«تغريدة» تكشف مكانة القضية الفلسطينية في وجدان السعوديين!

منذ نكبة 1947م والقضية الفلسطينية على رأس أولويات واهتمامات السعوديين، أولوية انعكست رسميا من خلال مواقف قادة المملكة على مر العصور، وهو ما ينال إجماعا لا يعوزه دليل، كما انعكست شعبيا عبر حملات الدعم والمساندة التي لا تكاد تتوقف، منذ ما يزيد على نصف قرن كامل، بذلوا طوال أيامه الغالي والنفيس في سبيل نصرة أولى قضايا العرب والمسلمين، وأكثرها اتصالا بعواطفهم ووجدانهم.
ومن بين مظاهر تلك المكانة الشعبية التي حظي بها مسرى خير البرية لدى السعوديين، كشف أستاذ اللغة العربية السابق بإحدى مدارس محافظة بلقرن جنوب المملكة عن نماذج لكتابات عينة من طلابه عام 1403ه، يعبرون فيها عن رؤاهم وأحلامهم واستشرافهم للمتغيرات خلال الثلاث عشرة سنة القادمة - أي انتهاءً بسنة 1416ه - وهذا ما حدث فعلا، إلا أن الأستاذ عبدالرحمن أبورياح فضل الاحتفاظ بتلك الكتابات بين وثائقه، وقام بنشرها أمس الثلاثاء عبر حسابه في «تويتر»، بعد أن اكتسبت قيمة تاريخية واجتماعية، تنعكس عبرها هموم وأمنيات طلاب تلك الحقبة.
تنوعت مطامح الطلاب وأمانيهم بين تحقيق نجاحات مهنية ومعاينة إنجازات تنموية في شتى مدن المملكة وقراها، إلا أن تحرير الأقصى كان الجامع بينها جميعا، بعد أن اختتمت أغلب الكتابات استشرافها العشري بتمني زوال الاحتلال وتحرير كامل الأراضي الفلسطينية.
ولم تخل كتابات الطلاب من مفارقات مثيرة خصوصا على الصعيد التنموي حيث تشير تعابيرهم إلى تواضع خدمات البنية التحتية في تلك الفترة، وعدم توافر خدمات الكهرباء والهاتف وقلة المستشفيات، في قراهم المحيطة بمحافظة بلقرن، ورغم كل ذلك لم تغب عن هموم أطفال لم يتجاوزوا مراحلهم الدراسية الأولى القضية الفلسطينية وبدت تشغل حيزا كبيرا من اهتماماتهم.
نالت تغريدة الأستاذ عبدالرحمن تفاعلا لافتا أثنى خلاله المغردون على روح الأستاذ الوثابة وعقله المتطلع وحرصه على التجويد، وبث رسائل التحفيز كما يصفه الزميل محمد المختار الفال، بالإضافة إلى الدكتور سعد الغامدي الذي امتدح صنيع الأستاذ أبورياح معتبرا الحث على تحديد الغاية وتحفيز الهمة من أخص رسائل المعلم التي ينبغي الحرص عليها، فيما استذكر آخرون بداياتهم الدراسية وأحلامهم الطفولية، مؤكدين مكانة القضية الفلسطينية في وجدان الجميع منذ نعومة الأظفار.