سجّلت المملكة نموًا استثنائيًا في الإنفاق السياحي بنسبة 19% للزوار الوافدين من الخارج خلال العام الماضي (2024) مقارنة بعام 2023، وبلغ إجمالي الإنفاق السياحي للمواطنين والمقيمين والزوار قرابة 283.8 مليار ريال، بحسب ما أعلنته وزارة السياحة في تقريرها السنوي. ويأتي هذا الارتفاع القياسي ليعكس مؤشرات قوية لازدهار القطاع السياحي في المملكة، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وزيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي، وشدد رجال أعمال مهتمون بالشأن السياحي على أن المملكة تمكنت من تحقيق الجذب السياحي العالمي، إذ يصل المملكة السياح الأجانب من الصين والولايات المتحدةالأمريكية والدول الأوروبية والعربية، وتشهد جزيرة تاروت ودارين بمحافظة القطيف التي تشتهر بالمواقع السياحية حضورا لافتا للسياح، وقال عمدة جزيرة تاروت عبدالحليم الكيدار ل"الرياض": "إن السياحة تُعد ركيزة أساسية في تنشيط الاقتصاد المحلي وتحريك المجتمع"، مشيرًا إلى أن جزيرة تاروت تستقطب السياح من أوروبا ومناطق مختلفة حول العالم لما تمتلكه من إرث تاريخي ومواقع تراثية، مثل قلعة تاروت ومعالم دارين القديمة". وشدد الكيدار على أن هذا النمو ما كان ليتحقق لولا دعم القيادة الرشيدة التي تولي القطاع السياحي أهمية كبرى، عبر مشاريع التأهيل والتطوير المستمر للمواقع التراثية والبنى التحتية، مؤكدًا أن الجزيرة تشهد حراكًا متزايدًا يعكس مكانتها كمقصد سياحي واعد في المنطقة الشرقية. إلى ذلك قال رجل الأعمال محمد الحماد: "إن المملكة تمضي بثقة نحو تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام، والسياحة باتت اليوم من أهم القطاعات الواعدة التي توفر فرصًا استثمارية كبيرة، وتدعم الناتج المحلي غير النفطي بشكل ملحوظ، وهو ما نشهده بوضوح في ارتفاع أرقام الإنفاق السياحي هذا العام"، مشيراً إلى أن العاصمة الرياض تحولت لمنطقة جذب سياحي بشكل قوي، مثنيا على الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل تحقيق ذلك، مؤكدا أن المستشار تركي آل الشيخ بذل جهوداً متزايدة في هذا السياق من خلال قطاع الترفيه، مما يعزز من تعزيز السياحة سواء الداخلية أو الخارجية في المملكة.