البلدان يعملان معاً في العديد من المجالات الأمنية والثقافية.. والجهود السياسية لحل النزاعات في المنطقة «لدينا العديد من العلاقات الأمنية والعسكرية التي تعزز بالفعل مكانة المملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط، وكذلك مكانة أميركا عالمياً، وخصوصاً في الشرق الأوسط، ولا تريد أن يتم تغيير ذلك» هذه كلمات سمو ولي العهد واصفاً بها بعضاً من أوجه العلاقات التي تربط المملكة بالولاياتالمتحدة الأميركية، تلك العلاقات التي لا تزال مستمرة واستراتيجية منذ ما يزيد على ثمانية عقود كما أكد سفير الولاياتالمتحدة الأميركية لدى المملكة مايكل راتني الذي اجرت معه «الرياض» أول حديث صحافي منذ قدومه الى المملكة. السفير راتني تحدث ل»الرياض» واصفا العلاقات بين الرياض وواشنطن بالعلاقات الاستراتيجية الحقيقية وأنها تتطور بناءً على المصالح المشتركة بين البلدين، وأنهما يعملان معاً في العديد من المجالات الأمنية والثقافية والجهود السياسية لحل النزاعات في المنطقة، مبدياً إعجابه بالتطورات الحاصلة في المملكة قائلاً: «الابتكار طالما كان من السمات المميزة لأميركا.. والآن أصبح سمةً سعودية على نحو متزايد»، ولم يخفي السفير الأميركي إعجابه باللقاء الذي أجراه سمو ولي العهد مع قناة (فوكس نيوز) مؤكداً أن اللقاء «ساهم مساهمة بارزة في زيادة عدد الأشخاص الذين يفهمون ما يجري في المملكة وقيمة الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا». وحول ملفات منطقة الشرق الأوسط قال السفير راتني: هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به في قضايا صعبة ومعقدة تصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها، ففي ملف القضية الفلسطينية قال: عملنا على محاولة الحفاظ على الزخم للإبقاء على إتاحة خيار الحل القائم على وجود دولتين بوجود إرادة سياسية والتزامًا، وفي الملفين اليمني والسوري أكد السفير مايكل راتني: التسوية النهائية للصراع في اليمن تتطلب عملية سياسية يمنية - يمنية.. ورغبتنا في وقف التصعيد لا تقل عن رغبتنا في التوصل إلى حل سياسي، وعن الملف السوري قال: حل الصراع في سورية يكمن بالتأكيد في إرادة النظام السوري وكذلك المجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية.. وخارطة الطريق موجودة على الساحة. وحول العلاقات الأميركية الصينية قال: لا نسعى إلى فك الارتباط بالصين مع إدراكنا أنها دولة منافسة على المستوى العالمي وفي هذه المنطقة على وجه التحديد. وفيما يلي نص حوار «الرياض» مع السفير الأميركي لدى المملكة: مقابلة ولي العهد التلفزيونية ساهمت مساهمة بارزة في زيادة عدد الأشخاص الذين يفهمون ما يجري في المملكة وقيمة الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا * «الرياض»: ندرك أن العلاقة السعودية الأميركية علاقة استراتيجية، حيث استمرت لثمانِية عقود حتى الآن، ما رأيك في هذه العلاقة؟ بين الماضي والحاضر والمستقبل؟ * السفير راتني: إن هذه العلاقة هي حقًا طويلة الأمد، وتمتد في الواقع لأكثر من 80 سنة، وقد مرت الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية معًا بالكثير منذ تأسيس المملكة وحتى يومنا هذا. وما يُثير الاهتمام هو مدى تطور تلك العلاقة، فالعلاقة التي كانت ذات يوم مرتكزة على الأمن والطاقة فقط بينما أصبحت الآن أوسع من ذلك بكثير، حيث تشمل الأعمال التجارية والتقنية والابتكار والتعليم - هناك أكثر من 18000 من الطلاب والطالبات السعوديين الذين يدرسون في الولاياتالمتحدة، وتتوسع هذه العلاقة