رواية النباتية، رواية كورية جنوبية من تأليف هان كانغ، وترجمة محمود عبدالغفار، التي فازت بجائزة مان بوكر الدولية لعام 2016م. تبدأ الرواية بطريقة واضحة، وتتألف من ثلاثة أجزاء، علماً أن كل جزء كتبه راوٍ مختلف. (الجزء الأول) يخبر مستر تشيونغ عن زوجته العادية التي تمتنع فجأة عن تناول اللحوم وطبخها، مبررة قرارها، بحلم تكشف تفاصيله للقارئ لا لزوجها. فهي ترى الدم يلطخ فمها وثيابها ووجهاً منعكساً في بركة دم، وسكيناً تقص إصبعها. تثير ذعراً وأزمة وشعوراً بالخزي في أسرتها، ويعاقبها والدها الجندي السابق، بضربها ووضع اللحم عنوة في فمها، ترد بقطع شرايين يدها، وتنقل إلى المستشفى حيث تخلع ثوبها في الحديقة وتشد بيدها على عصفور عضته وقتلته. (الجزء الثاني) عن زوج شقيقة يونغ هاي، وهو القسم الأجمل بشاعريته العميقة الكثيفة، زوج إن هاي الذي لا نعرف اسمه، فنان فيديو يوحي الخضوع للتقليد، لكن تعبيره مجدد لا يخشى التطرف الجنسي وغيره. يفكر بالفن المختلف، المختلط بالروح والحياة والرغبة، ويخشى خسارة موهبته بعدما تخطى منتصف الثلاثين وقل شعره وبرز كرشه، يُصعق حين يرى ملصقاً لعرض مسرحي. يجهد للتحرر من الفكرة، لكنه لا يجد بديلاً لها، يفكر بتحقيقها في فيلم فيديو، ويدرك أنه سيصنف خلاعياً، لكنه يتحرر من القيود في فنه الذي يتناول قضايا اجتماعية، تصيبه الصورة الملحة بالقلق والشك والانقسام، ويتساءل إذا كان إنساناً سوياً وأخلاقياً قادراً على ضبط نزواته، ثمة صرخة مكبوتة تكاد تنفجر من أعماقه، «وهل الموت أمر سيئ؟» بهذا السؤال من يونغ هاي إلى شقيقتها الكبرى ان هان يبدأ (الجزء الثالث)، سؤال عن مسببات الحياة ومبررات البقاء، تطرحه الرواية بوحشية من خلال رفض بطلتها لأي وسيلة من وسائل إدخال الغذاء لجسدها كأنها تقول لا شيء يستحق البقاء إلا بضعة ورود وأشجار قد تولد من أجسادنا إذا ما التصقنا بالأرض لنستمد قوتنا منها، جرأة تتركنا أمام استسهال الموت في سبيل الفكرة، وتهزأ بنا لأننا نواصل حياتنا بيوميات تبدو رتيبة إذا ما قيست بانتفاضة النباتية.