الفنان سلطان الزياد، حاصل على: * دكتوراه في فلسفة التربية الفنية من جامعة أوهايو ستيت بمدينة كولومبس الأميركية. * ماجستير في الفن من جامعة أوهايو. * ماجستير في التصميم من جامعة أوهايو. * بكالوريوس فنون من جامعة الملك السعود. عمل أستاذ التصوير التشكيلي والغرافيك بجامعة الملك سعود، ومستشارًا بمعهد الملك عبدالله للبحوث العلمية والدراسات الاستشارية، مؤسس نيوديزاين آرت جاليري بمدينة الرياض. حكّم عدة معارض فنيّة، منها: * المعرض الدولي للفن الإسلامي المعاصر. * معرض العام السادس للفنانات التشكيليات السعوديات 2015. * معرض الملتقى الأول للجمعية السعودية للفنون التشكيلية 2014. * معرض الفن السعودي المعاصر الثاني والعشرون 2013. بدءًا بلوحتي الفارغ والطاولة المستديرة، انتهاءً بلوحة ذبول وردة الأوركيد.. يقودنا الزياد في معرضه (أنا في انتظارك) إلى أسئلة كثيفة تكاد لا تنتهي، بين تدفق الزمان في تسارع أمام لوحاته كنهر جارف عكس اتجاه وقوفنا، وتباطؤ حميم الانتظار في آن. وفي تضارب المشاعر هذا قبالة أعماله يعطينا الزياد تجربةً تمكننا من التسليم بحالنا كمنتظرين لطيف لفكرة، أو حتى للمجهول. وفي صقيع صراعات كهذه يأتي الفن دائماً ليقدم الاتزان المتمثل في التجربة والفهم، ويمنحنا فرصة الوقوف والتأمل، وأمام مجموعة لوحات تتناول هذا الموضوع، أي حالة الانتظار المتمددة تلك التي لطالما لم ترغب أنفسنا بعيشها فضلاً عن إعادة النظر فيها، مع الزياد، فور دخولك إلى صالة العرض، تجد نفسك محفوفاً بغيمة اللون الرمادي، والورود المتناثرة، وصرير الكراسي الخشبية، في وضعٍ أقرب ما يكون إلى عاصفة باردة تدعوك للتماهي مع حالة الصمت، وبين لوحة وأخرى تشعر بذات الشعور الذي يعتريك حينما تتذكر التفاتاتك أثناء عبورك الحبل الممتد اللامنتهي للانتظار. يمكننا أن نلحظ مباشرةً في أبرز أعمال مجموعته الأخيرة الفكرة التي تلتمع كنجمة في العتمة الحالكة، حيث شدد على تأكيدها من خلال أربعة عناصر اتخذها وكررها في موضوعات لوحاته الكرسي، زهرة الأوركيد، فنجان القهوة والطاولات المستديرة، ولعله كان يشير من خلالها بشكل واضح ومباشر إلى استمرارية الانتظار، وأنها تمثل شعوراً يشبه إلى حد بعيد الركض في طوق كلما ظنّ أنه أوشك على بلوغ نهايته، يعود فيتكرر ويتجدد مرةً تلو أخرى، وهذا مما يخلّف شعوراً منهكاً وهائلاً بالفراغ والصمت كافٍ عن كل تعبير سواهما. لوحة) بدون عنوان1) ألوان إكريليك على قماش حجمها 155x 155 سم، رسم في الجزء الأيمن منها عنصر طيف امرأة لوحدها، متكئة بيدها على طاولة مستديرة، موضوع عليها ركوة وكوب قهوة ممتلئ، وفي الزاوية اليسرى العلوية طاولة مستديرة أخرى تخلو من الجلاس، عليها فازة أزهار تحوي وردةً بيضاء وحيدة، بينما يطلّ على الطاولات من الأعلى أوراق أشجارٍ متباينة التلوين. اختار الفنان في لوحته أسلوب شدة التباين في رسم العناصر، فرسم المرأة بخطوط تكاد تكون واضحة وظللها لتكون بذلك طيفاً بالكامل، بينما اكتست بقية اللوحة بالشحوب، هذه اللوحة أثارت الجدل الكثير حولها، وتشبعت بأسئلة الجمهور المطروحة عليها، لوحة مليئة بأخيلة كثيفة، لا يمكنك التقاطع معها دون أن تتوقف عندها وتتركها تلقي من ظلالها عليك بينما هي واقفة على سجية الكمال بما تحويه من طيف المرأة، والزهرة، وبرودة القهوة، وصوت فكرة يهمس فيها بأنه سيلازمك بينما هو يطلّ من مكانه، حيث العالم أكثر حقيقيةً وبساطة، وبأن الفقد دائماً ما يترك فجاجة في كل الوجوه. لوحة) بدون عنوان2) ألوان إكريليك على قماش حجمها 90x 143 سم، الزياد في لوحته شديدة الاحمرار هذه، والتي ترمز حمرتها القانية إلى التوق لتجاوز اللحظة الراهنة، رسم ثلاث كراسي فارغة أمام طاولة صغيرة خضراء مستديرة، عليها فازة تحوي أوراق زهرةٍ لم تنمُ بعد. وفي اليمين الأعلى للوحة، كخلفية لهذه العناصر، رسم سياجاً بزخارف ذات نمط يتكرر ملأ الثلث الأيمن للوحة كاملاً، اندمج بخطوط طولية مع الكراسي. وحشيّة الألوان المستخدمة في الرسم تعبر كثيراً عن خشونة الأفكار فيها ووحشتها، حتى أن الأثر اللين للورد مفقودٌ في خضمها. لوحة) بدون عنوان3) ألوان إكريليك على قماش حجمها 100x 130 سم، رسم فيها ثلاثة طاولات مستديرة حولها خمسة كراسي فارغة، يظهر فوق واحدة منها كوب قهوةٍ وركوة، وعلى أخرى كوب قهوة فقط، بألوان ناعمة ضبابية محددة بالأسود، يبرز في أيمن اللوحة إحدى الطاولات مكبرةً في وخلفها اثنتان أخريان، الأخيرة منهن لا يظهر منها إلا طرفها، يرمزون في تباين أحجامهن للعين إلى الامتداد الشاسع لرحلات الانتظار الطويل، بينما يستريح فوق الكرسي الأيسر، كما خلال الترحال، عصفور. كان هو العصفور الوحيد في صالة العرض. لوحة رقم 1 لوحة رقم 3 د. سلطان الزياد