لتشمل مجالات مثل الفن والثقافة، وقد تطورت على مر العقود لتصبح شراكة استراتيجية حقيقية. وسأخبركم بصفتي سفيراً، أن هدفي هو ضمان أن تظل هذه العلاقة وهذه الشراكة الاستراتيجية قوية وأن تتوسع بناء على مصالحنا المشتركة في ظل الاحترام المتبادل، وأعتقد أن هذا مهم جدًا في أي علاقة بين بلدين عظيمين. الابتكار طالما كان من السمات المميزة لأميركا.. والآن أصبح سمةً سعودية على نحو متزايد * «الرياض»: وبالرغم من ذلك، لم تسر هذه العلاقات - في بعض الأحيان - على الطريق الصحيح.. ما رأيك في الأمر بالنسبة للوقت الحالي؟ وبالنسبة للمستقبل؟ لأنك تعلم مدى سرعة تطور الأحداث في كل مجال؟ * السفير راتني: نعم، تمر أي علاقة بين الأصدقاء بأوقات جيدة وأحيانًا بأوقات صعبة، أود القول إنه منذ وصولي إلى هنا - حيث إنني وصلت إلى المملكة قبل حوالي خمسة أشهر تقريبًا - شعرت أن العلاقة في مرحلة جيدة للغاية، وتتطور إلى الأفضل. أشعر بذلك خلال تعاملاتي مع المسؤولين السعوديين ومع أفراد الشعب السعودي، أشعر بذلك بينما نعمل معاً في العديد والعديد من المجالات، سواء كانت شراكتنا الأمنية أو شراكتنا الثقافية أو جهودنا السياسية لحل النزاعات في المنطقة، وأشعر أن العلاقة في مرحلة رائعة للغاية. لا نسعى إلى فك الارتباط بالصين مع إدراكنا أنها دولة منافسة على المستوى العالمي وفي هذه المنطقة على وجه التحديد أمن المنطقة واستقرارها * «الرياض»: حتى في ظل التطورات الأخيرة، أعني فيما يتعلق بمقابلة صاحب السمو الملكي الأمير محمد على قناة فوكس نيوز، من وجهة نظرك، كيف ستؤدي الولاياتالمتحدة دورًا في العلاقة بين المملكة وإسرائيل في المستقبل؟ * السفير راتني: لقد تحدثنا قليلاً حول هذا الأمر علانية، لطالما شعرت الولاياتالمتحدة أنه من مصلحتنا ومصلحة المنطقة أن يتم دمج إسرائيل بصورة أكبر في الشرق الأوسط، وقد تحقق بالتأكيد تقدمًا في هذا الصدد. وكما تعلمون، فقد دارت بعض المناقشات حول احتمالية توسيع نطاق هذا الاندماج، لكننا صرّحنا أيضًا بأن هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، وأحيانًا ما تستبق وسائل الإعلام الأحداث قليلًا، حيث إن هذه القضايا صعبة ومعقدة، لكننا نرى أن ذلك يصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها، وسنواصل العمل مع شركائنا، ومع المملكة العربية السعودية، ومع الإسرائيليين وغيرهم سعيًا لتحقيق هذا الهدف. هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به في قضايا صعبة ومعقدة تصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها * «الرياض»: لكن هذه المفاوضات ستستغرق وقتًا طويلاً. * السفير راتني: سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً بالفعل. التغيرات السعودية باهرة * «الرياض»: كيف ترون التطور الذي تعيشه المملكة؟ أعني أن المملكة في تغيير مستمر خلال السنوات الست أو السبع الماضية.. فكيف ترون هذه المرحلة؟ عملنا على محاولة الحفاظ على الزخم للإبقاء على إتاحة خيار الحل القائم على وجود دولتين بوجود إرادة سياسية والتزامًا * السفير راتني: بصفتي دبلوماسياً، أجد أن هذه التغيرات باهرة، لقد زُرت المملكة للمرة الأولى منذ عشر سنوات تقريباً، وقد زُرتها عدة مرات منذ ذلك الحين، لكن عند وصولي إلى هنا في أبريل من هذا العام، فقد وجدت بلدًا يبدو مختلفًا تمامًا وشعرت بهذا الاختلاف ولمسته في همة الشعب السعودي ولا سيما الشباب ودور المرأة المتزايد في المملكة، كما لمست هذه التغييرات في مضمون علاقتنا الممتدة. كما أشرتُ سابقًا، ارتكزت