نعم اكتئاب الصيف (Summer Depression) هو حالة مرضيّة موسميّة تمر ببعض الناس أثناء فترة الصيف خاصة في المناطق الحارة. وهذا الاكتئاب يقابله في المناطق الباردة «اكتئاب الشتاء» الذي تزيد من احتمالات التعرض له الليالي الباردة الكئيبة والطويلة والشعور بالوحدة نتيجة الانعزال غالباً في المنازل. لم أكن أعرف عن هذا النوع من الاكتئاب حتى التقيت زميلاً ناضجاً منحه الله كثيراً مما يتمناه الناس من مال وصحة وسلطة ولكنه بدا متبرماً ساخطاً. سألته هل هناك سبب محدد لهذه الحالة التي أراك عليها كثيراً خاصة في مواسم الصيف فلم يذكر لي سبباً واضحاً. وفيما بعد تيسر لي نقاش عميق مع طبيب متخصص وجاء ذكر حالة صاحبنا فبين أن هذه ربما تكون أعراض «اكتئاب الصيف». وبالبحث والسؤال وجدت أن هناك من يعاني من هذه الحالة دون أن يدرك بل وربما انعكست على قراراته وخياراته بشكل سلبي. وتبدو فكرة اكتئاب وأحزان الصيف رائجة في الغرب وهناك أغنية عاطفيّة شهيرة باسم Summertime Sadness غنتها الأميركيّة Lana Del Rey تجاوز عدد مشاهديها على قنوات يوتيوب 500 مليون مشاهدة تقريباً ومما روّج للأغنيّة عوانها اللافت للنظر. وبحسب المراجع وخبرات من تعاملوا مع هذه الحالة توجد هناك أشياء تزيد من احتمال التعرض لما يُعرف باسم «اكتئاب الصيف» ومنها: كثرة التبرّم من الناس والضيق من تصرفاتهم وعدم القدرة على إدارة الغضب. الفشل في إدارة الوقت للتغلّب على الفراغ واستثماره والأهم النجاح في تنظيم ساعات النوم. عدم ابتكار نشاطات منزليّة أو في مواقع مظللة لاتقاء الشمس الحارة. عدم التخطيط المالي المسبق للتعامل مع احتماليّة زيادة المصروفات بشكل ضاغط. الانشغال بالمقارنات مع الآخرين الذين تسمح إمكاناتهم (أو يدّعون ذلك) بقضاء إجازاتهم في مناطق أقل ضغوطاً. التعرض المتكرر للحرارة الشديدة وما يصاحب ذلك من مضايقات في الطرق والأسواق المفتوحة ونحو ذلك. بقي أن أضيف إلى ذلك ما يعيشه العالم العربي في شتائه وصيفه من صراعات وخلافات هي مادة الأخبار على مدار الساعة. ومما سبق يتبيّن أن بعض مسببات هذا النوع من الاكتئاب تكاد تكون هي أولى سبل العلاج إذا تنبهنا لها وقلّلنا منها. * قال ومضى: كل الملام إذا وجب الكلام على من يقول إنّ الصمت حكمة.