شهدت مدينة الرياض طفرة عقارية غير مسبوقة، حيث ارتفعت أسعار الأراضي بنسبة تزيد على 500 % خلال عقد، مدفوعة بقلة المعروض، الاحتكار، وارتفاع الطلب نتيجة الهجرة الداخلية ونمو الأعمال وتوافد المستثمرين الأجانب، هذا الواقع فرض ضغوطاً مالية على الأسر، خاصة الشباب ومتوسطي الدخل، مما جعل السكن تحدياً يهدد الاستقرار الاجتماعي، ثم جاءت الخطوة التاريخية من قائد همام يرعى مصالح شعبه ويهتم بتفاصيل حياتهم، حيث أصدر سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قرارات حاسمة لإعادة هيكلة السوق العقاري، تهدف إلى خفض الأسعار، تعزيز التملك، وضمان العدالة الاجتماعية، وفق رؤية 2030. أول هذه القرارات هو رفع الإيقاف عن 81.48 مليون متر مربع شمال الرياض، مما يتيح بيع وتطوير هذه الأراضي، هذه الخطوة تكسر احتكار كبار الملاك وتضخ معروضاً كبيراً في السوق، مما يساهم في خفض الأسعار تدريجيًا، كما ستحفز التطوير العمراني في مناطق جديدة، لتصبح الرياض ذات قدرة على استيعاب التحولات الضخمة التي تعيشها العاصمة السعودية. القرار الثاني يلزم أمانة الرياض بطرح 10,000 إلى 40,000 قطعة أرض مطورة سنوياً لمدة خمس سنوات، بسعر لا يتجاوز 1,500 ريال للمتر، مقارنة بأسعار السوق التي تصل إلى 8,000 ريال وأكثر، هذا السقف السعري يخلق مرجعية سوقية وتحفز على المنافسة، ويتيح للأسر متوسطة الدخل فرصة التملك ومحو هَم ثقيل يرسو على كاهلها، بشروط تضمن وصول الدعم للمستحقين وتحد من المضاربات. أما القرار الثالث، فيعزز الشفافية في سوق الإيجارات من خلال تنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر عبر منصة إيجار، حيث سيتم توثيق العقود، وضبط الزيادات الإيجارية بمؤشر شهري، مع مراقبة من الهيئة العامة للعقار والهيئة الملكية للرياض، هذا الإجراء يحمي المستأجرين من الارتفاعات الفوضوية، ويجعل السوق أكثر استقراراً، مما يشجع على التملك بدلاً من الإيجار. وأخيراً، جاء التبرع السخي من سمو سيدي ولي العهد بمليار ريال لجود الإسكان لبناء وحدات سكنية للأسر المستحقة والمحتاجة، تبرع اقترن بأمره الكريم بتنفيذه خلال 12 شهراً ومن خلال شركات وطنية، هذا التبرع السخي من سمو سيدي سيخفف الضغط على السوق المفتوح، ويعزز العدالة الاجتماعية، مع إرسال رسالة قوية بأن السكن أولوية وطنية. تأثير هذه القرارات اقتصادياً كبير، فبالإضافة إلى رفع جودة حياة المواطن وتخفيف عبء تكاليف السكن على الأسر، وتعزيزها الاستقرار، فإنها أيضاً ستحفز التطوير وتُنشط صناعات البناء، مما يخلق فرص عمل ويزيد من حركة الأموال داخل البلاد، كما أن ذلك سيخلق شفافية في القطاع مما يحد من المضاربات، وتجعل السوق أكثر جاذبية للاستثمار، وجاء تأثير هذه القرارات فورياً، فمباشرة زاد المعروض وانخفضت الأسعار في بعض أحياء العاصمة، وأصبح هاجس السكن أقرب للزوال، وستتحول الرياض إلى سوق عقاري متوازن، يدعم التملك، ويحقق الرفاهية لمواطنيها.