هذه العلاقة على بعض المجالات فيما مضى، أما الآن، فقد توسعت لتضم العديد من المجالات الأخرى، وأكثر تلك المجالات إثارةً هو الابتكار والذي لطالما كان من السمات المميزة لأميركا، والآن أصبح سمةً سعودية على نحو متزايد، حيث يوفر فرصًا كبيرة للتعاون في الأعمال التجارية، في عدة مجالات مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي وفي غيرها من الجوانب ذات التقنية العالية، يوفر الابتكار فرصًا هائلة تعود بالنفع على الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ويساعد في وضع حجر الأساس لشراكة دائمة في المستقبل. التسوية النهائية للصراع في اليمن تتطلب عملية سياسية يمنية - يمنية.. ورغبتنا في وقف التصعيد لا تقل عن رغبتنا في التوصل إلى حل سياسي تحقيق السلام العادل * «الرياض»: عظيم.. إذن فقد شهدت الكثير من الممارسات في المملكة خلال السنوات الست أو السبع الماضية، لكن إذا انتقلنا إلى موضوع آخر، الولاياتالمتحدة هي الراعي لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فهل ترى أن هذه العملية ستستمر؟ نظرًا لإيقاف المفاوضات منذ ثمانِي سنوات منذ الجهود المبذولة في عام 2014، لم يكن هناك أي مفاوضات بعد ذلك.. ما الاستراتيجية الأميركية للتعجيل بهذه المفاوضات؟ * السفير راتني: لقد شاركت شخصيًا في هذه القضية في مراحل مختلفة من مسيرتي المهنية، وأحيانًا بشكل مكثف للغاية، وأدرك جيدًا مدى صعوبة الأمر، وقد عملت مع الفلسطينيين كما عملت مع الإسرائيليين أيضاً، وعملت على وجه التحديد على الجهود المبذولة لاستئناف وتنشيط العملية السياسية التي من شأنها إنهاء الصراع وتحقيق السلام العادل والدائم والشامل للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة. حل الصراع في سورية يكمن بالتأكيد في إرادة النظام السوري وكذلك المجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية.. وخارطة الطريق موجودة على الساحة أعرف مدى صعوبة ذلك، عندما تولى الرئيس بايدن منصبه، ناقش الأمر أيضًا وناقش التزامه - على الرغم من مدى صعوبة ذلك ومدى تعقيده، وعلى الرغم من وجود الضغائن في بعض الحالات من الجانبين - بضمان ضرورة إبقاء الباب مفتوحًا للحل القائم على وجود دولتين. من وجهة نظرنا، وأعتقد من وجهة نظر معظم الناس، أن هذه هي الطريقة الوحيدة في نهاية المطاف لتحقيق سلام عادل ودائم. وعليه، فقد عملنا على محاولة الحفاظ على الزخم للإبقاء على إتاحة خيار الحل القائم على وجود دولتين، وقد حققنا ذلك بالعمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين وشركائنا في المنطقة. ولن نتوقف عن ذلك، وعلى الرغم من نقاشنا الحالي حول إمكانية التطبيع بين السعودية وإسرائيل، سنظل ملتزمين بشدة بضمان أن يكون الفلسطينيون ومستقبل السلام بين فلسطين وإسرائيل جزءًا من رؤيتنا. * «الرياض»: أعتقد أن هذه هي أفضل طريقة لتحقيق الحل القائم على وجود دولتين، فهل تظن هذا ممكنًا؟ * السفير راتني: بالتأكيد أعتقد أن هذا ممكنًا، إن الأمر صعب كغيره من القضايا الأخرى في الشرق الأوسط، ويتطلب الكثير من الجهد، ويستلزم وجود إرادة سياسية والتزامًا وقدرًا من الابتكار، ولكنه ممكن بالتأكيد. والحقيقة أنني لا أحبّذ التخلي عن هذا الاحتمال لأن البدائل ليست جيدة. العلاقات الأميركية الصينية * «الرياض»: حسنًا، دعنا ننتقل للحديث عن دور الصين في المنطقة، وكيف تراه من وجهة نظرك؟ الولاياتالمتحدة حليف قديم وصديق مقرب للمملكة والمنطقة بأسرها، ولكننا نرى ما تحققه الصين من تقدم، ونرى مشاركة الصين الفعالة في التسوية السلمية بين السعودية وإيران، فهلا تخبرنا عن رؤيتك للمشهد وكيف تقيم الدور الصيني في المنطقة فعلياً؟ * السفير راتني: الصين دولة طموحة وكبيرة وتربطها علاقات مهمة مع المملكة العربية السعودية علاوة على علاقتها المهمة التي تربطها مع الولاياتالمتحدة الأميركية سواء على مستوى التجارة أو الاستثمار أو المصالح السياسية والسياسة الخارجية، ونحن نعي ذلك، وندرك أن الصين دولة منافسة، كما أننا لا نسعى الى فك الارتباط بالصين مع إدراكنا أنها دولة منافسة على المستوى العالمي وفي هذه المنطقة على وجه التحديد. لذلك سيكون هذا الأمر جزءًا دائمًا من نقاشنا مع شركائنا في المنطقة لفهم التحديات التي تمثلها الصين وفهم الفرص التي تطرحها، والتأكد من وضوح رؤيتنا جميعًا نحو المستقبل. ملفات اليمن وسورية * «الرياض»: نظرًا لانخراطك - حسب علمي - في العديد من الملفات في المنطقة، في سورية وفي اليمن و.... * السفير راتني: لا، لم أعمل على ملفات تخص اليمن. * «الرياض»: ما الدور الذي يمكن أن تؤديه الولاياتالمتحدة في هذه الملفات؟ أعني، لقد مر وقت طويل على مشكلات اليمن وسورية وحتى العراق، ما رؤيتكم لحل هذه المشكلات لتحقيق السلام في المنطقة؟ * السفير راتني: دعنا نتحدث عن اليمن فهي مثال جيد على الرغم من أنني لم أشارك شخصيًا في هذا الملف، إلا أن الولاياتالمتحدة كانت منخرطة إلى حد كبير في هذا الملف وخصوصًا منذ بداية تولي بايدن رئاسة الولاياتالمتحدة، وأعتقد أنك كمواطن سعودي تعلم مدى المعاناة الشديدة التي تعرض لها اليمنيين من هذه الحرب منذ سيطرة الحوثيين في عامي 2014 و2015، كما شعرت المملكة العربية السعودية بآثار هذه الحرب كذلك حتى دخلت هذه الهدنة الفعلية حيز التنفيذ قبل عام ونصف. لمست المملكة العربية السعودية تأثير الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة، ورغم أنني لم أكن حاضرًا في تلك الفترة لكنني متأكد من بشاعتها. لذلك وعلى مدار العامين الماضيين خصوصًا، دعمنا الجهود المتبادلة بصورة مباشرة بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، وكذلك الجهود المبذولة تحت مظلة منظومة الأممالمتحدة، لأن حاجتنا إلى وقف تصعيد الصراع لا تقل عن رغبتنا في التوصل إلى حل سياسي بالطبع، ويمكننا دعم هذه الحاجة من خلال عملنا الدبلوماسي تزامنًا مع دعم هذه الرغبة من خلال مشاركتنا في الأممالمتحدة والتعاون مع المملكة العربية السعودية وغيرها من الشركاء. وفي نهاية المطاف، على الرغم من أهمية فترة التهدئة التي نشهدها حاليًا إلا أن التسوية النهائية لهذا الصراع تتطلب عملية سياسية بقيادة يمنية - يمنية تدعمها الأممالمتحدة ولكن في النهاية لا بد أن تكون بين الشعب اليمني. ولا يخفى علينا أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، ففي الأسبوع الماضي شهدنا مقتل أربعة جنود بحرينيين في هجوم حوثي على الحدود الجنوبية للمملكة. لقد كان الأمر مأساويًا وبلا مبرر، ويوضح صعوبة العمل مع حزب مثل الحوثيين في مناخ مثل اليمن في مثل هذا الوقت. وعلى الرغم من ذلك، تواصل الولاياتالمتحدة نشاطها فلدينا مبعوث خاص لهذا الملف، حيث نعمل عن كثب مع حكومة بلدكم ومع الأممالمتحدة. * «الرياض»: وماذا عن النزاع السوري؟ * السفير راتني: عملت على هذا الملف لعامين ونصف، وأدرك حجم المعاناة التي عاشها الشعب السوري التي لا تخفى على أحد. لقد أمضينا العديد من السنوات في العمل على محاولة لتهدئة الصراع مع المعارضة السورية وكذلك مع الأممالمتحدة من خلال مبعوثها الخاص، ولكن كما هو الحال في اليمن وغيرها، يكمن الحل النهائي للصراع في التوصل إلى حل سياسي يضع النهاية الأبدية للصراع وللعديد من المشكلات التي نتجت عنه سواء كانت الإرهاب أو اللاجئين أو الاتجار بالمخدرات وغيرها من القضايا التي نشأت عن هذا الصراع. لا تزال خارطة الطريق موجودة على الساحة، وعندما كنت أعمل على هذا الملف، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم «2254» الذي يحدد ملامح العملية السياسية والطريق للمضي قدمًا، ويكمن حل الصراع بالتأكيد في إرادة النظام السوري وكذلك المجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية. وعلى الرغم من تهدئة الصراع، إلا أننا نواصل عزمنا على ضمان التذكير بأهمية التوصل إلى حل سياسي نهائي للصراع يمكن اللاجئين السوريين من العودة بأمان وطواعية إلى بلادهم التي من المفترض أن تغادرها الجماعات الإرهابية ولا زالت تسكنها حتى الآن، وهو الحل الذي ينهي مشكلة الاتجار بالمخدرات التي اتخذت سورية مركزًا لها وتعاني منها بلدان هذه المنطقة بشدة، وسيتطلب ذلك الكثير من العمل الدبلوماسي، ولا تزال الولاياتالمتحدة منخرطة في هذا الملف. نهاية الصراع في سورية * «الرياض»: خاصة، في ظل وجود العديد من القوات على الأراضي السورية، فنجد القوات الإيرانية والروسية والتركية. * السفير راتني: وحزب الله وغيره، كان هذا أحد الدروس التي استفدتها خلال العمل على هذا الملف، فنرى سورية منطقة معقدة نظرًا لانخراط العديد من الأطراف في نزاعها، من أكثر من عانى؟ الشعب السوري ذاته عانى من ويلات الحرب وعانى من حكومته، ونريد في نهاية المطاف أن نرى نهاية لهذا الصراع وهذه المعاناة ونسعى لذلك من خلال الجهود المبذولة في الأممالمتحدة والجهود المبذولة في المنطقة ومنها تقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري الذي عانى بشدة. لقاء ولي العهد عبر عن مضمونه بوضوح شديد * «الرياض»: دعني أطرح عليك سؤالاً أخيرًا، شاهدت مقابلة سمو ولي العهد مع شبكة (فوكس نيوز)، كيف رأيت هذه المقابلة؟ * السفير راتني: أحببت هذه المقابلة، إذ عبرت تصريحات ولي العهد عن مضمونها بوضوح شديد، وما أدهشني حقًا هو إجراؤه المقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الأميركية الكبرى حتى يتمكن الشعب الأميركي من الاستماع إليه مباشرة، وأنا أقدر حقيقة أنه اختار إجراء المقابلة باللغة الإنجليزية حتى يتمكن أكبر عدد ممكن في الولاياتالمتحدة من التعرف على رؤيته - رؤية 2030 - وشخصيته، وأعتقد أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يفهمون ما يجري في المملكة العربية السعودية، زاد عدد الأشخاص الذين يفهمون قيمة الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، وقد ساهمت هذه المقابلة مساهمة بارزة في ذلك. * «الرياض»: نعم، لقد تحدث سموه كثيرًا عن العلاقات مع الرئيس بايدن خاصة، والآن صار المشهد أفضل كثيرًا من ذي قبل. * السفير راتني: نعم، أنا شخصياً أعتقد أنها علاقة جيدة جداً، ولقد شهدت ذلك بالفعل خلال الوقت الذي قضيته في المملكة. وأعتقد أن صاحب السمو عكس ذلك في تعليقاته حول العلاقات وحول الرئيس بايدن شخصياً. وكما تعلم، فقد التقيا في نيودلهي قبل بضعة أسابيع عند التوقيع على مبادرة النقل الإقليمية إلى جانب الهند ودول أخرى، وهو ما يعد انعكاسا لوجود علاقة مهمة وشخصية، ولكنها كذلك علاقة استراتيجية نستفيد منها جميعًا. * هاني وفا: شكرًا جزيلاً سعادة السفير. * السفير راتني: كان ذلك من دواعي سروري. الرياض وواشنطن في مرحلة رائعة للغاية