تحلّ هذه الأيام الذكرى الثامنة لبيعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وهي محطة مهمة تُجسد رحلة استثنائية من البناء والتطوير والتحديث التي شهدتها المملكة العربية السعودية. خلال هذه السنوات برزت رؤية 2030 كحجر الأساس للتحول الوطني حيث أعاد سموه رسم ملامح المستقبل مستندًا إلى الطموح والإرادة القوية ليجعل من المملكة نموذجًا عالميًا في التنمية والازدهار. نجد أنها تُمثل نقطة تحوُّل حقيقية وتاريخية في مسار المملكة العربية السعودية. هذه الفترة الزمنية شهدت مجموعة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي أعادت تشكيل البنية الأساسية للدولة أن "رؤية المملكة 2030" هي رؤية استراتيجية طموحة، أطلقها سمو الأمير محمد بن سلمان بهدف تحويل الاقتصاد السعودي من اعتماده الرئيس على النفط إلى اقتصاد متنوع ومستدام. وتتضمن الرؤية مبادرات وبرامج متعددة، تهدف إلى تطوير القطاعات غير النفطية، مثل: السياحة، والترفيه، والتعليم، والتكنولوجيا، والطاقة المتجددة؛ بهدف خلق فرص عمل جديدة، وزيادة الاستثمارات. كان للسعوديين موعد مع الإنجاز والتطور وفاتحة التغيير، وذلك عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً ملكيًا بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، وخلال هذه المدة الوجيزة شهدت المملكة سلسلة من التحولات المتسارعة والمتطورة التي قادها الأمير الشاب والتي أثرت إيجاباً في كل مواطن ومواطنة، تغييرات شملت مختلف المجالات وهدفت إلى إجراء إصلاحات شاملة. لقد أثبتت الأعوام الماضية أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، له رؤية تطويرية وحنكة عصرية أسهمت في قيام عدد من الإصلاحات التي اختصرت الزمن وحققت عدداً من الإنجازات خلال مدة وجيزة وضعت المملكة العربية السعودية بين دول العالم المتقدم وفي قلب السياسة الدولية، بتوفيق المولى -عز وجل- أولاً ثم بالدعم الكبير والتوجيهات السديدة التي حظي بها من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للمسير نحو المستقبل المشرق الذي رسمته الرؤية الحكيمة لسمو ولي العهد، وهي رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى التطوير والتغيير والشفافية في جميع المجالات». هي رؤية حكيمة تقوم على التنوع في مصادر الدخل، ورفع كفاءة الاقتصاد الوطني وتنوع مداخيله، وتعزيز كيانه لمواجهة التقلبات الاقتصادية، والتحديات الإقليمية، والتحولات السياسية، وتفعيل دور المواطن وإعطاء دور للمرأة السعودية، مع مكافحة الفساد ومحاربة الفكر المتطرف ونشر الإسلام الوسطي. يعد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- مهندس الخطة التي تسعى إلى الإصلاح الاقتصادي في المملكة، التي من خلالها نتجت رؤية 2030، التي تهدف إلى الاعتماد على عدة مصادر اقتصادية وليس النفط فقط، وتحقيق توازن مالي بالمملكة وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، وهي أضخم شيء أحدثه ولي العهد في عام 2016م، حيث أعدها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وتولى رئاستها ولي العهد، وهذه الرؤية تتضمن عدداً من الخطط الاقتصادية والتنموية والاجتماعية إذ تتشكل من ثلاث تقسيمات هي: الاقتصاد المزدهر، والمجتمع المتقدم، والوطن الطموح، ومن المفترض أن تنتهي برامج هذه الرؤية عام 2030. وأطلق سمو ولى العهد حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد لكبار المسؤولين ورجال الأعمال الذين كانوا في صلب حملة مكافحة الفساد، وهي حملة قوية وقفت على من كان فاسداً يخل بوطنه. وعمل سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- على تحسين أوضاع المرأة والاهتمام بها من خلال إدخالها في مجالات العمل، كما جعلها تتولى عدداً من الأدوار والمناصب الفعالة، ما يحقق التقدم والإصلاح في اقتصاد المملكة. البيعة ثقة.. والعطاء وعد.. كما قال سموه: "لا مكان للمستحيل طالما نعمل بروح الفريق". في ذكرى البيعة الثامنة.. المملكة تسير بقيادته نحو مجدٍ تُشرق عليه الشمس قبل الأرض. أحمد محمد السعدي