الشتاء يؤثث للدراما والموسيقى معطفاً للحب وغيمةً للحنين

يحل الشتاء ليفتح شهية الدراما والموسيقى والكتابة أيضاً على طقس يتقاطع مع مزاج المناخ الماطر الذي يحول كل شيء إلى عذوبة يصعب تفكيكها، فتكون الفنون مستيقظة، تربط حالة المزاج العام لفصل الشتاء بقصص الحب التي لا تستيقظ إلا في هذا الطقس الأبيض المشع بمزيد من التحولات، والانقلابات التي تنعكس على المرحلة التي يعيشها أبطال الأغنية الرومنسية، وكذلك تفعل الدراما على اختلاف أوطانها، والتي تترك الحب حائراً في فوضى التقلبات الشتوية، في حين يلتف ريش الطيور عليها لتحمي قلبها الصغير من غزو البرد.
بتلك العذوبة، وبالكثير من الرقة تصور العديد من الأغاني والمسلسلات موسم الشتاء على أنه أفضل المواعيد التي تتعلق بعواطف العشق، فيما تلتقط صورة المخرج أجمل وأشهى تلك الصور الخلابة التي تلامس الثلج منها، فيما لا ينس أن يترك المعاطف السوداء الطويلة تهمس للأرصفة المبتلة بأجمل المعاني الإنسانية التي يعيشها المرء في حالة شتاء، ولطالما لمسنا ذلك لدى السيدة الأولى فيروز التي ارتبطت ذاكرتنا الشتوية بها حينما غنت لنا «حبيتك بالصيف. حبيتك بالشتاء» وكذلك رجعت الشتوية»» ثم فعلت الفنانة إليسا ذات الشيء حينما أيقظت ذاكرتنا الشتوية بأغنيتها الناعمة «كنا في أواخر الشتا» وكذلك الفنان كاظم الساهر الذي أدخلنا مدنه الماطرة حينما ربط حالة الفقد للمحبوب في فصل الشتاء بأغنيته «حبيبتي والمطر» فيما نقلت لنا الفنانة ماجدة الرومي تلك الأجواء الحالمة في أغنيتها المدهشة «الجريدة» و»كن صديقي» . وعلى الرغم من تسيد الأغاني في ربط عاطفة الحب بالشتاء إلا أن الدراما عززت العواصف التي يمكن أن تخلق التحولات في عالم العشق بعدة مسلسلات وجدت في الشتاء السماء الحالمة لتلك المشاعر، كما عشنا ذلك التحول والبرد في المسلسل الكوري «winter sonata» - أغاني شتاء، والذي صور في صقيع ممتد من الثلج الأبيض، وترك أغانيه التي تحكي عن ارتباط فصل الشتاء بالحب في ذاكرتنا الحية وكذلك مسلسل «نزار قباني» الذي ربط موسم الشتاء بقصائد الحب التي كتبها والتي لطالما امتعتنا بمشاهد المطر الراقص لزهرة الشام، ثم الدراما التركية «الأوراق المتساقطة» التي نقلتنا بكل تفاصيل الأحداث التي تشبه عواصف الشتاء الماطرة في حكايات العائلة التي سقطت أوراقها تلو الآخر. إن العلاقة الطردية بين الشتاء وبين عاطفة الحب ليست من نسج خيال الكتاب والشعراء، فحينما يحضر الشتاء تتشكل العاطفة الإنسانية التي تحول الشوارع والمدن والبيوت والمقاهي إلى لوحة فنية مرسومة بنقاط المطر، ولذلك يرتبط الشتاء دوماً لفرط حساسيته بحساسية الحب التي تشبه إلى حد كبير تلك التقلبات المناخية من البرد، إلى المطر، إلى الغيم، حتى الشمس، وكل ذلك يحدث دفعة واحدة كإنسان عاصف المشاعر، خفيف الروح.
ماجدة الرومي في أغنية ربطت العاطفة بالمطر
المسلسل الكوري أغاني الشتاء