يعتبر الاتحاد السعودي للبولينج، الذي يحتفل هذا العالم ب 31 عاماً على نشأته من أوائل الاتحادات التي تم إنشاؤها في المملكة حيث بدأ على يد مجموعة من محبي للعبة، والشغوفين بممارستها، الذين تعلموا أساسياتها أثناء سفرهم للخارج وعادوا ليقدموها للوطن، ومن أوائل من اهتم بها كان الراحل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله - الداعم الأول والذي أنشأ أول صالة للبولينج في مدينة جدة في عام 1979م، هذه البدايات والشغف دفعت إبراهيم إلى جمع أول فريق لتمثيل المملكة خارجياً, حيث شارك الفريق لأول مرة في بطولة العالم الفردية في عام 1983م أما البداية الرسمية للاتحاد فكانت عبارة عن لجنة تكونت بشكل رسمي في عام 1987م وبعد مرور عامين صدر أمر ملكي بتحويل اللجنة إلى اتحاد تحت مسمى «الاتحاد السعودي للبولينج.» ومنذ تلك اللحظة بدأت الانطلاقة الحقيقية للعبة حيث انضم الاتحاد السعودي في عام 1989م للاتحاد الآسيوي للبولينج وفي العالم ذلته انضم للاتحاد الدولي للبولينج. ولاحقا في عام 2000م عندما تم تشكيل الاتحاد العربي للبولينج انضم الاتحاد السعودي له أيضاً. على أرض الواقع، يمكن إطلاق لقب «السهل الممتنع» على اللعبة فهي من الألعاب السهلة للممارسة لكن الصعبة في نفس الوقت فهي تتطلب مهارات ذهنية عالية بالإضافة الى مهارات جسدية وليونة في الحركة الأمر الذي يتطلب الكثير من التدريب، والممارسة، وهو ما وضعه الاتحاد نصب عينيه منذ البدايات فكان بمثابة المعين والموجه للمهتمين باللعبة أو الراغبين في ممارستها وتعلمها، كل هذا الجهد والمثابرة والتدريبات الطويلة أتت ثمارها حيث وصل لاعبو الاتحاد إلى مكانة مرموقة من حيث تحقيق إنجازات عالمية على مدار السنوات حتى جاءت رؤية 2030م والتي ساهمت بشكل كبير في زيادة وعي المجتمع بالرياضات المختلفة وأهمية ممارستها مما وسع دائرة الانتشار للألعاب بما فيهم البولينج. حالياً، وبالرغم من جائحة كوفيد-19 العالمية استمر الاتحاد في مزاولة أعماله وتوفير برامج تدريبية وتوعوية للرياضيين آخرها مع لجنة الكشف عن المنشطات، وأخرى مع اللجنة الأولمبية وبالتعاون مع محمد الحسيني أخصائي تقوية بدنية في اللجنة الأولمبية وبالتنسيق مع المدرب البحريني مسعود صابري المشرف على المنتخب السعودي للبولينج. ويشمل البرنامج ثلاثة مستويات للاعبين واللاعبات منها ما هو (منخفض الشدة يناسب الذين لا يتدربون إلا مرة واحدة أسبوعياً، برنامج متوسط الشدة يتناسب مع الذين يزاولون التدريب 2-3 مرات أسبوعياً، وبرنامج عالي الشدة يناسب من يتمرن أكثر من 4 أيام أسبوعياً). تاريخ من الإنجازات: خلال ال 31 عام تمكن الاتحاد من تحقيق أكثر من 30 ميدالية دولية أولها كان ذهبية بطولة الخليج الثالثة في عام 1992، وفي أوائل ال 2000 حقق اللاعب طلال الطويرب أول ميدالية برونزية في كاس العالم (آي آم آف) في مدينة لاتفيا. وتلاها في عام 2005 برونزية أخرى في كأس العالم في سلوفينيا في 2005، كما حقق الاتحاد المركز الأول في بطولة الأساتذة في اسياد 2006 في قطر. وفي 2007 حصل المنتخب السعودي