من الرائع جداً أن نشاهد فريقاً مثل القادسية يبلغ نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم 2024 - 2025م، فتواجد أسماء جديدة في مثل هذه التظاهرات الرياضية الكبيرة لا يعطي فحسب مذاقاً ونكهة مختلفة على البطولة، بل يعكس صحة ممتازة في جسد الكرة السعودية. وبذلك يكرر القادسية ما فعله فريقا الفيحاء والوحدة بالوصول لنهائي المسابقة في أول موسم لهما بعد الصعود من منافسات دوري الدرجة الأولى، حيث صعد نادي الفيحاء من دوري الدرجة الأولى لمصاف أندية الممتاز المحترفين في موسم 2022 - 2021م، ووصل إلى نهائي كأس الملك وحقق اللقب أمام الهلال بفوزه بركلات الترجيح بنتيجة ( 1 - 3 ). كما صعد نادي الوحدة من دوري الدرجة الأولى لمصاف أندية الممتاز المحترفين في موسم 2023 - 2022م، ووصل إلى نهائي كأس الملك وخسر بركلات الترجيح أمام الهلال بنتيجة ( 6 - 7 ). التنوّع والاختلاف في الأبطال يهب مسابقتي الدوري والكأس قلباً جديداً وروحاً جديدة. عندما تُكسر السيطرة المعتادة لبعض الفرق، تستهل شهية الأندية المتبقية للمنافسة، ويبتدأ الشغف والعمل الجاد باحترافية من القاعدة وحتى الفريق الأول حين تشاهد فريقاً مثل فريق القادسية بجهود مستمرة ورتم تصاعدي يقف اليوم على مشارف الطموح، فهو مشهد يُلهم جميع الأندية ويشجع إداراتها على الاستثمار في فرقها. هذه المعادلة تعطي لعبة كرة القدم خصائص أكثر توازناً، وتصنع أجواءً تنافسية حماسية طوال الموسم، وهي أيضاً إشارة بارزة بأن الطريق إلى المجد ليس محكوراً على الأندية الكبار فحسب، بل هي مساحة مفتوحة لكل من يزرع ويحلم ويؤمن بإمكانياته وبقدراته. وهذا ما يجعل من نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم 2024 - 2025م مناسبة خاصة بجميع المقاييس.