أزمات الأسمدة العالمية تربك أهداف التنمية المستدامة

أعلن الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات، المنظمة الممثلة لشؤون القطاع في دول مجلس التعاون الخليجي، عن انعقاد الدورة الثانية عشر من مؤتمر جيبكا للمغذيات الزراعية بهدف مناقشة قضيتي الأمن الغذائي وصافي الانبعاثات الصفري، وذلك في الفترة ما بين 28 و29 سبتمبر القادم في فندق العنوان سكاي فيو دبي.
سينعقد المؤتمر، الذي سيحضره المئات من قادة الصناعة عبر كامل سلسلة قيمة المغذيات الزراعية، تحت شعار "حل تحديات الغذاء العالمية بالمغذيات الزراعية" وذلك على ضوء تزايد انعدام الأمن الغذائي بين المعتدل والشديد منذ العام 2014 إلى العام 2020 الذي سجل زيادة كبيرة تساوي الخمس سنوات السابقة مجتمعة، مع نحو 2.37 مليار شخص أي ما يقرب من 1 من بين كل 3 أشخاص لم يتمكنوا من الحصول على الغذاء الكافي في العام 2020.
وهذا يضع قطاع المغذيات الزراعية الذي غالبًا ما يتم تجاهله، في المقدمة للعب دور أساسي في مواجهة تحديات الغذاء العالمية، حيث إن ما يقرب من نصف إنتاج الغذاء العالمي أصبح اليوم ممكنًا عن طريق المغذيات الزراعية. إلى جانب ذلك فإن النمو المطرد لسكان العالم مصحوبًا بعوامل، مثل التوسع في الأراضي والتحضر، يجعل دور المغذيات الزراعية في إطعام العالم ضروريًا لسنوات قادمة.
وبناءً على نجاح نسخته لعام 2021، يعود مؤتمر جيبكا الثاني عشر للمغذيات الزراعية إلى دبي لتوفير منصة حوار وتعاون بين كافة أطراف سلسلة قيمة المغذيات الزراعية لمعالجة الموضوعات المستقبلية، بما فيها آليات تمكين الزراعة الذكية مناخيًا والحد من الانبعاثات المرتبطة بالأسمدة والاستثمارات المطلوبة لتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة وتأثير الاتجاهات العالمية الرئيسة على أسواق المغذيات الزراعية.
وسيكون التركيز الرئيس في المؤتمر هذا العام على دور المغذيات الزراعية المستدامة في تقليل التأثير المناخي لقطاع الزراعة وتمكين الانتقال إلى الحياد الكربوني وذلك على ضوء التقارير التي تشير إلى أن الزراعة باتت تساهم بنحو 24 ٪ من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في جميع أنحاء العالم. وسيناقش الحدث الذي يستمر على مدى يومين، التقنيات والابتكارات والشراكات والتمويل اللازم لإزالة الكربون من الصناعة، مع ضمان عدم تكبيد المزارعين في أي مكان من العالم أي مصاريف إضافية للحصول على العناصر الغذائية اللازمة لإنتاجهم الغذائي.
وسيلقي كلمة الترحيب في اليوم الأول 28 سبتمبر، عبدالرحمن السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة قافكو ورئيس لجنة المغذيات الزراعية في جيبكا، بينا يلقي ألزبيتا كلين، المدير العام لاتحاد الأسمدة الدولي كلمة رئيسة حول دور المغذيات الزراعية في القضاء على الجوع العالمي. يلي ذلك كلمة يلقيها الدكتور ماكسيمو توريرو كولين، كبير الخبراء الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" يتناول فيها أزمات الأسمدة العالمية وآثارها على أهداف التنمية المستدامة، كما وسيناقش خبراء الصناعة أحدث التطورات في الحد من البصمة البيئية للمغذيات الزراعية.
وفي اليوم الثاني من المؤتمر سيفتتحه عبدالرحمن شمس الدين، الرئيس التنفيذي لشركة سابك للمغذيات الزراعية ونائب رئيس لجنة المغذيات الزراعية في جيبكا، بكلمة ترحيبية. يلي ذلك ندوة حوارية يشارك فيها خبراء استراتيجيون في الصناعة لمناقشة اتجاهات الاندماج والاستحواذ في القطاع العالمي واتجاهات الاندماج الإقليمية.
وبهذه المناسبة، أعرب د. عبدالوهاب السعدون عن قلقه تجاه تزايد خطر انعدام الأمن الغذائي لملايين الأشخاص في العالم وذلك نتيجة الاضطرابات المستمرة في سلاسل الإمداد بسبب الوباء إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والصراع بين روسيا وأكرانيا، منوهاً بأهمية هذ الحدث الذي سيناقش على مدار يومين كاملين آليات التعاون بين أطراف سلسلة قيمة المغذيات الزراعية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في المنطقة والعالم مع تمكين الانتقال إلى تصفير الانبعاثات الغازية في القطاع.
في وقت تجدر الإشارة إلى انه تم إطلاق "الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات" في عام 2006 كمنظمة ممثلة للقطاع في منطقة الخليج العربي تتبنى الاهتمامات المشتركة للشركات الأعضاء في الاتحاد بالإضافة الى الشركات العاملة في قطاع إنتاج الكيميائيات والصناعات والخدمات المساندة لها. وتساهم الشركات الاعضاء مجتمعةً بأكثر من 95 % من مجمل إنتاج الكيماويات في دول الخليج العربي. ويعدُّ هذا القطاع في الوقت الحاضر ثاني أكبر القطاعات الصناعية على مستوى المنطقة بمنتجات تصل قيمتها سنوياً إلى 108 مليارات دولار أميركي.
ويحرص الاتحاد على الارتقاء بقطاع الكيميائيات والبتروكيميائيات في المنطقة من خلال تقديم كافة سبل الدعم الممكنة وتفعيل التواصل بين المعنيين بالإضافة إلى مبادرات الريادة الفكرية التي تمد جسور التواصل البنّاء بين الشركات الأعضاء لتبادل المعارف والخبرات وتطويرها وتحسينها باستمرار، علاوةً على الحضور الفاعل في المحافل الدوليّة المعنيّة بشؤون الصناعة، وبالتالي تحقيق مساهمة ملموسة في رسم ملامح مستقبل صناعة البتروكيميائيات على الصعيد العالمي.
ويلتزم "الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات" بتوفير منصة مثالية لجميع المعنيين بالقطاع في المنطقة، ولتحقيق هذه الغاية، تتبع له 6 لجان فاعلة تركّز في عملها على القطاعات الفرعية مثل البلاستيك، والأسمدة وأخرى تركّز على القطاعات المساندة مثل: سلاسل الإمداد، والتجارة الدولية، والأبحاث والابتكار، والرعاية المسؤولة. وينظّم الاتحاد سنوياً 6 فعاليات على المستوى العالمي. ويقوم بإصدار العديد من التقارير والدراسات المتخصصة فضلاً عن النشرات الإخبارية الدورية.
عبدالرحمن السويدي
عبدالرحمن شمس الدين