بشعار "عِش وهج السرعة"، افتتح نادي سباقات الخيل موسمه الجديد 2025-2026    فيليكس يهدي النصر الفوز على الفتح    موسم الرياض ترفيه عالمي بهوية سعودية    يايسله يتجاهل أخطاء العثرات    الحزم يحقّق فوزه الأول في دوري روشن للمحترفين على حساب الأخدود    جوارديولا يرغب في رؤية لاعبين آخرين يسجلون للمان سيتي بجانب هالاند    إنزاغي: لولا تعادلنا في بعض المباريات السابقة لكنا الآن في صدارة الترتيب    "مجمع الملك سلمان" يشارك في معرض "فرانكفورت الدولي للكتاب"    «جوي فوروم» يستعرض مستقبل الترفيه العالمي والتحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي    جمعية كرم الأهلية تطلق مبادرة "نمشي بالوعي ونحيا بالصحة" بجدة    أكثر من 13 مليون قاصد للحرمين الشريفين خلال أسبوع    نسيان وجبة الغداء يفتح الشهية    تأهل باهبري إلى نهائيات نجوم العلوم    الجدعان: نضع اللمسات الأخيرة على استثمارات كثيرة في سوريا    69 إجمالي الطائرات الإغاثية السعودية لغزة    كابل وإسلام آباد.. محادثات في الدوحة لمحاولة نزع فتيل الأزمة الحدودية    المملكة تتصدر المشهد العالمي في التعليم المفتوح    موسم الدرعية 26/25 ينطلق تحت شعار "عزّك وملفاك"    مسجد ال4 قرون يدخل مرحلة التطوير    تهنئة أذربيجان بذكرى يوم إعادة الاستقلال    القبض على مواطن في جازان لترويجه (45) كجم "حشيش"    ترحيل 13725 مخالفا خلال أسبوع    تعليق الرحلات بمطار في بنجلادش بعد اندلاع حريق كبير    علماء الأمة في المدينة لتوثيق سيرة الشيخ بن صالح    انتهاء عهد بوستيكوجلو مع نوتينغهام فورست بعد كابوس دام 39 يوما    التحالف الإسلامي يطلق المبادرة العسكرية "كفاءة" في الغابون    أمير جازان يطمئن على صحة الأديب إبراهيم مفتاح    جمعية الإعاقة السمعية بجازان تنفذ ورش عمل تدريبية لفئة الصم بالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعية    «الإحصاء» و«التعليم» تطلقان النسخة الثانية من برنامج "المعرفة الإحصائية" لطلاب المدارس    إتلاف أكثر من 69 ألف منتج فاسد في جدة    لائحة لإنشاء الأوقاف وتمويلها عبر التبرعات    أمير منطقة جازان يطمئن على صحة الأديب إبراهيم مفتاح    سوريا: تفكيك خلية إرهابية في ريف دمشق    الهلال الأحمر بالقصيم ينقل مصاباً بالسكتة الدماغية إلى مستشفى بريدة المركزي عبر طائرة الإسعاف الجوي    الرضّع حديثو الولادة يتجاوبون مع اللغات الأجنبية    جمعية مرفأ للخدمات الأسرية تنظم "العيادة المجانية" للاستشارات النفسية والأسرية والقانونية بالتعاون مع شركة إثراء البينة وبيت الثقافة    هيئة الطرق توضح نظام ترقيم أنواع الطرق في المملكة    د. السليمان يدعو إلى رفع نسبة توطين "المختبرات الطبية" إلى 90%    تجمع الرياض الصحي الأول يواصل قوافله الطبية بوادي الدواسر    موسم جدة 2025 يطلق موجة الرعب والتشويق هورور كون    مسؤول أممي: الوضع الإنساني في غزة كارثي    الشؤون الإسلامية بجازان تنظم محاضرة نسائية بقرية المدرك بعنوان «خطورة هجران القرآن الكريم» مساء اليوم    تُعلن شركة معاهد طيبة العالية للتدريب عن استحواذها على أكاديمية "إلسو" لتعليم اللغة الإنجليزية (ELSO)    عمادة الدراسات العليا والبحوث تطلق برنامج "التمكين البحثي المتقدم" لتعزيز جودة البحث العلمي    البركة الخيرية" تخدم أكثر من 38 ألف مستفيد خلال الربع الثالث 2025    أمانة الطائف تطرح حديقة الملك فيصل للاستثمار    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    أكتوبر يجمع نجوم الصيف والشتاء في سماء عرعر    خطيب المسجد الحرام: العبد الموفق يعيش في خير لم يسأله ونعيم لم يتوقعه    سخاء المدني أول سعودية متخصصة في طب الفضاء والطيران    د. عبدالحق عزوزي يترجم القرآن إلى اللغة الفرنسية    هل استقام ظل لسلام الشرق الأوسط    أمير منطقة جازان يطمئن على صحة الشيخ العامري    أمير القصيم يرعى حفل تخريج 167 حافظًا لكتاب الله    رئيس أمن الدولة يهنئ القيادة بمناسبة تأهل المنتخب لكأس العالم 2026    العمري يبحث احتياجات أهالي صامطة    أمير مكة: مشروع بوابة الملك سلمان يعكس اهتمام القيادة بالتنمية في المنطقة    أمير تبوك يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة تأهل المنتخب لكأس العالم 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مارسيل يصف حائل بالمنطقة ذات السحر الرعوي والنظافة المدهشة
نشر في الرياض يوم 10 - 12 - 2024

بداية يقول المستشرق والدبلوماسي الهولندي مارسيل بأن الصحراء العربية التقليدية هي ذلك الجزء من عمق الجزيرة العربية الذي رسمت معالمه وتضاريسه أول مرة في القرن التاسع عشر على ايدي مستكشفين غربيين وكان داوتي وآخرون من رواد الصحراء شدوا الرحال جميعا عبر البادية السورية وكثبان النفود الكبرى الى العاصمة الشمالية حائل. وهناك استقبلهم آل رشيد أمراء قبيلة شمر ولم يذهبوا ابعد فلقد قطع طريق الجنوب السلفيين في الرياض الذين كانوا لا يريدون أي اتصال بمسيحيين متطفلين لذا كان غالبية الرحالة يتوجهون من حائل شرقا نحو العراق على امتداد طريق الحج أو يتجهون غربا نحو البحر الأحمر. وأول أوروبي تمكن من السفر بلا معوقات عبر قلب الجزيرة العربية كان فيلبي الذي اعتنق الإسلام وكان حلم فليبي أن يفتح أكبر صحراء رملية في العالم (الربع الخالي) ولكن عند ما حصل أخيرا على موافقة الملك عبد العزيز للرحيل أصيب بأكبر خيبة أمل في حياته حيث أن انكليزيا آخر هو توماس سبقه الى ذلك في اللحظة الأخيرة. وكانت الجزيرة العربية الصحراوية لا يعوزها السعادة فهي ارض مترامية الأطراف قليلة السكان تمضي في طريقها هادئة لا شيء يعكر صفوها بعد حكم الملك عبد العزيز وغير مبالية بالركض المحموم وراء التحديث المادي في الرياض والقصيم وعلى ساحل الخليج بمنأى من الغليان السياسي في الشرق الأوسط، ليست هناك صناعات بالمرة ولكنها ليست فقيرة حيث عائدات النفط قد بدأت توجه الى هذه المناطق النائية بمقادير كافية لتحقيق نمط لطيف من الرخاء من دون ابتذال أو ثراء فاحش.
