تراجعت أسعار النفط بأكثر من 1٪ أمس الثلاثاء، لتواصل الانخفاضات الحادة في اليوم السابق مع إغلاقات فيروس كورونا في الصين، أكبر مستورد للنفط، وعقبات حظر النفط الروسي من الاتحاد الأوروبي، وقوة الدولار، ومخاطر الركود المتزايد في تغذية المخاوف بشأن آفاق الطلب العالمي. ونزل خام برنت 1.31 دولار أو 1.2 بالمئة إلى 104.63 دولار في الساعة 0216 بتوقيت جرينتش بعد أن تراجع إلى 103.19 دولار. وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.25 دولار أو 1.2 بالمئة إلى 101.84 دولار للبرميل بعد أن سجل أدنى مستوى خلال اليوم عند 100.44 دولار. وسجل كلا الخامين القياسيين في الجلسة الأخيرة من يوم الاثنين أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ مارس، حيث انخفضا بنسبة 5٪ إلى 6٪. وعكس الانخفاض في أسعار النفط الاتجاهات السائدة في الأسواق المالية العالمية حيث تخلى المستثمرون عن الأصول ذات المخاطر العالية وسط مخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها على النمو الاقتصادي. فيما استقر الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في 20 عامًا، مما جعل النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. وقال وارن باترسون، رئيس أبحاث السلع في «أي ان جي» في الصين: «إن وضع فيروس كورونا في الصين، وارتفاع المعدلات ومخاطر الركود المتزايدة، لا تساعد الأصول الخطرة». وأظهرت أحدث البيانات أن نمو الصادرات الصينية قد تباطأ إلى رقم واحد، وهو الأضعف منذ ما يقرب من عامين، حيث مددت البلاد عمليات الإغلاق للحد من تفشي كورونا. وارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بعد أن اقترحت المفوضية الأوروبية فرض حظر مرحلي على النفط الروسي. ومع ذلك، تم تأجيل الموافقة وسط طلبات من أعضاء أوروبا الشرقية للحصول على إعفاءات وامتيازات. وقال مصدر بالاتحاد الأوروبي، إن نسخة جديدة، تجري صياغتها حاليًا، من المرجح أن تُسقط الحظر المفروض على ناقلات الاتحاد الأوروبي التي تحمل النفط الروسي، بعد ضغوط من اليونان وقبرص ومالطا. وقال باترسون «من الواضح أن أعضاء (الاتحاد الأوروبي) يجاهدون للتوصل إلى اتفاق يشير إلى أننا قد نشهد مزيدا من التخفيف من الحزمة المقترحة.» وتستجيب الأسواق المالية أيضًا للمخاوف من أن بعض الاقتصادات الأوروبية قد تعاني من ضائقة إذا تم تقليص واردات النفط الروسية أكثر، أو إذا ردت روسيا بقطع إمدادات الغاز. وأفاد مسؤولين ألمان بأنهم يستعدون بهدوء لأي توقف مفاجئ في إمدادات الغاز الروسي بحزمة طارئة قد تشمل السيطرة على شركات مهمة. وقال خبير اقتصادي إن وقف إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا سيؤدي إلى ركود عميق وسيكلف نصف مليون وظيفة. وقالت «اس آند بي قلوبال»، تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام بشكل حاد في منتصف الصباح من التجارة الآسيوية في 10 مايو، ممتدةً الانخفاضات الحادة خلال الليل والذي شهد عمليات بيع في الأسواق المالية في جميع أنحاء الصين، مع مخاوف الركود، وعقبات حظر النفط الروسي من الاتحاد الاوروبي، والانتشار المستمر للجائحة في الصين. وقال المحللون إن المزاج المتشائم استمر في الجلسة الصباحية الآسيوية يوم 10 مايو. وقال ستيفن إينيس، الشريك الإداري لإدارة الأصول في «إس بي آي»، في مذكرة في 10 مايو: «عم الاتجاه الهبوطي للنفط من عدم توصل الاتحاد الأوروبي بالإجماع لحظر نفطي روسي، ومن تشديد شنغهاي لقيود التنقل ومع ذلك، فإن إعادة التسعير السريع لمخاطر الركود العالمي على خلفية قيام البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة، يؤدي إلى رد فعل المستثمرين على البيع». وظلت إمكانية التوصل إلى حل سريع لمسودة الاتحاد الأوروبي لحظر النفط الروسي بعيدة حيث استمرت المجر العضو في معارضة الخطة حيث كررت موقفها المتمثل في أنها لن تقبل جولة جديدة من العقوبات المقترحة على روسيا حتى تتم معالجة مخاوفها. وسافرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى المجر في 9 مايو لإقناع رئيس الوزراء فيكتور أوربان بتأييد الحظر. في غضون ذلك، تواصل الصين محاربة فيروس كورونا المنتشر داخل حدودها. وشددت شنغهاي قيودها الوبائية على الرغم من انخفاض الإصابات في المدينة، مع إخطارات صدرت في العديد من المناطق خلال عطلة نهاية الأسبوع تأمر السكان بالبقاء في منازلهم. والانخفاض الأخير في أسعار النفط هو استمرار لما كان لعدة أشهر من التقلبات المتزايدة لأسعار النفط والأسواق المالية الأوسع ككل. ومع بدء البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم في تقليص السياسات النقدية السهلة التي دعمت اقتصاداتها خلال الوباء، أصبح المستثمرون قلقين بشكل متزايد بشأن مخاطر الركود العالمي. وقال محلل السوق في «أي جي»، ييب جن رونق: «تستمر الأسواق في تقدير التدهور الوشيك للظروف الاقتصادية، الناجم عن تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي للسيولة، والتوترات الجيوسياسية العالقة ومخاطر الفيروس في الصين». في وقت اثرت معاقبة نفط موسكو على التزام روسيا بإمدادات أوبك+ والتي انخفض إنتاجها إلى أدنى مستوى في ستة أشهر عند 41.58 مليون برميل في اليوم في أبريل، حيث تعرض الإنتاج الروسي لضربات من العقوبات الغربية، وفقًا لمسح «اس آند بي قلوبال» في 9 مايو، والذي وجد أن الفجوة بين إنتاج أوبك + والحصص بلغ 2.59 مليون برميل في اليوم مما يوضح اثر العقوبات المفروضة على روسيا. وكانت مقايضات خام دبي وفروق الأسعار بين الأشهر منخفضة في الغالب في منتصف التعاملات الصباحية في آسيا في 10 مايو عن الإغلاق السابق. وتم ربط مقايضة يوليو في دبي عند 95.77 دولارًا للبرميل في الساعة 10 صباحًا بتوقيت سنغافورة (0200 بتوقيت جرينتش)، بانخفاض 7.37 دولار للبرميل (7.15٪) عن إغلاق السوق الآسيوية في 9 مايو. وتم ربط فرق السعر بين شهري يونيو ويوليو في دبي عند 2.39 دولار للبرميل في الساعة 10 صباحًا، دون تغيير عن الإغلاق السابق، وتم تثبيت فارق السعر بين يوليو وأغسطس عند 1.44 دولار للبرميل، بانخفاض 45 سنتًا للبرميل. وتم ربط مؤشر برنت / دبي لشهر يوليو عند 8.22 دولار للبرميل، بانخفاض 44 سنت للبرميل. تقلص القدرات الإنتاجية النفطية الروسية من تأثير العقوبات