رالي حائل الدولي.. يعزز مكانة المملكة الثقافية والسياحية والاقتصادية

بعد أن كان مجرد حدث رياضي، تحول رالي حائل الدولي إلى ركيزة محورية في تعزيز دور المملكة الريادي في سباقات السيارات، وامتداد قدرتها وقدرة أبنائها في احتضان وتنظيم أكبر سباقات السيارات والدراجات النارية في العالم، إضافة إلى المساهمة في تأكيد مكانة المملكة الثقافية والتاريخية والسياحية والاقتصادية من خلال الفعاليات المصاحبة له، وتشمل فعاليات ثقافية وترفيهية وبرامج ومسابقات، تعكس العمق التراثي والثقافي والإبداعي والابتكاري لأبناء المنطقة والوطن.
ينطلق الحدث في الخامس من فبراير 2024م ويمتد لمدة خمسة أيام، وينظمه الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، ويستمد توهجه من تميز عروس الشمال السعودي حائل بتنوع الأماكن السياحية التراثية لبيئتها الطبيعية، وتاريخها العريق الذي مرت عبره عدة حضارات مختلفة، مما يمنحها طابعاً جمالياً يبرز من خلاله ثقل مكانتها في الخيارات السياحة للباحثين عن الوِجهات المميزة في المملكة.
فئات جديدة للسيارات
وتشهد المملكة انطلاقة الحقبة الجديدة من التسميات للسيارات المشاركة في الرالي، حيث أصبحت سيارة تي 1: ألتيمت، وهذه لا يعتمد المحرك بها على وسائل المُساعدة على القيادة مثل نظام التحكم في الجر أو نظام ABS.
و"تي 2 أصبحت: ستوك، تتمثّل هذه الفئة بمجموعة من المواصفات الفنية الواجب الالتزام بها، ومنها الحفاظ على خصائص وميزات السيارة الأصلية من دون إجراء أي تعديلات.
تي 3 أصبحت: تشالنجر، يتم بناء السيارات في هذه الفئة بهدف السباقات، لا تحتاج المركبات إلى بعض الأجزاء مثل الزجاج الأمامي أو المحرك الأساسي الذي تصنعه الشركة للنسخ الأصلية.
وتي 4 صارت: اس اس في، يجب أن يتم دعم سيارات الفئة هذه بمحركٍ واحد مجرّد من وسائل المساعدة على القيادة.
وتي 5 أصبحت: تراك، يجب ألا يقل وزن مركبات هذه الفئة عن 6760 كجم، أو 8760 كجم ذات المحركات التي تزيد عن 10000cc..
الأسواق الشعبية
ويأتي رالي حائل الدولي ليستثمر المقومات السياحية لصالح المملكة، كما يطرح مقومات أخرى للاستثمار والانتشار، ومنها الأسواق الشعبية التي باتت وجهة سياحية لزوار المنطقة، تتزامن مع تنظيمه، حيث قامت بدور مهم وحيوي في استقطاب العديد من السياح على مدى العقود الماضية لتمثل رافداً اقتصادياً لما تحتويه من منتجات شعبية وتراثية، وذلك من خلال ما يحظى به "سوق زمان" الشعبي من إقبال كبير من الزوار.
مردود اقتصادي
ويحقق الرالي مروداً اقتصادياً عالي الجودة، من خلال تكاليف مشاركة الفرق في الرالي، والتي تصل إلى مئات الآلاف من الريالات، سواء في رسوم التسجيل أو شراء الفيديوهات أو الإقامة والمواصلات، وغيرها من الخدمات، إلى جانب حقوق الدعاية والإعلان، والنقل التلفزيوني، وغيرها من المصادر المالية الأخرى.
طبيعة ومعالم ساحرة
تمتلك حائل عدداً من الأماكن السياحية التي منها "جبة جبل أم سنمان" الذي يحتوي على أكثر من خمسة آلاف من الرسوم والنقوش الصخرية التي تعود بالإنسان إلى الألف السابع قبل الميلاد، ويقع على بُعد 100 كيلومتر شمال غرب مدينة حائل، وهو وجهة سياحية قادرة على استقطاب شغف محبي التراث والنقوش والآثار؛ لكونه يضم أقدم المواقع الإنسانية التي تعود إلى العصور الحجرية، وأدرج في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو في عام 2015.
وهناك "قلعة عيرف" الشهيرة التي تطل على المدينة بطابعها التراثي والتاريخي، لتحاكي في طرازها المعماري مثيلاتها من المباني الدفاعية المعروفة في عمارة المنطقة الوسطى بالمملكة، وتقع في أعلى قمة جبل يشرف على المدينة من الجهة الجنوبية على مساحة تبلغ 440 متراً وتتمركز في أعلى قمة جبل ذي ارتفاع يبلغ 650 متراً ويعرف باسم "جبل عيرف".
أيضاً "قرية عقدة السياحية" التي تقع وسط مرتفعات جبال أجا الشاهقة غرب حائل، تعتبر من القرى الجبلية التاريخية والتي يعود عمرها إلى آلاف السنين، حيث تبعد عن مدينة حائل 15 كيلومتراً.
إضافة إلى موقع النقوش الصخرية في الشويمس جنوب شرق حائل، والمسجل في قائمة التراث العالمي باليونسكو، فهو من أهم وأبرز المواقع الأثرية في المملكة وعلى مستوى العالم، كما يعتبر أضخم متحف مفتوح للنقوش الصخرية على مستوى الجزيرة العربية.
متنزه المغواة.. وجهة رياضية دولية لأبطال رالي حائل
ويشهد متنزه المغواة الوطني يوم 8 فبراير المقبل، حفل انطلاق رالي حائل تويوتا الدولي 2014 برعاية سمو أمير منطقة حائل رئيس هيئة تطوير المنطقة رئيس اللجنة العليا المنظمة لرالي حائل تويوتا الدولي 2024.
جدير بالذكر أن متنزه المغواة الوطني احتضن رالي حائل منذ انطلاقته 2006م، حيث عمل منصة دائمة لإعلان انطلاق الرالي، ومن ثم تتويج الفائزين ممثلًا رمزًا من رموز الرالي ومعلمًا تحتضنه جبال أجا في حائل.
ويعد متنزه المغواة هوية للمعمار الحائلي من خلال تصميم بنائه الذي يجمع بين أصالة الماضي وروعة الحاضر وفق أعلى التصميم والتجهيزات الحديثة التي تواكب نسخ الرالي في كل عام طيلة 18 عاماً مضت.
وخصصت أمانة منطقة حائل للمتنزه مساحة بلغت نحو 5 ملايين متر مربع، لإقامة العديد من الاحتفالات الوطنية والرسمية، ويشتمل على منصة تتسع لنحو 700 شخص، وساحة عروض على مساحة تبلغ 5 آلاف متر مربع، ومدرجات تتسع لنحو 5 آلاف شخص، وصالة داخلية مساحتها نحو ألفين وست مئة متر مربع، ومواقف مركبات تتسع لنحو 10 آلاف مركبة، وخدمات مساندة، بالإضافة إلى احتضان الساحات المحيطة بالمتنزه الفعاليات المصاحبة لرالي حائل الدولي.