عبد الله صالح كامل: انطلاقة الاقتصاد الإسلامي بدأت من المدينة المنورة.. والمملكة رسّخت مبادئه    بعد تتويج الاتحاد بكأس الملك.. النصر يشارك في "نخبة آسيا 2"    الرئيس اليمني يثمن قرار المملكة بتمديد عقد مشروع مسام لنزع الألغام في بلاده    الاتحاد يتوج بأغلى الكؤوس بعد تغلبه على القادسية بثلاثية    الصبان رعى الختام المثير وتوج الأبطال .. هاتريك تاريخي يقود الحريق لصدارة سوبر التايكوندو    «سلمان للإغاثة» يوزع 1.155 سلة غذائية في الصومال    "الداخلية" تصدر قرارات إدارية بحق (25) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج    لوران بلان يتوج بلقب ال17    ترمب يودع إيلون ماسك ويؤكد: «سيبقى جزءًا من الفريق»    الاتحاد يتوج بلقب كأس الملك بالفوز على القادسية    «الداخلية»: غرامة 20 ألفاً لحاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها في مكة والمشاعر    الهلال يفاوض ميلان لضم ثيو هيرنانديز    نيابةً عن الملك... ولي العهد يشرّف نهائي كأس خادم الحرمين    «وقاء» يواصل أعماله الميدانية في منطقتي مكة والمدينة    ترمب يلمّح إلى تجدد التوترات التجارية مع الصين    ريال مدريد يتعاقد مع أرنولد من ليفربول لست سنوات    وزارة الإعلام تستعد لإقامة النسخة الثانية من "ملتقى إعلام الحج"    حضورٌ رائعٌ لسيرةِ الحج في نادي جازان الأدبي جازان    محمد بن علي آل رضي يُعيَّن نائبًا للأمين العام وعضوًا في مجلس إدارة المنظمة العربية للأسرة    ‏سماحة مفتي عام المملكة يشكر تعليم جازان    نافذة أمل جديدة تؤخّر السكري وتُعيد تعريف الطب الوقائي    علاج مناعي جديد يؤخر ظهور السكري    الدكتور أحمد علوش… قصة كفاح وسيرة أكاديمية ملهمة تجاوزت التحديات بالصبر والمعرفة    ترقية الحكومي للمرتبة السابعة في بلدية وادي جازان    وزير الداخلية ينقل تحيات القيادة لأهالي الطائف ويؤكد استمرار دعم التنمية والأمن في المحافظة    إمام المسجد النبوي يحث على اغتنام عشر ذي الحجة ويبيّن فضلها وعِظم شعائرها    ضيوف "خادم الحرمين الشريفين" يشيدون بجهود المملكة ويعبّرون عن شكرهم للقيادة الرشيدة    جمعية شفيعًا تحتفي بطلابها من ذوي الإعاقة في حفل قرآني مميز بمنتجع ديراب الريفي    أمين الطائف يفتتح مخيماً مجهزاً في السيل الكبير لاستقبال وخدمة ضيوف الرحمن.    الرياض وجدة تتصدران حركة المسافرين    هند كيلاني تحصل على الدكتوراة في القيادة والسياسات التربوية من جامعة الملك خالد    جامعة الإمام تحتضن برنامج "موهبة" الإثرائي الأكاديمي 2025    استشهاد تسعة فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    أمير القصيم يوجه باستمرار العمل خلال إجازة عيد الأضحى    عبدالعزيز بن سعود يلتقي نائب أمير منطقة مكة المكرمة وأعضاء اللجنة الدائمة للحج والعمرة بإمارة المنطقة    اليحيى: تدشين مبادرة طريق مكة في المالديف يجسد تاريخًا من التعاون    الأثر البيئي والاجتماعي والاقتصادي والصحي لانتشار قرود البابون على المجتمعات المحلية    الدرعية هوية سعودية في قلب شنغهاي    أمير حائل يوجّه باستمرار العمل في الإمارة والمحافظات والمراكز خلال إجازة عيد الأضحى    أمير منطقة