استنكر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الجمعة، بعدوان جديد على مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، وتدمير جزء من محتوياته والاستيلاء على جزء آخر منها. واعتبر الهباش، في بيان وصل "الرياض" نسخة منه، أن هذا العدوان الإجرامي عدوان على الدين الإسلامي وعلى الأمة الاسلامية كلها، وتصعيد للحرب الدينية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية، خاصة المسجد الأقصى المبارك. وأكد أن مصلى باب الرحمة هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وله نفس قدسية وقيمة المسجد الأقصى بكل ساحاته ومرافقه وأسواره، بما في ذلك أيضًا حائط البراق، باعتباره أول القبلتين لدى المسلمين وثاني المسجدين بعد المسجد الحرام وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة المنورة، مشددا على أنه لا حق لغير المسلمين في شبر واحد منه. وطالب الهباش الدول والحكومات والقيادات الدينية في العالمين العربي والإسلامي، بالقيام بواجبها في الدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته من مؤامرات الاحتلال الرامية إلى الاستيلاء عليه وتحويله إلى مكان للهيكل المزعوم. وكانت اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، مصلى باب الرحمة، أحد مصليات المسجد الأقصى المبارك، وعاثت فيه خرابا. وقال شهود وعيان، إن قوات الاحتلال اقتحمت المصلى، وفتشته، ودمرت جزءا من محتوياته، واستولت على الجزء الآخر. وأفادت مصادر خاصة في دائرة الأوقاف الإسلامية (تابعة للأردن،)، بأن مجموعة من جنود الاحتلال اقتحموا المصلى بأحذيتهم، بعد أن منعوا حراس الأقصى من الاقتراب من المكان. وأضافت أن قوات الاحتلال استغلت عدم وجود المصلين في المسجد الأقصى، لاقتحام مصلى باب الرحمة، وتفتيشه ومصادرة أغراض خاصة بضيافة المصلين. وأظهرت لقطات مصورة آثار أحذية جنود الاحتلال على سجاد مصلى باب الرحمة، وتخريب محتوياته خلال عمليات التفتيش، قبل مصادرة بعض الأواني والقهوة. وتستهدف سلطات الاحتلال منذ سنوات مصلى باب الرحمة، من أجل السيطرة، عليه وتحويله إلى كنيس يهودي. وقبل أربع سنوات أعاد المقدسيون فتح مصلى "باب الرحمة"، بعد إغلاق دام 16 عاما. يذكر أن جماعات "الهيكل المزعوم" تستعد لأكبر حشدٍ للمستوطنين، للمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مستغلين موسم الأعياد اليهودية الذي سينطلق منتصف سبتمبر الحالي. ويحتفل المستوطنون بعيد "رأس السنة العبرية" في الخامس عشر من سبتمبر الحالي ويستمرُ ليومين، حيث يتم التجهيز لاقتحامات كبيرة من المستوطنين وقادة الاحتلال للمسجد الأقصى والبلدة القديمة. وتستمر الأعياد اليهودية من الثامن من أكتوبر، وحتى ما يسمى "عيد الأنوار" في الثامن من ديسمبر، حيث يحاول المستوطنون اقتحام الأقصى بكثافة شديدة وتنفيذ طقوس تلمودية داخل الأقصى وعلى بواباته. وكان أدى الآلاف صلاة فجر الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، ضمن حملة الفجر العظيم للتأكيد على إسلامية المسجد ورفض مخططات الاحتلال تقسيمه زمانيا ومكانيا، في ظل اقتراب الأعياد اليهودية. وتوافد المصلون إلى المسجد رغم تشديدات قوات الاحتلال وإقامة حواجز وإجراءات تفتيش وتدقيق في محيط المسجد. وكثف المقدسيون دعواتهم للحشد والرباط الدائم في المسجد الأقصى، لإفشال مخططات الاحتلال والمستوطنين التهويدية. مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى