تعد صناعة إدارة المرافق في المملكة العربية السعودية واحدة من الصناعات الواعدة في الآونة الأخيرة، ويعزى ذلك إلى نمو قطاع البنية التحتية مدعوماً بالإنفاق الحكومي الكبير. ففي عام 2018 فقط، يقدر حجم سوق إدارة المرافق في المملكة العربية السعودية بحوالي 30 مليون دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى أكثر من 80 مليون دولار في عام 2030 محققاً معدل نمو سنوي مركب يقدر بأكثر من 15 %. ويرجع هذا النمو الكبير في سوق إدارة المرافق في المملكة العربية السعودية بسبب زيادة استخدام تطبيقات إدارة المرافق في كل من المنشآت التجارية، المنشآت السكنية، ومشروعات البنية التحتية، المنشآت الصناعية وزيادة عدد السكان المتوقعة 2030. ولكن مع الاهتمام الكبير بأهمية المحافظة على المنشآت في المملكة العربية السعودية من خلال المحافظة على عمرها الافتراضي ورفع الكفاءة التشغيلية لها، إلا أنه غالبًا ما يُنظر إلى دور إدارة المرافق على أنه يمثل مجالًا محدداً بعمليات الصيانة والتشغيل والتي تبدأ مباشرة عند استلام الجهة المالكة للمنشأة من مقاول التنفيذ بعد الانتهاء من تنفيذه، ولا يُنظر لدور إدارة المرافق ّ في تصميم وإدارة عمليات التشغيل خلال مرحلة التصميم. لذلك نجد أن كثيراً من العيوب التصميمية تنتج بسبب عدم تكامل عمليات الصيانة والتشغيل مع تصميم المنشأة ويمكن أن تلمس ذلك من خلال الكثير من المشروعات التي تلغي دور إدارة المرافق خلال المراحل الأولى لتصميم المنشأة. ومما فاقم هذه المشكلة أكثر أنه عادة لا يدرك المعماري مدى أبعاد قراراته التصميمية التي تم اتخاذها أثناء عملية التصميم ومدى تأثيرها على عمل إدارة المرافق إلا في أوقات متأخرة. لهذا لقد تم اعتبار هذا أحد أهم العوامل الرئيسية التي تساهم في العديد من المشكلات التي تواجه إدارة المرافق في المملكة العربية السعودية. حيث وجد الكثير من الباحثين أن العديد من المشكلات التي تواجهها المنشآت أثناء مرحلة الإشغال هي نتيجة عدم مراعاة تكامل الصيانة والتشغيل مع التصميم المعماري. ومن بين تلك المشاكل، عيوب تكامل الأنظمة الهندسية، والتدهور المبكر لبعض أجزاء المنشأة لعدم كفاية أو صعوبة الوصول لإصلاح أو استبدال أو تنظيف أجزاء المنشأة. ويمكن أن تنعكس هذه القصور في التصاميم التي لا تأخذ سياسات الصيانة والتشغيل بعين الاعتبار من المراحل الأولى من تصميم المنشأة على تكاليف الصيانة. وذلك لأن العيوب التي تنشأ في المنشأة غالباً ما تظهر على شكل متسلسل ومتتابع بشكل تعيق الأداء، وتزياد أعباء أعمال الصيانة والتشغيل التي تساهم بشكل طردي في زيادة التكلفة التشغيلية. لذلك، يمكن أن يؤدي تصميم المنشآت أفضل أداء، وذلك من خلال التكامل مع الصيانة والتشغيل التي بدورها ستساهم بسهولة الصيانة وتخفيض التكاليف المرتفعة. فقد أيد كثير من الباحثين بأن دمج صيانة المباني في التصميم المعماري سيقود إلى سهولة في الصيانة من خلال تخفيف العيوب وبالتالي المساهمة في تقليل تكلفة صيانة المبنى والوقت. لذلك، ربط التصميم مع استراتيجيات وأهداف الصيانة للمنشآت سوف تساعد على إزالة كل هذه الضبابية بين المصمم ومدير المرافق وستساهم في تقليل الأخطاء الناتجة عن عدم معرفة أهمية ربط التصميم مع استراتيجيات وأهداف الصيانة للمنشآت. بل بالعكس، ستساهم في رفع كفاءة التصميم وإدارة المرافق في وقت واحد من خلال تطوير علاقة قابلة للتطبيق بين التصميم والصيانة للسماح لهذه المنشآت بالاستمتاع بدورة حياة أطول بشكل صحي وفعّال.