرص. السعودية اليوم تسير نحو بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا، يعكس جوهر الحقائق التاريخية، ويترجم قوة الحاضر ومرونة المستقبل. تتمتع المملكة بقيادة متمسكة بقيم العزة والانتصار، تسعى لتعزيز أخلاقها الحميدة. أبناء هذا الوطن، قيادة وشعب، يمتلكون الحكمة والثقافة والتاريخ، مما يجعل من الذكاء والقوة أداة عز وفخر، قادرة على تغيير ملامح المنطقة وإعادة كتابة فصل جديد من السلام والأمن والنهضة. الطريق طويل، والنجاح يتطلب من الجميع تركيز العيون نحو الرؤية الواضحة، حيث يكون الجواب في يد من يختار أن يكون صاحب القرار، وليس مجرد متلقٍ للأحداث. برؤية 2030، تمثل لنا ابناء هذا الوطن خارطة طريق واضحة نحو مستقبل مشرق، تعزز التنوع الاقتصادي، وتحسن جودة الحياة، وتستثمر الموارد البشرية. إن الالتزام بتحقيق أهداف هذه الرؤية يعكس إيماناً راسخاً متبادلا بين قيادة وشعب المملكة، السعودية بقدرتها على التعامل مع التحديات، وتحويلها إلى فرص، جعلها اليوم في مكانه إقليمية قوية وقوة ودولية حاضره وفاعلة.