أمير تبوك يستقبل المواطنين في اللقاء الأسبوعي    نائب رئيس مجلس الشورى يلتقي النائب الأول لرئيس البرلمان اليوناني    المجمع الفقهي الإسلامي يصدر بيانا بحكم التحول الجنسي واستخدام الذكاء الاصطناعي    إتاحة خدمة الاستعلام عن السجل التجاري عبر "توكلنا"    السعودية للكهرباء" تشارك في مؤتمر "الطاقة العالمي" بنسخته ال 26 بهولندا    مارتينيز سعيد بالتتويج بلقب الدوري الإيطالي في قمة ميلانو    الصندوق السعودي للتنمية يوقّع اتفاقية تنموية لدعم المؤسسات المتوسطة والصغيرة بسلطنة عمان    نيابة عن خادم الحرمين .. أمير منطقة الرياض يحضر حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية    ارتفاع أسعار النفط إلى 87.39 دولارًا للبرميل    طرح تذاكر مباراة الاتحاد والشباب في "روشن"    العين الإماراتي يختتم تحضيراته لمواجهة الهلال    قيادات أمن الحج تستعرض الخطط الأمنية    وزير الدفاع يبحث مع نظيره البريطاني التعاون الدفاعي    ريادة "كاوست" تحمي التنوع بالبيئة البحرية    ارتفاع في درجات الحرارة على منطقتي مكة والمدينة وفرصة لهطول أمطار بالجنوب    الإعلام والنمطية    «مسام»: نزع 857 لغماً في اليمن خلال أسبوع    منح السعوديين تأشيرة «شنغن» ل 5 سنوات    «السيادي السعودي».. ينشئ أكبر شركة أبراج اتصالات في المنطقة    «أرامكو» تبحث الاستحواذ على 10 % في «هنجلي» الصينية    3 آلاف مفقود تحت الأنقاض في قطاع غزة    تعزيز التعاون الخليجي الأوروبي    الرباط الصليبي ينهي موسم "زكريا موسى" مع أبها    في إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا.. الهلال في مهمة صعبة لكسر تفوق العين    تقدير أممي لجهود مركز الملك سلمان في اليمن    «تيك توك» ينافس إنستجرام بتطبيق جديد    الشورى يوافق على مشروعي السجل والأسماء التجارية    الأزهار البنفسجية تكّون لوحة جمالية.. «شارع الفن».. مناظر خلابة ووجهة مفضلة للزوار    تجربة ثرية    غربال الإعلام يصطفي الإعلاميين الحقيقيين    الأمانة العلمية    «أضغاث أحلام» في جامعة الطائف    دور السعودية في مساندة الدول العربية ونصرة الدين الإسلامي    علماء الأمة    النسيان النفسي    اختلاف زمرة الدم بين الزوجين    عيسي سند    جمعية عطاء تدشن برنامجي قناديل وعناية    العين بين أهله.. فماذا دهاكم؟    ماذا يحدث في أندية المدينة؟    سلسلة من الزلازل تهز تايوان    حاجز الردع النفسي    قصور الرياض واستثمارها اقتصادياً    أمير حائل يفتتح أكبر قصور العالم التاريخية والأثرية    أمير حائل لمدير قطاع الحرف: أين تراث ومنتوجات حائل؟    