على الميدالية الفضية في البطولة الآسيوية وحصلوا على المركز الأول في بطولة الأساتذة في البطولة العربية للشباب في مصر في 2016. وتستمر الإنجازات: يعد بدر آل الشيخ من أبرز الرياضيين في تاريخ البولينج السعودي خصوصاً بعد تحقيقه أكثر من 25 ميدالية داخليا وخارجيا بمشاركة أخيه الأصغر حسن، ومن بعض هذه الإنجازات كان الوصول للمركز الثالث في بطولة العالم في سلوفينيا في 2005، وحصوله على ذهبيتين وبرونزيتين في اسياد 2006. كما ويعد عبد الرحمن الخليوي من النجوم الصاعدة والتي يتنبأ لها بمستقبل حافل بالإنجازات خصوصاً بعد وصوله للبرونزية في كأس العالم في ديترويت وتحقيقه برونزيتين في البطولة الآسيوية في الفلبين، والميدالية الذهبية في الثلاثي في البطولة العربية في عمان في عام 2018. وقال الخليوي ذي ال21 عاما: «كبرت وانا اشاهد الرياضيين يحققون المداليات وأنا سعيد الآن لأني أصبحت أشارك في هذا الإنجاز. للأسف توقفنا بسبب الجائحة ولكني متطلع للعودة للتمارين والمنافسات حتى أتمكن من الفوز مرة أخرى ورفع راية وطني في المحافل العالمية.» الشغف باللعبة تعدى مرحلة اللعب فقط بل وصل إلى اقتناء مجموعة من كرات البولينج الأشهر والنادرة وهنا يرز اسم اللاعب الأمير محمد بن سلطان والذي يحتفظ بمجموعة من أندر كور البولينج في العالم. أجيال الإنجازات: شهد الاتحاد أربع فترات رئاسية ساهمت في وصوله لما هو عليه الآن حيث بدأ بالدكتور محمد البازي أول رئيس للاتحاد (1992-2002)، وتلاه إبراهيم الجريفاني (2002-2017)، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالحكيم بن مساعد (2014-2017) والذي تم انتخابه لعضوية نائب رئيس للاتحاد الآسيوي للبولينج في عام 2016، وحاليا بدر آل الشيخ (2017- وحتى الآن). وفي حديث مع آل الشيخ قال، « ولله الحمد نحن نعيش في آمن وسلام تحت ظل قيادتنا الرشيدة والتي تسعى لتقديم الأفضل لأبناء وبنات وطنها دائماً وبإذن الله سنتخطى هذه الجائحة قريبا.» وأضاف «شهد البولينج في السعودية الكثير من التطورات وعلى مختلف الأصعدة آخرها كان تشكيل البطولات الداخلية ودخول السيدات للاتحاد وممارستهم للعبة.» كما وتحدث عن فتح باب الفيزا السياحية وقال: «نحن متفائلون جداً لأن هذه تعد خطوة إيجابية حيث سنتمكن من استضافة العديد من اللاعبين المحترفين وتوفير فرصة لتبادل الخبرات مع اللاعبين المحليين. الإنجازات في عهد الإدارة الحالية: تمكن الاتحاد السعودي من تحقيق المركز الثالث في بطولة العالم للشباب، وتحقيق المركز الأول في بطولة هونج كونغ الدولية المفتوحة، كما حقق المنتخب الذهبية والبرونزية في البطولة العربية. وفيما يخص عدد البطولات المحلية زاد إقبال المشاركين الرجال وارتفع من 80 الى 160 في 2019. أما بالنسبة للسيدات فقد بدأت البطولات في عام 2018 وارتفعت من ثلاث إلى ست بطولات ووصلت عضوية المشاركات من صفر الى 500 يأتون من مختلف مدن المملكة للمشاركة والمنافسة في أقل من سنتين. كما وحرص الاتحاد على أن يكون له دور في المسؤولية المجتمعية وشارك في العديد من الأنشطة