بتوجيه من قيادة المملكة العربية السعودية -حفظها الله-، قام معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، بزيارة لجمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة خلال الفترة ( 8 - 9 مايو 2025م)، وذلك في إطار مساعي المملكة للتهدئة ووقف التصعيد وإنهاء المواجهات العسكرية الجارية، والعمل على حل كافة الخلافات من خلال الحوار والقنوات الدبلوماسية. إلى ذلك أجرى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اتصالين هاتفيين، أمس، بكل من معالي وزير الشؤون الخارجية في جمهورية الهند الدكتور سوبراهمانيام جايشانكار، ومعالي نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الخارجية في جمهورية باكستان الإسلامية السيد إسحاق دار. وجرى خلال الاتصالين بحث الجهود المبذولة لتهدئة التوترات ووقف التصعيد، وإنهاء المواجهات العسكرية الجارية. وأكد سمو وزير الخاريجة خلال الاتصالين، حرص المملكة على أمن واستقرار المنطقة، وعلاقاتها الوثيقة والمتوازنة مع كلا البلدين الصديقين. وقف إطلاق النار قال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحق دار لقناة "جيو" الإخبارية أمس السبت: إن باكستانوالهند اتفقتا على وقف إطلاق نار "كامل وليس جزئيا"، مضيفاً أن نحو 30 دولة شاركت في الجهود الدبلوماسية التي حققت تلك النتيجة. فيما قال وزير خارجية الهند فيكرام ميسري: توصلنا مع باكستان إلى تفاهم بشأن وقف إطلاق النار والعمل العسكري. وأعلنت هيئة الطيران الباكستانية السبت إعادة فتح مجالها الجوي "أمام جميع الرحلات"، بعد إعلان إسلام آباد ونيودلهي وواشنطن اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين الهندوباكستان. وقبل أيام، أغلقت باكستان عدداً من مطاراتها ثمّ أعادت فتحها، كما أغلقت مجالها الجوي، على خلفية الهجمات والهجمات المضادة مع جارتها الهند، في خضمّ أسوأ مواجهة عسكرية بينهما منذ عقود. ضربات وهجمات وكانت باكستانوالهند تبادلتا الضربات والهجمات على منشآت عسكرية لكل منهما السبت، مما دفع الولاياتالمتحدة إلى دعوة الجارتين لبدء محادثات ونزع فتيل الصراع المتصاعد الأسوأ منذ عام 1999 بين الدولتين المسلحتين نووياً. وتصاعدت المخاوف من احتمالية وصول الصراع إلى حد استخدام السلاح النووي عندما أعلن الجيش الباكستاني أن هيئة عسكرية ومدنية عليا تشرف على الأسلحة النووية بالبلاد ستعقد اجتماعاً، لكن وزير الدفاع نفى لاحقاً وجود أي نية لعقد مثل هذا الاجتماع. وأبدى مسؤولون من كلا الجانبين استعدادهم للتهدئة. وقال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحق دار للتلفزيون المحلي: إنه إذا توقفت الهند عند هذا الحد، "فسندرس التوقف عند هذا الحد". وقال الجيش الهندي في تعليق على الهجمات العسكرية الباكستانية السبت: إن "جميع الأعمال العدائية تم التصدي لها بشكل فعال وتم الرد عليها بشكل مناسب". ولطالما خشي المحللون والدبلوماسيون من أن يصل تصاعد الصراع بين الخصمين اللدودين إلى درجة استخدام الأسلحة النووية، في واحدة من أخطر مناطق بؤر الصراع المسلحة نووياً في العالم وأكثرها كثافة سكانية. وعلى عكس الهند، لا تتبع باكستان مبدأ عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية. ونفى وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف وجود أي تهديد نووي وشيك، واصفاً ذلك بأنه "احتمال بعيد جداً". وقال لقناة (آري) التلفزيونية: "ينبغي ألا نناقش حتى الأمر في السياق الحالي. قبل أن نصل إلى تلك النقطة، أعتقد أن الأمور ستهدأ. لم يعقد أي اجتماع لهيئة القيادة الوطنية، ولم