شعوب الخليج.. مشتركات وتعايش    أمانة المدينة تطلق الحركة المرورية في طريق سلطانة مع تقاطعي الأمير عبدالمجيد وخالد بن الوليد    أمير الحدود الشمالية يطلع على برامج التجمع الصحي    مساجد المملكة تذكر بنعمة الأمن واجتماع الكلمة    نائب أمير جازان يدشن حملة «الدين يسر»    الرياض تستضيف معرضاً دولياً لمستلزمات الإعاقة والتأهيل.. مايو المقبل    محافظ طبرجل يطلع على الخدمات البلدية    أكثر من ثمانية آلاف ساعة تطوعية في هلال مكة    «البيئة» تُطلق مسابقة أجمل الصور والفيديوهات لبيئة المملكة    الزائر السري    أمير الرياض يرعى حفل تخريج دفعة من طلبة الدراسات العليا في جامعة الفيصل    وزير «الإسلامية» للوكلاء والمديرين: كثفوا جولات الرقابة وتابعوا الاحتياجات    انطلاق منتدى «حِمى» بمشاركة محلية ودولية.. ريادة سعودية في حماية البيئة لمستقبل العالم والأجيال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لو حكّمنا الانتخابات في مجلس الشورى لما فزنا بهذه الكفاءات
الدكتور عبدالرحمن السدحان نائب أمين عام مجلس الوزراء:
نشر في اليوم يوم 28 - 11 - 2002

معالي الأستاذ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السدحان نائب الأمين العام لمجلس الوزراء الموقر. وضع على عاتقه مسؤولية خدمة الوطن.. مثقف.. مستنير استطاع البزوغ من رحم المعاناة البائسة.. وهو أحد الذين ولدوا وترعرعوا في مرحلة كان فيها إنسان أرضنا، يتجرع كؤوس المرارة والحرمان بشتى صورها - لكنه بزغ فأطل على ضفاف الحياة متحديا الواقع المرير الذي عاشه في طفولته ومراهقته التي تخطاها.. رافضا الاستسلام والهزيمة.. وواضعا همه في فكره وأنامله في عيون المنكرين لقدرته كطفل على تغيير تردي الحال، فنراه على مسرح الحياة يمتطي صهوة جواد النجاح.. ليحصل على الكفاءة والثانوية بتقدير ممتاز ومن بعدها تجاوز الغربة وحاجز اللغة بالعمل نادلاً في مطاعم الجامعة أثناء دراسته بجامعة جنوب كاليفورنيا التي حصل منها على البكالوريوس والماجستير في الإدارة في عامي 1968م - و1970 م مع مرتبة الشرف، كما أعطى في مجالات الكتابة والفكر والثقافة، وأعطى الكثير للوطن وأبنائه عندما كان أمينا عاما لمجلس الخدمة المدنية في عام 1397م حتى عام 1416ه، وعندما كان مستشارا إداريا بديوان رئاسة مجلس الوزراء، وخلال فترة عمله في معهد الإدارة العامة. فكأن قوة مضاعفة كانت تسانده وتدفعه نحو الامام منذ ان كان طفلاً وحتى وصل إلى منصب نائب الأمين العام لمجلس الوزراء منذ عام 1416ه وحتى تاريخه ونظرا لتعدد اهتمامات وإنجازات صاحب المعالي السدحان.. حاولنا استفزازه والغوص في أعماق شخصيته..والتعرف على ملامحها عن كثب، وعشنا لحظات جميلة كنا فيها معه أشبه بالمحلل النفسي الذي كشف عن معاناة رجل صنعته قسوة الأيام وبؤسها، وكان كريما معنا رغم مشاغله ومتعاونا إلى حد كبير لذا لم أجد بدا من استفزازه وإخراجه من صومعة المسؤوليات إلى صومعة الفكر ليجيب عن أسئلتنا الذكية التي طالب بها عند محادثتنا الأولى معه.. إلى مسرح حياة رجل جاهد الكسل بالجد والعلم وريشة القلم ومن ثم العمل.
حب
@ ماذا يعني الحب بين الرجل والمرأة؟ وماذا يعني أن يُحب السدحان من القراء.. من عامة الناس وعليتهم.. ومن المرأة؟
* الحب المتوج بعفة الغرض ونقاء الغاية فضيلة لا ينكرها إلاّ عابث أو مستهتر بالحرمات. وأتمنّى صادقاً أن تكون الكلمة الصادقة صراط محبة جسر ثقة دائمة بيني وبين جميع قرائي، عبر كل المستويات.
