أعتقد أن أحد تعريفات الإنسان والتي يختلف فيها عن بقية الكائنات هو قدرته على خلق الجمال من خلال الفن في أي مجال وأي مساحة متاحة، وهذا بالضبط ما حدث في كرة القدم والتي هي لعبة فنية بحد ذاتها، لكن، أتصور، أن الجمهور الممتلئ حماسة والذي يجلس متابعاً عينه على الكرة واللاعبين، يشجع ويصرخ ويغني، قرر أن هذا لا يكفي للتعبير عن القدر الذي يشعر به من حب لفريقه، والطريقة المثلى التي يعبر بها إنسان عن حبه هي طريق الفن. ولأن إيطاليا هي بلد الفنون، فلابد أن تكون هي البادئ الأول ومخترع هذا الفن، التيفو، الذي بدأ في أواخر الستينات وأوائل السبعينات، ثم أخذ بالانتشار حتى أصبح جزءاً من جمال متابعة مباريات كرة القدم في العالم. كنت أشاهد أمس مباراة تتويج الاتحاد ببطولة دوري روشن وكانت من ضمن المتعة مشاهدة الجماهير وهي تكون التيفو بطريقة فنية بديعة تزيد الملعب جمالاً وإثارة. يرفع المشجعون الأوراق الملونة، يصدرون أصواتاً ترافق وقوفهم مكونين بذلك لوحة فنية تزيد المباراة حماسة ومتعة، كرر الاتحاديون فعل ذلك طوال المباراة، تذهلك الأعداد التي شاركت في صنع هذا الجمال، الانضباط والترتيب، أفكر، كيف ومتى تدربوا، وأين؟ ثلاث لوحات جميلة قدمتها الجماهير الاتحادية في المباراة النهائية، مفرودة على ثلاث جهات، كانت إحداها اقتباساً من الكابتن بنزيما، حين نقول نفعل، بالإنجليزية. الاتحاد معروف بجمهوره الذي لا يقارن، فكيف إذا أضاف هذا الجمهور بعداً فنياً بديعاً كما فعل ويفعل في كل مباراة بلوحات التيفو المميزة. النوادي الكبيرة عموماً، تتفنن جماهيرها في تقديم لوحات بديعة، وأصبحت هناك منافسة قوية بين الجماهير، بل وأصبحت هناك مسابقة وجوائز لأفضل تيفو، وأرى أننا نحن المتابعين الرابحون من هذه المسألة، فالتنافس يعني إبداعاً أكثر، ويعني متعة أكبر. ولأنني كما هو واضح أشجع فريقاً بعينه، ولأنني لست متابعة جيدة يصعب علي أن أذكر أفضل تيفو قدمته الجماهير السعودية، لكن سأكتب لكم بعض أفضل تيفو الذي قدمته جماهير العالم حسب أحد المواقع الكروية وابحثوا أنتم عن صوره في النت: 1. تيفو فريق كوبنهاجن ضد فريق بروندبي في الدوري الدانماركي 4 مايو 2014 2. تيفو اي سي ميلان ضد باريس سان جرمان 7 نوفمبر 2023 3. تيفو فريق دورتموند ضد فريق ملقا 9 أبريل 2013 4. تيفو فريق زينيت الروسي ضد فريق لايزبيج الألماني 5 نوفمبر 2019 5. تيفو فريق سان جرمان الفرنسي ضد اي سي ميلان الإيطالي 25 أكتوبر 2023 التيفو حكايات وإبداعات، ومن أجملها تلك التي تقتبس من الكتب والروايات. لا وقت لدي لذكرها الآن، لكن ابحثوا وستجدونها.