تضم مدينة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بين جنباتها مساجد تاريخية قديمة تمتد إلى العهد النبوي، يتصدرها الحرم الشريف الذي تشد إليه الرحال، ويحرص الحجاج والمعتمرون والزوار على زيارة هذه المساجد التي شهدت نزول آيات أو سور من القرآن الكريم، واقتداء بالنبي الخاتم وصحبه الكرام، ومنها: مسجد القبلتين الذي شهد تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة في العام الثاني من الهجرة النبوية، فقد روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زار أم بشر من بني سلمة معزياً فصنعت له طعاماً وعند صلاة الظهر نهض عليه السلام يصلي، وبعد أن أتم ركعتين نزل عليه الوحي بالتوجه أثناء أداء الصلاة إلى الكعبة المشرفة: «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام». وقد بني المسجد من اللبن والسعف وجذوع النخيل، وفي العهد السعودي أعيد بناؤه وتوسعته وفق أحدث التقنيات والتصاميم الهندسية بطابع إسلامي أصيل. ومن المساجد الشهيرة «المساجد السبعة»، وهي مجموعة من المساجد الصغيرة، وتقع في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من موقع الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة عندما زحفت إليها جيوش قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة، وعندها وقعت أحداث غزوة الخندق التي تعرف أيضاً بمسمى غزوة الأحزاب، وكانت هذه المواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة وهذه المساجد على التوالي من الشمال إلى الجنوب: الفتح مصلى النبي الكريم ومكان نزول سورة الفتح، سلمان الفارسي، أبي بكر الصديق، عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، فاطمة. ومن المساجد التاريخية مسجد الجمعة الذي شهد صلاة أول جمعة في الإسلام، وجدد المسجد في عهد عمر بن عبدالعزيز، وفي عام 1409ه تم إعادة بنائه وتوسعته وتزويده بالمرافق والخدمات اللازمة، وأصبح يستوعب 650 مصليًا، بعد أن كان لا يستوعب أكثر من سبعين، كما يحوي المسجد منارة رفيعة، وقبة رئيسة تتوسط ساحة الصلاة، إضافة إلى أربع قباب صغيرة تتوزّع في جنباته. مسجد الجمعة جامع الخندق مسجد الفتح