عتاب
@ إذا أراد الكاتب السدحان أن يعتب فلمن يوجه عتبه على قسوة الأيام وإنسان الماضي.. أم على إنسان اليوم وتكنولوجيا الحاضر؟
* أنا جزء لا يتجزأ من هذا العصر، ماضيه وحاضره، وما بقي لي من أنفاس مستقبله. فإن اعتب على شيء، فإنما اعتب على نفسي، ولن (أسقطه) على الزمن.. ولا على الآخر. وما عايشته من سراء وضراء على رصيف الأيام.. هو قدري الذي كتبه الله لي، واحمده قبل كل شيء وبعد كل شيء أن أبقاني حياً كي اشهد من المنافع والنعم ما لم أحلم به في الصغر، وصدق الله القائل (إن مع العسر يسرا).
هّم أم إبداع
@ الكتابة حياة.. وهّم وإبداع.. وللكتابة معنى وطقوس فماذا تعني الكتابة بالنسبة لك؟ وهل ثمة فارغ بين الإبداع.. وامتهان الكتابة؟
* الكتابة هي كل ما ذكر أعلاه.. وهذا ما تعنيه لي الآن.. وكل آن. والإبداع صفة ملازمة ل (مهنة) الكتابة، يتباين العطاء فيه بين كاتب وآخر، أما الكتابة التي لا تعترف بالإبداع أولا يعترف هو بها، فهي نقش في الرمال، أو حرث في البحر!
محرقة
@ يقولون إن الكتابة اليومية محرقة للإبداع.. واستنزاف لوقود الفكر.. واستهلاك للعاب القلم.. ولكن متى يحترق الإبداع لديك؟
* الكتابة اليومية تحرق أنامل صاحبها إذا كان لا يجيد (فن) التعامل مع(جمر) الإلهام عما يكتب، وهي (مقبرة للإبداع).. إذا تنكرت له وغدت عادة تخضع ل (مقصلة ) الرتابة، وسطوة الزمن.
همس
@ لمن تهمس روح الكاتب فيكم؟؟
* تهمس لي بالرغبة في استمرار التنفس عبر القلم واللسان، بما ينفع ولا يضر، فالوطن بآماله وأحلامه وشئونه وشجونه مداد هذا القلم، وهو الملهم والمحرض لحروفه.
إساءة
@ ماذا تقولون للمواطن الذي يسىء استخدام منجزات وطنه التنموية؟
* كل من أساء بقصد استخدامَ مرافق لخدمة في بلادنا، مواطناً كان أو مقيماً، فهو (أميّ) الإحساس، متخلف الحسّ، ولعل التعليم السوي يردم هذه الفجوة في ضمير كل مخالف ومتخلّف !
قيادة
@ مرور 21 عاماً على تولي قائد الوطن دفة القيادة.. ماذا تعني لكم كمسؤول في مجلس الوزراء؟ وماذا تعني لهذا البلد الآمن؟ وماذا تعني للوطن وللمواطن؟
* تعني لنا الكثير الكثير، مواطنين ومسؤولين ووطناً، فمن خلالها، أجزنا الكثير مما كان بالأمس حلماً في أكثر من مجال، وقفزت بلادنا في ظل إدارة الفهد أيده الله إلى المقاعد الأولى، عربياً ودولياً.
إدارة ملك
@ بصفتك إداريا متخصصا في علم الإدارة وممارسا لها ماذا تعني الإدارة في مشوار الفهد؟ وكيف تطورت بعد مرور 21عاما على حكمه؟
* اكتست الإدارة السعودية في عهد الفهد المفدى قدراً من الجرأة والطموح، بلغت من خلالها بلادنا مكاناً ومكانة في مصاف الأمم. وكان حفظه الله ولم يزل، ومعه عضده الأيمن سمو سيدي ولي العهد وسمو نائبه حفظهم الله جميعاً، يتابع ويستشير ويوجّه بحثاً عن الأسلوب الافضل خدمة للبلاد والعباد.