عاصمة هذه المنطقة هي حائل وبالمعايير السعودية عندما زارها مارسيل سنة 1988م فإن للمدينة سحرا رعويا خاصا. فبادئ ذي بدء كما وصفها فحائل نظيفة نظافة مدهشة. حاكم المدينة الأمير مقرن بن عبد العزيز يتكفل شخصيا بالا تترك ورقة قصاصة واحدة مرمية في شوارعها وأن تفوز حائل بالجائزة السعودية لأنظف مدينة عاما بعد آخر. وبفضل ارتفاعها فوق مستوى سطح البحر فإنها ابرد بضع درجات من الرياض في الصيف. وهناك بعض المتنزهات المتميزة والتي من سماتها خرير الماء. ومنطقة العمران تشكل دائرة متراصة نوعا ما تستظل على نحو خلاب بهضبة جرداء من الحجر الأحمر والأسود هي جبل أجا وينتصب هذا النتوء الصخري الوعر الذي يمتد مساحة تبلغ 2500كم مربع حاجزا من الجرانيت بين حائل وصحراء النفود الكبرى. ومع جبل سلمى الى الجنوب قليلا تكون هذه الجبال الوحيدة الجديرة بالذكر التي ترتفع فوق السهل في حدود دائرة نصف قطرها مئات الكيلو مترات وهي المكان الوحيد الذي نجا فيه عدد من الوعول الجبلية من مجزرة الطرائد على ايدي السعوديين من هواة الصيد.
ويضيف مارسيل بأن الأمير مقرن منحه أذنا بالتجوال لدراسة أوضاع البدو في الفلاة العربية القديمة. قائلا: في البقعة التي يلوح فيها جبل سلمى بعيدا عن المناطق الزراعية أوقفت سيارتي الجيب امام مطعم على جانب الطريق وهنا كانت تبدأ الصحراء الحقيقة. استنشقت الهواء العذب ملأ رئتي ونظرت الى اشواك زرقاء في قدمي وأجمات العشب الخضراء الحائلية التي تكسو السهل على امتداد الأفق. وفي الهواء الطلق مدت صفوف من المصاطب المعدنية الطويلة بمقاعد ومساند من الحبال المجدولة بجانب موائد ذات طلاء اخضر واحمر. يخلع الزوار صنادلهم ويرفعون أنفسهم ثم يجلسون قبل ان يطلبوا صحونا من الرز والدجاج ولحم الإبل والبيض والطماطم والسلطة وبعد أن يأكلوا حتى الشبع يحين الوقت لأحلام اليقظة الكسولة أمام نرجيلة على البساط والاستلقاء على المساند.
في الشتاء يجلس الرجال في الداخل وإذ يلتمون في عباءاتهم البنية منكفئين تحت حطات الرأس. اثنين حول كل مائدة في الغالب ينقضون صامتين على الطعام. وخلف المطعم هناك مكانا للمرافق الصحية. المكان كله محاط بأنقاض سيارات وبراميل فارغة وصفائح صدئة ونفايات لا تلبث أن تجف وتتداعى وسرعان ما تدفنها الرمال لذا ليست هناك ابدا أي زبالة والمكان كله يوحي بالراحة والبهجة ولا سيما في الشمس المعتدلة لمطالع الربيع.
خلف المطعم تقف شاحنات أصحابها البدو من رواد المطعم بعضها محمل بالحطب وبعد الاكل يغتسلون من صنبور عنده علبة برتقالية من منظف تايد. الطعام دائما طيب ومغذي وبعض المطاعم حفر من تشوى تحتها ماعز واغنام كاملة على جمر متوهج.
ويختم قائلا: في هذا النوع من المطاعم امتعت بساعات لا عد لها من ذلك الشعور بالتحرر من الأعباء الذي ينتاب المسافر. الطريق يمتد مئات الكيلو مترات حيث يمر اللوري هادرا وعلى الجانبين سهوب لا متناهية تتخللها اجمات من الزرع وعلى مبعدة قطعان من الإبل والغنم وفي السفح يلوح الخط الأسود لخيمة بدوي محاكة من شعر الماعز. (يتبع)
أهلاً بكم في حائل
الصحراء جزء من عمق الجزيرة العربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.