عندما نسابق الوقت لقضاء حوائجنا وإنهاء أعمالنا فنجد أننا لم نقض حاجاتنا كاملة ولا أنهينا أعمالنا أيضاً، توقف هُنا وفكر قليلاً وخذ نفسا عميقا وابدأ بتصفير عدادك، وأقصد التريث والتفكير قليلاً في نفسك، الأشغال والأعمال لا تنتهي إلا بحالة واحدة عندما يتوقف قلبك عن النبض والحقيقة المؤلمة حينما تكون أنت الذي توقفت جبراً بينما العمل ما زال قائماً ينتظر من يكمله، وسيأتي من يكمله وقد يكون أفضل منك. تصفير العداد هو أن تبدأ بترتيب حياتك وإعطاء قلبك وفكرك وبدنك الحق كاملاً. لو نظرنا إلى أعمارنا التي مضت نجد أن بعض أشغالنا فكرية أكثر من كونها عملية، قد يستغرق إنهاء عملك ساعة أو ساعتين، هنا نكون أسرفنا في التفكير. واختياري لعنوان المقال «تصفير العداد» هو تشبيه بما يفعله بعض أصحاب السيارات من تصفير عداد الممشى أياً كان هدفه، لن تعود جديدة لكن عندما تنظر لها كرقم وهي أصفار تعطيك انطباعا أنها جديدة؛ لأنه تم الإيحاء لعقلك الباطن بصفر وهي دلالة على نقطة البداية. جدد حياتك بتصفير عداد أفكارك أولوياتك، ابتعد عن السلبيات في حياتك، وغير ما تستطيع تغييره منها، حتى ولو اضطررت لتغيير الأصدقاء، نقاط التحول في مراحل العمر تحتاج نقاط تحول في الحياة العملية والفكرية وأحياناً الاقتصادية. منعطفات الحياة تجبرك أحياناً أن تتأمل بواقعك، فكل منعطف يحتاج إلى تصفير العداد.