إرادة
@ الإرادة والصلابة.. ما دورها في بناء وصقل شخصيتك وإدارة حياتك؟
* لن يكون حرفي أبلغ من نص سؤالكِ رداً وهو ليس في حاجة إلى المزيد من الكلام!
كفاح
@ يقولون أن المعاناة تصنع الرجال وتعدهم ليكونوا من الصفوة.. فهل خلقت من رحم المعاناة كاتبا ورجلا يحتل منصبا في الدولة؟ كيف كان ذلك أخبرنا واخبر القراء عن قصة كفاحك لتحقيق المكاسب الكبيرة في حياتك علنا نخرج بعبرة نلتمس منها المخرج من حياة فارغة من التميز والإبداع؟
* أشكر لصاحبة السؤال ظنّها السخيّ بي.. وبتجربتي الحياتية، التي وإن (عظمت) في نظر البعض، إلا أنها تبقى(متواضعة) قياساً بمنء هو أثءرى مني تجربة وأجمل إنجازاً! نعم.. أنا مدين، بعد الله، للألم الذي رافقني منذ الفطام.. قبل أن (اكتشف) نفسي وما تريد في مراحل متفرقة من حياتي، ويتحول (الألم) من رمادٍ تذروه الرياح، إلى تحدٍ مؤطّر بالايمان بالله.. ثم بالثقة في مواجهة المستقبل.
تخصص
@ ماذا تعني الإدارة في حياة عبد الرحمن السدحان؟ وما دوافعك لدراستها والتخصص فيها؟
* تقترن الإدارة بمعناها الواسع، بحسن تدبير الأمور، في المكتب والمنزل.. وحتى في الشارع، وهي في أدق معانيها، منظومة من المواقف والأقوال والأفعال والنظم والإجراءات والآليات والأخلاقيات تتعلق ب (إنجاز) أمر من الأمور، والمتأمّل لسلوك الإنسان، يدرك أن (الإدارة) قاسم مشترك في معظم أدوار حياته، حتى مع نفسه، هذا ما تعنيه الإدارة لي، وهذا ما علمتني إياه الإدارة عبر مشواري الطويل معها. واليوم.. لا أدري أن كنت اخترت الإدارة تخصصاً أم هي اختارتني، تخصيصاً، أم أننا التقينا على رصيف الصدفة. لكنها على أي حال،قدر جميل!
حلم
@ ما الذي يحلم به ويتمناه السدحان في خريف عمره؟
* قلت أكثر من مرة أن عمر الإنسان في قلبه.. لا في رصيد الأيام والليالي التي تفصل بين مولده ومماته. لذا اشعر ب(ربيع دائم ) يعمر قلبي والحمد لله. أما ما أحلم به في (ربيع عمري).. فهو أن ازداد حلماً وحكمةً وقدرةً على التعامل الأفضل مع معطيات الحياة، وأسأل الله المزيد من صلاح النفس، ونقاء النية، وحسن المعاد.
أشياء
@ لو عاد بك الزمان إلى الوراء إلى عهد الطفولة التي لم تنعم بها وإلى عهد المراهقة التي تخطيتها وإلى تلك الحياة البائسة التي عشتها بكافة تفاصيلها فماذا تحب أن يكون لك فيها وفي عالمك؟
* يرهبني ويرعبني سؤال يبدأ بكلمة (لو)، إذ مهما قلت، فلن اشبع فضول السائل، ولن أرضي طموح نفسي بحثاً عن الجواب السديد. وعلى أي حال، لن أوهم نفسي ولا السائلة الكريمة بالقول انه لم (يعد في الإمكان أبدع مما كان).. فحبل الأمل طويل بقدر الايمان المقترن به، وأطمع في الفضل دائماً، قولاً وعملاً، حتى آخر قطرة!
