على رغم ان السبت المقبل، يشهد عودة الموظفين الحكوميين إلى أعمالهم، والطلاب إلى مدارسهم، بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى، إلا ان سعوديين آخرين قرروا تمديد الإجازة أسبوعاً، لقضاء نهاية العام خارج أرض الوطن، في عواصم عربية وغربية، اشتهرت بحفلاتها المميزة في نهاية كل عام ميلادي وبداية عام جديد. وشهدت مكاتب السفر والسياحة إقبالاً لافتاً خلال الأيام الماضية، للحجز أو الاطلاع على البرامج والرحلات الأسبوعية التي تنظمها تلك المكاتب، فيما فضل آخرون الحجز من طريق الإنترنت. وإذا كان غالبية السعوديين يحرصون على ان تكون إجازاتهم السنوية في فصل الصيف حيث الحرارة والرطوبة المرتفعتين، فإن سعد المريخي يحرص على ان تتزامن إجازته مع نهاية العام، على رغم تدني درجات الحرارة في العواصم التي اعتاد على قضاء إجازته فيها خلال شهري كانون الأول ديسمبر والثاني يناير. فهو يرى في قضاء ليلة رأس السنة في تلك العواصم"قمة المتعة"، ويقول:"تسحرني الأجواء الماطرة، وحبات الثلج التي تغطي الشوارع وتكسو البيوت بثوب ناصع البياض". وعادة ما يقصد المريخي عاصمة النور باريس، التي زارها لأول مرة في شتاء عام 2000، ومنذ ذلك الحين داوم على قضاء رأس السنة فيها، ويبرر حرصه على ذلك بالقول:"أشعر بسعادة غامرة هناك وبخاصة في الشتاء، ففي الصيف تزدحم المدن الأوروبية بالسياح من كل مكان، مع ما يرافق حضورهم من صخب وإزعاج واكتظاظ، بخلاف الحال في الشتاء". ويقضي فايز العبد الكريم وبعض رفاقه إجازتهم الشتوية في بيروت، وتحديداً بين غابات الأرز، ويقول:"قلائل من رفاقي حجزوا إلى بيروت، التي اعتدنا الوجود فيها، بيد ان التسخين السياسي دفعهم إلى إلغاء الفكرة، وبخاصة ان يوم 29 من كانون الأول ديسمبر الجاري، سيشهد ربما ترشيح رئيس جديد للدولة، بعد تأجيل تسع جلسات سابقة كادت تعصف بكرسي الرئاسة، وعلى رغم كل ذلك لم أبال بما يجري، وحزمت حقائبي إلى مطار بيروت الدولي". وللابتعاد عن دائرة القلق والأحداث الملتهبة في بيروت، استبعد سلمان نمر وعدد من رفاقه قضاء إجازتهم الشتوية في لبنان، على رغم ارتباطهم لسنوات عدة، بحفلات الفنانين ونجوم الطرب والغناء الذين استنجد بهم بعض الشركات المنظمة ومتعهدو الحفلات لإحياء حفلات رأس السنة. ويقول:"نحن مترددون في الذهاب إلى لبنان، وقد نحسم التردد ونذهب". وغير بعيد عن لبنان، تحط الرحال بعبد العزيز فاروق في مطار لارنكا، إذ اعتاد على قضاء ليلة رأس السنة في المسرح اليوناني"افروديت"، ويقول:"ليل قبرص البارد يروق لي". ويتوقف عن الحديث ليتسلم دفة الحديث صديقه، الذي رافقه العام الماضي، قائلاً:"سنعود مرة أخرى إلى الجزيرة الآمنة، التي تمنحنا صفاء الذهن، وعذوبة الروح". وعلى الضفة المقابلة، يفضل إبراهيم وغالب الصديقان منذ نحو ربع قرن، ويعملان في القطاع ذاته، قضاء الإجازة في تركيا"مهد الحضارات، والجسر الثقافي الحضاري الذي يربط بين الشرق والغرب"، بحسب قول إبراهيم، أما غالب فيصف اسطنبول ب"المدينة المدهشة". ويفضل إبراهيم"الحفلات الغنائية، وقضاء ليل طويل تمتزج فيه الموسيقى اليونانية والتركية مع العربية". ويرى أن إجازة نهاية العام"أفضل من منتصفه"، فيما تستهوي غالب"المعالم التاريخية التي تروي حضارات الدول، خصوصاً في فصل الشتاء وأثناء نزول الثلج والمطر والمياه الساخنة التي تنبع من شلالات بحيرة الجندل، التي تحاكي خيال من يراها". وتعد القاهرةودبي من الوجهات التي يفضل كثير من السعوديين قضاء العيد فيهما، فشتاؤهما يكون"هادئاً، من دون أمطار أو ثلوج"، كما يرى عبد اللطيف مؤمن وأربعة من رفاقه، الذين يعتقدون أن دبي"أصبحت العاصمة الثانية بعد بيروت للفنانين وحفلات السهر في ليلة رأس السنة".