المجتمعية مثل اليوم الوطني، مهرجان خميس مشيط الصيفي، حضر افتتاح أول صالة بولينج جامعية للسيدات في جامعة الملك سعود، وحملة سرطان الثدي والتي تزامنت مع بطولات السيدات. ولإن فئة ذوي الهمم تظل دائماً لها مكانة حرص الاتحاد على دعم لاعبين ولاعبين فئة الصم الذين أبدوا اهتمام كبير وحب للعبة وكان آخر انجاز لهم تحقيق اللاعب محمد عريف الميدالية البرونزية في بطولة العالم للصم في تايوان تحت اشراف المدرب الوطني ماجد عصلاني. وفيما يخص الصالات الرياضية ارتفع عدد الصلات ليتعدى 30 صالة في المملكة. ولكن نظراً لكونها تجارية تمكن الاتحاد من التعاقد مع بعض الصالات التي تنطبق عليها معايير الصالات وتوفر بيئة مناسبة للاعبين واللاعبات وأصبحت هذه الصالات شركاء في نجاح اللعبة وانشطتها مثل المركز العالمي للبولينج في الرياض، صالة القصيبي للبولينج في الخبر، وبولينج سيتي في جدة. دخول المرأة في الاتحاد السعودي للبولينج: مرة أخرى يعد الاتحاد من أوائل الاتحادات التي انتخبت سيدة في مجلس الإدارة عندما رشحت الدكتورة رزان بكر للإشراف على ملف مشاركة السيدات. وبدأ تكوين الفريق عندما اجتمع 13 لاعبة في مركز القصيبي في الخبر لمزاولة اللعبة وبعد ما ظهر التزامهم وعطائهم قام الاتحاد بعد ذلك بالإشراف عليهم وتكوين فرق أخرى في الرياضوجدة ليصل العدد الى 29 لاعبة يمثلون المنتخب. ومع مرور الوقت برز عدد من اللاعبات المتميزات والتي تم اختيارهم للمشاركة في البطولات الخارجية مثل البطولة العربية في مصر، بطولة العالم للسيدات في لاس فيقاس، البطولة الخليجية السادسة في الكويت وأخيراً بطولة العالم الفردية في أندونيسيا والتي مثلت المملكة فيها مشاعل العبد الواحد. وعبرت اللاعبة مشاعل عن سعادتها كونها من أوائل من انضموا للاتحاد وتمكنها من المشاركة خارجياً وتمنت المزيد من النجاح للاتحاد واللاعبين واللاعبات. وقالت، «بسبب الجائحة نتمرن في المنزل قليلاً لكن لا شيء يضاهي متعة التمرين في الصالة والمنافسة. لقد وصلنا للكثير، ولكن مازال هناك المزيد لننجزه ونحن قادرون على ذلك بإذن الله.» التدريب: وكما هو متعارف المدرب له دور عظيم في مرحلة تدريب وتوجيه اللاعبين، والإشراف عليهم وقد توفق الاتحاد السعودي عندما اختار المدرب البريطاني ماريو جوزيف، والذي عمل لأكثر من سبع سنوات مع اللاعبين وفي آخر عام له مع اللاعبات في كأس العالم للسيدات 2019. تحدث جوزيف عن تجربته وقال: «لقد تشرفت بالعمل مع الاتحاد السعودي للبولينج وسعيداً جداً بإنجازاته ولعل أفضلها بالنسبة لي تحقيق الذهب في آسيا 2006. المنتخب فيه الكثير من النجوم وأنا أتمنى له كل التوفيق.» وقد تعاقد الاتحاد مع المدرب البحريني مسعود صابري للإشراف على اللاعبين هذا العام وتم التواصل بينهم عن طريق الاجتماعات الافتراضية لتحديد مستويات اللاعبين وتقديم أفضل البرامج لهم. ولن ننسى جهود المدربين الوطنيين وخصوصاً من سعى منهم لتطوير مهاراته حيث أصبح لدينا ثلاثة مدربين وطنيين مرخصين بشهادات عالمية للتدريب مثل ماجد عصلاني، ياسر أبو الريش، ومحمد النجراني.