نزيف
@ لماذا حتى الآن مازلت تعاني مرارة تلك الحياة التي عشتها وقسوتها رغم كل ما حققت من مكاسب وأحلام وطموحات؟ هل العيش في نزيف الألم زادكم للاستمرار في رحلة العمر، ورحلة الإبداع بالنسبة لكم؟
* احمد الله قبل كل شيء وبعد كل شيء، أن مشواري في الحياة بدأ بالألم، وتغذى منه، وعانى في سبيله، وقد أنءبَتَ هذا الموقف في نفسي غرسة التحدي، لا الاستسلام، طمعاً في أن يكون غدي خيراً من أمسي، والمرء السويّ لابد أن يتذكّر ماضيه، بسرائه وضرائه، يستلهم منه العبرة، ويتزود بالعزم! هكذا بدأت وكذلك نشأت، ومن ذلك تعلمت، ولذا أظل أتذكر ألم الأمس بشيء من العرفان، فلولاه، بعد عون الله وتوفيقه، ثم دعاء الوالدين طيب الله ثراهما ما عرفت للألم ضداً: راحة في البال وسعة في الرزق، وإنجازا في الأداء. وقد تعلمت منذ الصغر أن الألم لا يُعرف إلاّ بضده، ولا يحلو هذا الضُّد إلاّ بعده!
أنامل ذهبية
@ منذ اكثر من 40 عاما, وأناملك الذهبية بالقلم.. فهل مازال مداده كما بدأ؟
* المداد لم ولن ينضب بإذن الله مادام في الأنامل عرق ينبض بالرغبة في التعبير بالقول الحلال. الفرق بين الأمس واليوم هو أن هذا القلم، بات بفضل الله أكثر ثقة، و أثرى رؤية، وأقوى رغبة في الاستمرار!
نظرة
@ تلقيت تعليمك في أمريكا فهل مازالت نظرتك لها هي ذاتها؟ وما رأيك في الروح العدائية الدائرة الآن ضد السعوديين، والعرب المسلمين؟ وهل توافق عليها؟
* كنت وما برحت أحمل للإنسان الأمريكي التقدير والاحترام، فقد عشت على أرضه اجمل سنين عمري، وقطفت من حقوله المعارف والمواقف والخبرات التي شكّلت مني مشروع (إنسان سوي).. يحب أرضَه الأم، ويحلم بخدمتها العمرَ كله! وجاء الحادي عشر من سبتمبر، وجاء معه طوفان من الكلام المكتوب والمسموع، ونشأ في نفسي بادئ الأمر موقف من (الغيظ) إزاء من حاولوا تشويه سمعة بلادي بوصمة الإرهاب.لكنني في الوقت نفسه لم أفقد ثقتي في أننا جميعاً، سعوديون وأمريكيون، سنتجاوز حاجز (سوء الفهم) الذي نصبته أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكادت تؤثر سلباً على ما تم إنجازه بين البلدين والشعبين عبر ستة عقود من الزمن.. والآن.. وبعد مرور اكثر من عام على نكبة سبتمبر، أقول وبكل ثقة أن الشمس ستشرق من جديد لتذيب ما علق بالنفوس من جليد سوء الفهم بين البلدين والشعبين.
رشاوى و محسوبيات
@ لماذا في رأيك تفشت ظاهرة الرشاوى والمحسوبيات في مجتمعنا الإسلامي؟ وكيف نعالجها؟
* الرشوة إحدى نتائج الفساد الإداري في أي مجتمع وفي أيّ مكان، وليس في العالم الإسلامي أو العربي فحسب. لكن تتباين وقائعها نسباً وأرقاما من مجتمع إلى آخر، وكذلك وسائل مكافحتها، وهي تنشأ أحياناً (بتحريض) من له ولاية على مصلحة من مصالح الناس، في غياب الرقيب، و أحيانا، بمبادرة من المستفيد نفسه من المصلحة تخطياً للحواجز، أو اختصاراً للإجراءات، أو طمعاً في حق، وكلما تعددت الإجراءات وضعفت معها الضمائر وغابت هيبة الإدارة وسطوة الرقيب كان ذلك بمثابة (مستنقع) تتوالد فيه طفيليات الرشوة القاتلة، والعلاج لذلك هو (تجفيف) مستنقعات الفساد الإداري بكل مظاهره وأشكاله، و(أنسنة) الأنظمة والتعليمات والإجراءات كي تكون عوناً للمواطن لا عبئاً عليه، هنا، لن يفكر أحد في بدائل أخرى، مثل الرشوة ونحوها، لاختراق أسوار الإدارة وصولاً إلى مصالحه.