يحدد موعد لأي اجتماع من هذا القبيل". ولم يرد وزير الإعلام الباكستاني على طلب للتعليق، وقال الجيش: إنه ليس لديه تعليق في الوقت الحالي. واتصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بقائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشينكار، وحث الجانبين على التهدئة "وإعادة الاتصالات المباشرة لتجنب سوء التقدير". وقال جيشينكار على منصة إكس بعد الاتصال مع روبيو: "دائماً ما كان نهج الهند مدروساً ومسؤولاً وسيظل كذلك". وقالت فيوميكا سينغ، وهي وينج كوماندر في سلاح الجو الهندي، في مؤتمر صحفي: إن الهند ترد على تحركات القوات الباكستانية لكنها ستتحلى بضبط النفس إذا فعلت باكستان الشيء نفسه. وأضافت: "لوحظ أن الجيش الباكستاني يحرك قواته إلى مناطق متقدمة، مما يشير إلى نية هجومية لتصعيد الوضع بشكل أكبر". وقالت: "لا تزال القوات المسلحة الهندية في حالة تأهب عملياتي عالية. تؤكد القوات المسلحة الهندية التزامها بعدم التصعيد، شريطة أن يقابل ذلك رد فعل مماثل من الجيش الباكستاني". فرار العائلات ومع استمرار التوتر، سارع سكان باكستانوالهند إلى تخزين الطعام وغيره من الإمدادات الأساسية، بينما فرت العائلات التي تسكن قرب الحدود إلى مناطق أكثر أماناً. ووضعت السلطات الهندية صفارات إنذار في المباني الشاهقة في نيودلهي، على بعد حوالي 650 كيلومتراً من الحدود. وقالت باكستان في وقت مبكر أمس: إنها استهدفت عدة قواعد عسكرية في الهند، منها موقع لتخزين الصواريخ في شمال البلاد، وذلك رداً على هجمات سابقة من الجيش الهندي. وأعلنت الهند وقوع أضرار محدودة في العتاد والأفراد في قواعد القوات الجوية في مناطق أودامبور، وباثانكوت، وأدامبور، وبوج. وأكد الجيش وقوع عدة هجمات بصواريخ عالية السرعة على عدد من القواعد الجوية في البنجاب، وأن الهند ردت على الهجمات. وقالت الشرطة الإقليمية: إن خمسة مدنيين قتلوا في الهجمات التي وقعت في منطقة جامو في الشطر الهندي من كشمير. وذكرت باكستان أنه قبل شن هجومها، أطلقت الهند صواريخ على ثلاث قواعد جوية، بما في ذلك واحدة قريبة من العاصمة إسلام اباد لكن الدفاعات الجوية الباكستانية اعترضت معظمها. وفي نزاع طويل الأمد على كشمير، تنخرط الدولتان في اشتباكات يومية منذ يوم الأربعاء شنت خلالها الهند ضربات داخل باكستان استهدفت ما وصفته بأنه "بنية تحتية للإرهاب". وتوعدت باكستان بالرد. وقال وزير الإعلام الباكستاني في منشور على منصة إكس: إن العملية العسكرية تحمل اسم "البنيان المرصوص". وقالت الهند: إن الضربات التي نفذتها يوم الأربعاء كانت رداً على هجوم على سياح هندوس أسفر عن سقوط قتلى في الشطر الهندي من إقليم كشمير الشهر الماضي. ونفت باكستان اتهامات الهند بضلوعها في الهجوم على السياح. ومنذ يوم الأربعاء، يتبادل البلدان إطلاق النار والقصف عبر الحدود، كما أطلق كل منهما طائرات مسيرة وصواريخ على المجال الجوي للآخر. ورغم دعوات غربية متزايدة لنزع فتيل الأزمة، قال خبراء الدفاع: إن العكس هو ما يحدث على ما يبدو. وكان برافين ساوهني، الكاتب المعني بشؤون الدفاع والضابط السابق في الجيش الهندي قال: "العمليات تنتقل إلى مستوى جديد - استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة بلا قيد من كلا الجانبين". وأضاف: "التقارير التي تفيد بأن الجيش الباكستاني يحرك قواته إلى الأمام. مؤشرات غير جيدة على ما ينتظرنا!". عادل الجبير فيكرام ميسري (أ ف ب) بلدة بونش التي تديرها الهند في جامو بعد إعلان وقف إطلاق النار (أ ف ب) الباكستانيون يحتفلون بوقف إطلاق النار مع الهند (أ ف ب)