جازان يتفقد محافظة الحُرَّثْ    مستشفى خميس مشيط العام يُنفّذ عدداً من الفعاليات    شيخ شمل المخلاف يستقبل أعيان ومشايخ الخلاف    إعادة تعيين سعادة الأمين العام الأستاذة ديمة بنت يحيى اليحيى لقيادة منظمة التعاون الرقمي في مرحلة محورية تُركز على تعزيز مرونة الاقتصاد الرقمي والازدهار الاجتماعي    طلبة يقولون لبي بي سي: "نادمون" على التقديم لجامعات أمريكية بعد خطط إدارة ترامب بتعليق طلبات تأشيراتهم    تحذيرات من تفاقم المجاعة.. الأمم المتحدة: استمرار العدوان على غزة يخلف أضرارًا مروعة    تل أبيب تتوعد بحصار وجولات متتالية.. إسرائيل تصعد ضد الحوثيين وتقصف مطار صنعاء    موسكو تصر على "حياد كييف".. لافروف: جولة مفاوضات روسية – أوكرانية.. قريباً    "الداخلية: الالتزام بالأنظمة يحافظ على سلامة ضيوف الرحمن    أكد دعمه المتواصل لمبادرات رفع كفاءة خدمات الحجاج.. أمير المدينة يدشن أربع نقاط إسعافية جديدة    "التخصصات": 5,125 خريجاً من البورد السعودي    منظومة متكاملة لهيئة مكة المكرمة.. والرشيد: خطة تشغيلية لنقل 2.1 مليون حاج خلال أيام معدودة    يدعم إنتاج التقنية العالية.. إطلاق مركز التصنيع المتقدم في الرياض    التقي نائب أمير مكة ودشن عدداً من المشاريع.. وزير الداخلية: القيادة حريصة على تعزيز أمن وسلامة الحجاج    أزمة ثقة    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يفتتح اليوم فعاليات المؤتمر الدولي للأمراض الجلدية    صمود الصحافة بوجه التحديات بالاندماج مع البدائل الرقمية    الدكتورة سميرة إسلام.. سيرة حياة حافلة بالعطاء والريادة العلمية    شَبَه الكتابة بالطبخ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المضادات الحيوية شأن وطني.. وهذه الأدلة
نشر في الرياض يوم 27 - 05 - 2025

في مقال الأربعاء الماضي تحدثت عن حادثة الأستاذ الجامعي الذي كتبت له طبيبة مقيمة مضادا حيويا خطيرا من الجيل الرابع له أعراض جانبية خطيرة، ولم يكن في حالة تستدعي ذلك المضاد القوي الذي يفترض أن يكون محفوظا احتياطيا لحالات تستوجب إعطاءه، وقلت في (تغريدات) مصاحبة للمقال إننا نحن الصيادلة نقول في محاضراتنا للأطباء إن من يستخدم مضادا قويا للقضاء على بكتيريا ضعيفة كمن يقتل ذبابة بمدفع، وبالمناسبة ما زال المريض يعاني من تلك الأضرار الجانبية للمضاد.
اليوم نكمل الحديث عن أهمية المضادات الحيوية كعنصر وطني مهم يفترض أن يحاط توفيره ووصفه واستخدامه برقابة شديدة كونه السلاح المضاد للأوبئة وللأمراض التي يسببها غزو بكتيري قد يكتسب مناعة ومقاومة للمضادات الحيوية القوية إذا أسيء استخدامها، ويجب ألا نعتمد فقط على عدم صرفها دون وصفة (وهذا مهم) بل أن نقنن أمر وصفها ونتشدد فيه، ونحاسب عليه ويتم تحديد الطبيب المخول بوصف المضاد بشروط علمية من أهمها: إجراء مزرعة تثبت وجود الآفة المسببة للعرض أو الالتهاب، وأنها حساسة لذلك المضاد، وليس هذا فقط بل تثبت المزرعة أن تلك الآفة (بكتيريا أم فيروسا) وأنها لا تستجيب لمضادات أخرى من جيل أقدم وأقل قوة وأقل أعراضا جانبية وأكثر أمنا وأقل تكلفة على الوطن والمريض، وهنا سوف أسرد باختصار شديد مواقف تؤكد أهمية ما ذكرت.