تهمة شقراء
@ يتهمك أهل منطقتك (شقراء) بأنك لم تصلهم منذ زمن، وانك ابن غير بار بهم، وأن المنصب جعلك تترفع عليهم فلا تزورهم، وأنك مقصر في مد يد العون لهم؟
* اعترف بقدر من التقصير مع أهلي و أحبتي في شقراء، رغم أنني ما عرفت مدينتهم الجميلة إلا سائحاً بعد بلوغي العقد الثالث من عمري. وأحاول جاهداً بذل الجهد خدمةَ لهم، أفردا وجماعات، ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، أما أن يكون (المنصب) سبباً في قصوري ترفعاً عنهم أو زهداً فيهم، فقول جائر لا رحمة فيه ولا حق!
صحافة النصفين
@ هل أنتم مع تقسيم الصحافة إلى نسائية ورجالية؟
* أقول ب (تذكير) الصحافة أو (تأنيثها) هراء، مثل قولهم عن أدب النساء وأدب الرجال، أو أدب الشباب وأدب الشيوخ. الصحافة فعل إبداعي، يشترك في تشكيله وصياغته الرجل والمرأة على قدم وساق، وإذا كانت هناك اهتمامات معينة تعني النسَاء أكثر من الرجال مثل (موضة) الأزياء وملحقاتها، فليس ذلك مسوغاً للادعاء بأن للنسَاء صحافة، بل ان هناك من الرجال من يشارك المرأة هذا الاهتمام، ألم تري أن أشهر مصممي الأزياء النسائية في العالم رجال لا نساء؟!
نقد
@ يقال أنك انتقلت بزاويتك من (اليمامة) المجلة إلى (الجزيرة) الصحيفة لأنك كنت تعالج فيها قضايا ليست على درجة عالية من الأهمية. كما أنها تفتقر إلى النقد الموضوعي، والتحليل والمعالجة الموضوعية، وتقتصر على المطالب الخدماتية.. ألا تعتقدون أن مهمة المثقف والمفكر لا تقتصر بالدرجة الأولى على المطالب الخدماتية؟
* أشم في هذا السؤال (الملغوم) رائحة اتهام غير عادل لهذا القلم. وحسبي أن أحيلكم ومن أوحى لكم بالسؤال إلى (رصيدي) في (اليمامة) وفي (الجزيرة) وفي سواهما، لتعلموا علم اليقين أن هذا القلم لم يكن معنياً في كلتا المطبوعتين بالهاجس (الخدماتي) فقط، بل تناول قضايا متعددة الأنفاس، وأنا بهذا لا أزكى نفسي ولا قلمي، ولا التمس الحمد بما لم أفعل، و أنا كغيري من الكتاب الكرام، اجتهد فأصيب أو أخطئ في تعاملي مع قضايا الوطن، وفق ما أويت من نصيب متواضع، علماً وخبرة وتعبيراً!
مجلس الوزراء
@ يعمل معاليكم في مجلس الوزراء فما طبيعة عملكم فيه..وكيف وصلتم إلى هذا المنصب الهام في الدولة..وما تطلعاتكم للمستقبل من خلاله؟
* أعمل نائباً لمعالي الأمين العام لمجلس الوزراء، الأديب الفاضل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله السالم. وأمارس بتوجيه ودعم من معاليه، من الصلاحيات والمسئوليات ما يمكنني من خدمة المجلس الموقر، وقد شرفت بالثقة السامية لشغل هذا المنصب في غرة جمادى الأولى عام 1416ه. أما تطلعاتي نحو المستقبل فهي مشحونة بالأمل والرجاء، الأمل أن تتمكن الأمانة العامة لمجلس الوزراء من استكمال جهود التحديث الإداري والفني لقنواتها كي تكون أكثر فاعلية، وأثرى إنجازاً.أما الرجاء فهو أن يهبني الله العمر والقدرة على تحقيق المزيد خدمة لبلادي.
