ارتفعت أسعار النفط أمس الخميس بعد انخفاض حاد في الجلسة السابقة مع تفكير السوق فيما إذا كان كبار المنتجين سيعززون الإمدادات للمساعدة في سد فجوة الإنتاج من روسيا بسبب العقوبات لغزوها أوكرانيا، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.53 دولار أو 2.28 ٪ إلى 113.67 دولارا للبرميل في الساعة 0651 بتوقيت جرينتش بعد تداولها في نطاق حوالي خمس دولارات. وتراجع العقد القياسي 13 بالمئة في الجلسة السابقة في أكبر انخفاض له في يوم واحد في نحو عامين. فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.64 دولار، أو 1.51 ٪، عند 110.34 دولارات للبرميل، بعد تداولها في نطاق 4 دولارات، وهوى العقد بنسبة 12.5 بالمئة في الجلسة السابقة في أكبر انخفاض يومي منذ نوفمبر. وأدى عدم اليقين بشأن مكان وزمان الإمداد ليحل محل الخام من روسيا ثاني أكبر مصدر في العالم في سوق ضيقة إلى توقعات واسعة النطاق لأسعار النفط بين 100 دولار و200 دولار للبرميل. وقال ستيفن إينيس، الشريك الإداري في إس بي آي أسيت مانجمنت: "لذا فإن الإشارة إلى أن سوق النفط مرتبكة سيكون أقل من الواقع لأننا في وضع غير مسبوق". وأرسلت تصريحات وزير الطاقة الإماراتي وسفير البلاد لدى واشنطن إشارات متضاربة، وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على تويتر في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء: إن بلاده ملتزمة بالاتفاق الحالي الذي أبرمته منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، يُطلق عليهم مجتمع أوبك +، لزيادة المعروض من النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميًا شهريًا من تخفيضات حادة في 2020، وقال المزروعي: "إن الإمارات تؤمن بالقيمة التي تجلبها أوبك + لسوق النفط". وقبل ساعات فقط، تراجعت الأسعار إثر تعليقات من سفير الإمارات في واشنطن قال فيها إن بلاده ستشجع أوبك على النظر في زيادة الإنتاج لسد فجوة الإمدادات بسبب العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها أوكرانيا، وتصف روسيا توغلها بأنه "عملية خاصة" لنزع سلاح جارتها. وجاءت تصريحات المسؤولين الإماراتيين في الوقت الذي راعت فيه السوق أيضًا تحركات الولاياتالمتحدة لتخفيف العقوبات على النفط الفنزويلي والجهود المبذولة لإبرام اتفاق نووي مع طهران، ما قد يؤدي إلى مزيد من الإمدادات النفطية القادمة من إيران في وقت لاحق من هذا العام. كما أعطت المحادثات المقرر عقدها الخميس بين وزيري خارجية روسياوأوكرانيا في تركيا سبب توقف السوق، في حين أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لديهما طاقة فائضة، يحاول بعض منتجي أوبك + الآخرين لتحقيق أهداف الإنتاج الخاصة بهم في ظل قلة الاستثمار في البنية التحتية على مدى السنوات القليلة الماضية، مما سيحد من قدرتهم على زيادة الإنتاج أكثر. وقال فيفيك دار محلل السلع في بنك الكومنولث "نعتقد أنه سيكون من الصعب على أوبك + زيادة الإنتاج في هذه البيئة"، لكن محللي ستاندرد تشارترد توقعوا أن تسعى أوبك لسد فجوة الإمدادات الروسية. في غضون ذلك، انخفضت مخزونات النفط الخام والوقود في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي، ما زاد من المخاوف بشأن الإمدادات العالمية المحدودة بالفعل، وتراجعت مخزونات الخام 1.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من مارس إلى 411.6 مليون برميل، وانخفضت مخزونات الخام الأمريكية في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي إلى 577.5 مليون برميل وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2002.