في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني وفي أواخر الثمانينات الميلادية لاحظنا وجود مقاومة بعض أنواع البكتيريا لمضادات حيوية مهمة تعطى بالحقن الوريدي أو حتى بالفم، وأجرينا الكثير من الدراسات التي أثبتت ذلك، فقمنا نحن الصيادلة السعوديين بلفت نظر الإدارة لذلك وأعددنا ما يعرف بصحيفة المضادات الحيوية (antibiotic sheet) وعرضناها على لجنة الصيدلة والعلاجات (pharmacy and therapeutics committee)، وبدعم من المشرف العام الدكتور محمد الشريدة -رحمه الله- والمدير الطبي الدكتور سليمان الذكير وبعض أعضاء اللجنة من الأطباء غير المعارضين لها، فرضنا استخدام تلك الصحيفة أو الاستمارة التي تجب تعبئتها كشرط لوصف أي مضاد حيوي، وموافقة الصيدلية بناء على معلومات مهمة عن المضاد والبكتيريا والمزرعة ودرجة حساسية البكتيريا لخيارات متعددة من المضادات، وفعلا خلال أشهر معدودة تحكمنا في البكتيريا المقاومة في المستشفى بشكل كبير جدا وأصبحت خياراتنا من المضادات أوسع بكثير وحققنا وفرا كبيرا من المال في زمن قصير.
الموقف الوطني الآخر الذي لا يمكن أن أنساه كان بطله معالي وزير الصحة الدكتور أسامة عبدالمجيد شبكشي -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، فقد احتاجت الوزارة لتوفير كميات من مضاد حيوي من مجموعة السفالوسبورين المستخدم لعلاج الإصابة بالالتهاب السحائي البكتيري استعدادا لموسم الحج في أواخر التسعينات الميلادية، حيث كان الوضع الاقتصادي العالمي يعاني ركودا وعجزا عالميا متأثرا بما خلفته حرب تحرير الكويت، وكان ذلك المضاد تنتجه شركة وطنية لكن رئيسها لم يقدم عرضا للوزارة بحجة وجود مستحقات سابقة لم تصرف، فغضب الدكتور أسامة شبكشي ولجأ لتأمين المضاد من شركة ألمانية، وتمت أمور الحج بنجاح تام كعادة هذا الوطن المعطاء.. وبعد مدة دعا الوزير شبكشي -رحمه الله- صناع الدواء السعوديين لاجتماع مع معاليه لمناقشة احتياجاتهم، وكنت حاضرا كرئيس تنفيذي لمصنع إنتاج الأمصال بالحرس الوطني مع جميع رؤساء مصانع الدواء في المملكة وبينهم رئيس تلك الشركة الذي رفض تأمين المضاد، والذي قاطع أكثر من مرة مطالبا بالدعم كمصنع وطني، فما كان من معالي الوزير إلا أن ذكره بموقفه ووبّخه عليه بأدب جم وعبارات عتاب وطني اضطر لإعادتها لأن صاحبنا أعاد الكرة والمطالبة بحجة الوطنية فسمع كلاما ودروسا وطنية أجمع الحضور أنها تستدعي حمرة الخجل.
المضادات الحيوية هي أهم الأدوية وطنيا، على الإطلاق، كونها عرضة للمقاومة وقد تحتاج إليها الأوطان بكميات كبيرة جدا في وقت محدود هو وقت انتشار وباء مفاجئ، لذا فإن أمر وصفها وصرفها وتحديد مدة استخدامها ووفرتها والمحافظة على مخزون وطني فعال منها في كل الأوقات يجب ألا يترك لا للطبيب ولا الصيدلي ولا المصنع الوطني ولا وكيل الشركة المصنعة، بل تتولاه سياسة وطنية ونظم وإجراءات حازمة ومفصلة ودقيقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.