أصدقاء المنصب
@ من أصدقاؤك؟ ألم يتهموك يوما بالتغير والتقصير بسبب المنصب؟
* الذي يغيره المنصب سلباً في تعامله مع الآخرين لا معدن له ولا خلق، و أنا أحرص ما وسعني الحرص ألا أكون كذلك. ويبقى رضاء الآخرين عني غاية أتمنى أن أدرك بعضها أو جلّها.
مطاعم
@ عملت في أمريكا بأحد المطاعم عندما كنت طالبا فما أسباب ذلك؟
* عملت (نادلاً) لفترة فصل دراسي كامل في النادي الأكاديمي للجامعة التي كنت أتابع دراستي الجامعية والعليا بها، وكنت التقي يومياً ولمدة ساعتين خلال فترة الغذاء بشرائح من النخبة الأكاديمية، كان من بينهم بعض أساتذتي، وكنت سعيداً جداً بذلك العمل، لا لسبب مادي، فقد كانت مكافأة البعثة السعودية كافية، ولكن لتكثيف معرفتي باللغة الإنجليزية، واكتساب خبرات العمل الجماعي، ثم ترويض النفس على بيئة العمل: أمرا ونهياً وآداباً!
خطط
@ خطط التنمية هل أدت أغراضها.. أم أنها مجرد خطط بعيدة عن الواقع الفعلي لما يحتاجه المواطن؟
* حققت خطط التنمية كثيراً من التوقعات، لكن أداءها ونجاحها يعتمد على متغيرات عديدة، أهمها دقة التصور، تكءلفةً ومضموناً، يضاف إلى ذلك مهارة التعرف على الأولويات وبرمجتها، وأخيراً، وهو الأهم مدى توفر (الرافد المادي) لبلوغ الغايات. وبدونه، تبقى الخطط جسداً بلا روح!
مسلسلات
@ ما أجمل المسلسلات التي تتابعها معاليكم خلال رمضان؟
* ليس لي من الوقت ما يتيح لي متابعة المسلسلات في رمضان وسواه. لكن حين يكون هناك مسلسل آسر بموضوعه وتنفيذه و إخراجه، التمس (هدنة) مع الوقت كي أتابعه!
مجلس منتخب
@ ما رأيكم في مجلس الشورى بانظمته الحالية، ومجالس المناطق المنتخبة؟
* لست من (مستهلكي) شعارات وبدع الفكر السياسي التي لا تصمد لامتحان الحق والحقيقة. وفيما يتعلق بمجلس الشورى في المملكة، أقول وبكل نزاهة أن مسألة اختيار عضويته قد حسمتها التجربة الحية، فجاءت ممثلة لخير ما يمكن أن تجود به هذه البلاد من أبنائها، علماً وتأهيلاً وخبرة وولاء للوطن كله، وليس لفئة ما على حساب فئة أخرى، ولو حكّمنا (صندوق الاقتراع) في اختيار العضوية في ظل ظروف ومعطيات نعرفها جميعاً لما فزنا بمثل هذه النخبة التي منها مجلس الشورى منذ إعادة تشكيله حتى الآن!
* بلا صدى
@ يقال ان كتابكم الذي أصدرته قبل 4 اشهر والذي هو عبارة عن مقالات مختارة لم يجد إقبالا من قبل المتلقي ما ردك على ذلك؟
* اسألوا الناشر. وحسبي فرحاً أن الكتاب لقي احتفاء وأصداء لم أكن أحلم بها.
مع معالي الدكتور فؤاد الفارسي وزير الاعلام
الثالث من اليسار مع الفلكلور العسيري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.