في الوقت الذي تسعى فيه الدول العربية للسلام الحقيقي وتحشد له، يزداد فيه التعنت الإسرائيلي الذي يعتبر السلام أمراً غير مقبول إلا على الطريقة التي يرغب بها وتحقق مصالحه وحده، وعلى الرغم من ذلك نجد أن عدد الدول التي تعترف بفلسطين يزداد، في دلالة واضحة على زيادة انعزال إسرائيل وعدم جدوى سياساتها القمعية التي لا تؤمن إلا بالحرب كوسيلة لتحقيق أهدافها التوسعية على حساب الشعب الفلسطيني الأعزل الذي لا حول له ولا قوة في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية التي تمعن في القتل والدمار دون حدود. وفي الوقت الذي أبدت فيه الدول العربية رغبتها الجادة في السلام الشامل والعادل بقيادة سعودية قبل 23 عاماً، ومازالت عبر المبادرة العربية للسلام، إلا أن إسرائيل التي ترى في السلام نهاية لمخطط توسعها في الأراضي الفلسطينية التي هي مستمرة فيه حتى اليوم، ورغم ذلك فإن التصميم العربي بقيادة المملكة مازال قائماً لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية التي هي محور إرساء السلام في المنطقة. ومن هذا المنطلق سيتم عقد المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، المزمع عقده الشهر المقبل، برئاسة مشتركة سعودية - فرنسية، والذي لقي دعم غالبية الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، وكذلك الدول المراقبة من دول وتجمعات إقليمية، والتي عبرت عن دعمها الكامل للجهود التي تبذلها المملكة وفرنسا في الإعداد للمؤتمر، وأكدت تأييدها لحل الدولتين بوصفه الخيار الوحيد المتفق عليه دوليًا، كما شددت على أهمية تحقيق نتائج عملية تشمل الاعتراف بدولة فلسطين، ورفض جميع محاولات الضم والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، المؤتمر قد يشهد اعترافات جديدة من بعض الدول بدولة فلسطين، وأنه سيكون له أثر سياسي مهم رغم التحديات التي تفرضها آلة الحرب الإسرائيلية. الطريق إلى السلام ليس سهلاً، خاصة في ظل الظروف الدولية عامة والتحولات التي تشهدها المنطقة بشكل خاص، والوصول إليه يتطلب جهوداً حثيثة مستمرة تقودها المملكة، وصولاً إلى حل عادل شامل ودائم للقضية الفلسطينية التي طال أمدها.