الرياض تحتفي باستقلال الأردن ال 79.. الجالية الأردنية تجدد الولاء

في أجواءٍ تفيض بالفخر والانتماء، احتفلت الجالية الأردنية في العاصمة السعودية الرياض بذكرى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية ال 79، في أمسية وطنية شهدت حضوراً دبلوماسياً وإعلامياً واسعاً، وتجلّت خلالها أسمى مشاعر الوفاء والاعتزاز بالوطن، في ظل رعاية سفير الأردن لدى المملكة الدكتور هيثم أبو الفول.
احتضن الحفل الرسمي، الذي نظمه ملتقى "النشامى للجالية الأردنية"، عدداً من أبناء الجالية الأردنية، إلى جانب شخصيات دبلوماسية ومجتمعية سعودية وأردنية، في مشهد عبّر عن عمق الروابط بين البلدين، ومدى ارتباط الأردنيين بوطنهم، رغم البُعد الجغرافي.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السفير الأردني الدكتور هيثم أبو الفول أن هذه المناسبة تمثل محطة مضيئة في تاريخ الأردن الحديث، وتعيد التذكير بتضحيات الأجداد والآباء الذين مهدوا الطريق لاستقلال وطنهم. وأضاف: "الاستقلال هو ثمرة نضال طويل وشاق، قادته القيادة الهاشمية، وشاركت فيه كل فئات الشعب الأردني، حتى أصبح الأردن دولة مؤسسات، عنوانها الأمن والاستقرار والكرامة الإنسانية".
وأشار السفير إلى استمرار الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، في مسيرته نحو التقدم، مؤكداً أن المملكة تواصل أداء دورها التاريخي تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مع الحفاظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف.
وعن العلاقات الأردنية السعودية، أعرب أبو الفول عن فخره واعتزازه بما يجمع البلدين الشقيقين من روابط متينة، وقال: "العلاقات الأردنية السعودية تسير على نهجٍ ثابتٍ من التعاون والتكامل، وهي مثال يُحتذى به في الشراكة العربية، بفضل حكمة القيادتين وحرصهما المشترك على أمن واستقرار المنطقة".
وتضمّن الحفل فقرات متنوّعة، افتُتحت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها عزف السلامين الوطنيين السعودي والأردني، ثم قُدمت كلمات ترحيبية وقصيدة شعرية، وعُرض فيلم وثائقي يستعرض أبرز محطات نهضة الأردن. كما كان للتراث الأردني حضوره اللافت عبر فقرة "الدبكة" الشعبية التي ألهبت حماس الحضور.
وأعرب رئيس ملتقى النشامى في السعودية، السيد توفيق حماد، عن اعتزازه بهذه المناسبة، قائلاً: "نحتفل باستقلال وطننا ونحن على أرضٍ نعتبرها بلدنا الثاني، المملكة العربية السعودية، التي احتضنتنا بكل محبة واحترام. والشكر موصول لقيادتها الرشيدة على هذا الكرم والوفاء".
وشهد الحفل كذلك مشاركات متنوعة من أبناء الجالية الأردنية الذين عبّروا عن مشاعرهم تجاه الوطن. وقال هيثم عبيدات إن هذه الذكرى تعكس عزة الوطن وكرامة شعبه، فيما أكدت السيدة فائزة عبدالعال أن "الاحتفال في السعودية لا يقل دفئاً عن الاحتفال في عمّان"، معتبرة أن الشعبين يجمعهما مصير مشترك. من جهته، شدد المهندس عبد الله المساعيد على أن العلاقة بين المملكتين تتجاوز الأطر الرسمية، مشيراً إلى الروابط العائلية والعشائرية التي تربط الشعبين.
وفي ختام الأمسية، قام السفير الأردني الدكتور هيثم أبو الفول بتكريم الجهات المشاركة في تنظيم الحفل، مشيداً بالجهود التي بذلت لإنجاح هذه المناسبة الغالية، ومؤكداً أن الجالية الأردنية في السعودية كانت ولا تزال مثالاً يُحتذى به في تمثيل الوطن والاعتزاز بهويته. كانت ليلة الاستقلال في الرياض أمسية حب ووفاء، حملت رسائل الانتماء، ورسخت عمق العلاقات الأخوية بين الأردن والسعودية، قيادةً وشعباً.