أحياناً يكون للمقال صدى إيجابي وتفاعل وأثر في وسائل التواصل وخاصة إذا كان يلامس مشكلة قائمة ولها تأثيرها في المجتمع مثل المخدرات والتدخين والطلاق. ولقد كتبت مقالات عن هذه المشكلات جميعها ومازال للمقال مقال وحديث متداول وأثر ولعل آخرها مقال الأسبوع الماضي الذي كان عن المخدرات وتأثيرها والجهد المبذول وكان العنوان: (الحرب على المخدرات). وبعد المقال كتب لي من قرأ مقالي قائلا: شكراً أستاذي على مقالاتك المؤثرة وصدقني أنني قبل سنوات قرأت مقالاً لكم بعنوان المدخن والسيارة المبوشة تعمل مقارنة بينهما بأسلوب جميل بعد أن سمعته ممن قرأه علينا أحد جلساء الاستراحة التي كنا نجتمع فيها لتدخين (الشيشة) وكان في الاستراحة الصغيرة أكثر من عشر شيش كل واحد أو اثنين يتناوبان على تدخين شيشة وكنا مدمنين على تدخينها نجتمع يومياً بعد صلاة العشاء إلى ساعة متأخرة من الليل وما بين فترة وأخرى يمرض أحد جلساء الاستراحة بالقلب أو ضيق التنفس وذلك لإن الشيشة تحتاج جهداً في شفط دخانها ويغيب ويترك الشيشة وننساه وينسانا وذلك لأن صحبتنا كانت من أجل تدخين الشيشة وبعد انقطاع السبب غاب المسبب. ويواصل حديثه قائلاً: وبعد أكثر من ربع قرن وبعد تفكير في أمراضها ورائحتها الكريهة وبعد أن أحسست بزيادة دقات القلب وعدم انتظامها قررت أن أترك تدخين الشيشة فحاولت وحاولت وبعد صراع ونزاع نفسي داخلي بين الخير والشر والصح والخطأ قررت أن أنقطع عن جلساء استراحة تدخين الشيشة وأترك تدخينها إلى الأبد وفعلاً حدث ذلك وبقوة نفس وإرادة وتوفيق وتوكل على الله منّ علي بالتخلص منها وذلك مع دخول شهر رمضان من العام الماضي. فحمدت الله وتحسنت صحتي وأحسست أنني رجعت شباباً في العمر وكل من قابلني يقول لي: ما شاء الله؛ نورت ورجعت شباباً. فأقول لهم: الحمد لله، هذا بعد ترك تدخين الشيشة. ولكن ما أثر في نفسي انقطاع بعض من كنت أعتقد أنهم أصحابي من جلساء الشيشة فلقد انقطعوا ولم يزوروني أو يتصلوا علي رغم أننا كنا مع بعضنا يومياً لسنوات ولكن بعد الشيشة انقطعوا معها ولم يتصلوا وكأننا لا نعرف بعضنا. وبعد ذلك ندمت وبكيت على كل سنوات تدخين الشيشة ولكن بعد تفكير وتدبر بين الماضي والحاضر حمدت الله أنني تركتها وعرفت حقيقتها. وبعد؛ هذه قصة حقيقية حدثت بالفعل أنقلها هنا في هذا المقال للذكرى فإن الذكرى تنفع وخاصة المؤمنين. والله أعلم وأعلى وأتم.