فريق «الأمراض العقلية» يدل الأستراليين على كرة القدم

أستراليا المنتخب الثاني في المجموعة الثالثة لنهائيات كأس العالم 2018، ويعود أصل تسمية أستراليا، اقتباساً من المجهول، إذ كانت هذه القارة أو الأرض مجهولة للرومان في عصر قديم، وابتدأ استعمال هذا الاسم في اللغة الإنجليزية منذ عام 1625م، وهم يدللون باستعمال هذا الاسم على أن الأرض المكتشفة في هذا العالم بقيت مجهولة أعواما طويلة.
وتحظى أستراليا بلعبة خاصة يطلق عليها اسم كرة القدم الأسترالية، وهي مختلفة عن الكرة التي يعرفها العالم، ومستوحاة من اللعبة الشهيرة "الركبي"، ولكنها لا تخضع لأنظمة وقوانين الركبي، وتم إنشاء قواعد وأنظمة خاصة بها، اختير لها اسم قواعد فيكتوريا، وتلعب مبارياتها في ملاعب بيضاوية الشكل، وعلى الرغم من أن تسميتها كرة القدم الأسترالية هو الشائع، إلا أنه غير مرحب به لدى كثير من سكان ولايتي نيوساوث ويلز وكوينزلاند. ويتشكل دوري هذه اللعبة من 18 فريقا.
ولا تبدو كرة القدم المعروفة لدينا أو في العالم أجمع محببة لدى الأستراليين، فلم يكن كثير منهم يمنحها أي أهمية، وإنما كان الاهتمام ينصب بشكل كامل في اتجاه كرة القدم الأسترالية، التي سبق الإشارة لها في الأعلى، وتبدو بدايات تاريخ وصول الساحرة المستديرة إلى أستراليا غير واضحة المعالم، ذلك أن لعبة كرة القدم سجلت حضوراً قوياً ومتميزاً داخل الأراضي الأسترالية، وعلى الرغم من ذلك استطاعت أن تنافس شعبية اللعبة الأسترالية، وكانت البدايات عام 1875 بفضل وجود عدد من المهاجرين البريطانيين فوق الأراضي الأسترالية.
المباراة الأولى بلا اتحاد رياضي
لعبت أول مباراة كرة قدم في أستراليا عام 1878م بين عدد من موظفي مصحة بارك للأمراض العقلية في مدينة واكول، وبين فريق نجوم كرة القدم الأسترالي، واحتكمت إلى قواعد الاتحاد البريطاني في أن الكرة لا ينبغي التعامل معها ولا حملها، وفي عام 1879م لعبت أول مباراة رسمية بين فريقين أستراليين، وهما نادي الكريكت، وخصمه نيو تاون الأسترالي، وكانت هذه المباراة هي الولادة الرسمية لكرة القدم في الملاعب الأسترالية.
وتأسس الاتحاد الأسترالي لكرة القدم على مراحل متعددة، ولم تكتمل عملية البناء النهائية إلا عام 2006 تقريباً، فكانت البداية عام 1911، وتشكلت لجنة إدارية لمتابعة شؤون هذه اللعبة الوافدة إلى البلاد الأسترالية، وظلت تدار بواسطة هذه اللجنة حتى عام 1921 موعد تأسيس الاتحاد الأسترالي لكرة القدم، واتخذ من مدينة سيدني مقراً له، وحاول الالتحاق بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1960م، لكن طلبه قوبل بالرفض، وفي عام 1963 انضم تحت مظلة الاتحادات الأعضاء لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وفي عام 1974م عاود الاتحاد الأسترالي طلب الانضمام إلى الاتحاد الآسيوي، لكن طلبه قوبل بالرفض مجدداً، ليتخذ الأستراليون قرارهم بتأسيس الاتحاد "الأوقيانوسي" بالتحالف مع الاتحاد النيوزلندي، وفي عام 2006 وافق الاتحاد الآسيوي على انضمام أستراليا كإحدى الدول الأعضاء فيه، لتنتهي مسيرتها في الاتحاد الأوقيانوسي.
أول مسابقة كروية
أعلن الاتحاد الأسترالي لكرة القدم عام 1962م ولادة أول مسابقة كروية فوق ملاعب أستراليا بإنشاء مسابقة كأس أستراليا، التي لعبت بنظام خروج المغلوب بين عدد من أندية أكبر الولايات، ورصد الاتحاد خمسة آلاف جنيه استرليني لبطل الكأس، ويعتبر عالياً في تلك الفترة، وكانت الكأس التي تم تصميمها بمقبضين وبشكل فضي، قد حققها نادي سيدني الذي سجل لنفسه أولوية اللقب الأول في تاريخ كرة القدم فوق ملاعب أستراليا، وبعد أعوام من اللعب العشوائي بالنسبة للدوري، قرر اتحاد الكرة أن يعيد تشكيله مجدداً عام 2006 ويطلق عليه مسمى "دوري المحترفين"، ليبدأ مع هذه الحقبة مرحلة جديدة ومتقدمة على الصعيد الاحترافي.
النادي الأقدم تأسيساً
يعتبر نادي نيو ساوث ويلز الذي تأسس عام 1883م، هو أقدم الأندية الأسترالية تأسيساً، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى الولاية التي تأسس فيها، ومن الأندية التي تأسست بريزيان رور في ولاية كوينزلاند عام 1957، ولأن النهضة الرياضية في أستراليا جاءت متأخرة فإن عددا كبيرا من الأندية لم يتم تأسيسها إلا في الأعوام الأخيرة، ويعتبر وستون سيدني الذي تأسس عام 2012 أشهرها، إذ احتاج عامين فقط بعد تأسيسه ليجد نفسه بطلاً لكأس دوري أبطال آسيا عام 2014، وكذلك نادي سيدني إف سي فلم يتأسس إلا عام 2008، وملبورن سيتي عام 2009، ونادي أديلايد يونايتد عام 2008.
البداية في نيوزلندا
عام 1922، أعلن الاتحاد الأسترالي تأسيس منتخب وطني، يجتمع تحت ألوانه أفضل اللاعبين لتمثيل بلادهم خارجياً، وتم تشكيله من أفضل لاعبي الدوري آنذاك، واتجهت البعثة إلى نيوزلندا في الظهور الأول لها، واقتصرت هذه الجولة على ثلاث مباريات لعبت جميعها أمام نيوزلندا وانتهت اثنتان منها بالخسارة، واكتفت أستراليا بفوز وحيد فقط، وكان منتخب أستراليا يلعب بمعزل عن المباريات الدولية، حيث استقلاله في قارة أوقيانوسيا بعيداً عن الأنظار، ولا تمتلك هذه القارة أي مقاعد مؤهلة بشكل مباشر إلى كأس العالم، لذلك كانت أستراليا غائبة عن الوجود المستمر في كؤوس العالم، ويعتبر لاعب الوسط تيم كاهيل واحدا من أشهر نجوم المنتخب الأسترالي والأكثر تمثيلاً له، وارتدى قميص المنتخب في ثلاث كؤوس عالمية.
"الكنغر" وكؤوس العالم
كان مونديال كأس العالم عام 1974 هو المونديال الأول الذي يسجل منتخب أستراليا حضوره فيه، وفوق ملاعب ألمانيا الغربية خسرت أستراليا مباراتها الأولى أمام ألمانيا الشرقية 2-صفر، ثم خسرت أمام المنتخب المستضيف ألمانيا الغربية بالنتيجة ذاتها، لتأتي مباراته الثالثة أمام تشيلي التي انتهت بالتعادل صفر-صفر لإعلان مغادرته المونديال الأول للمنتخب الأسترالي، وفي عام 2005 كان على منتخب أستراليا أن يلاقي الأوروجواي حتى يعود إلى النهائيات المونديالية في مباراتين فاصلتين ذهاباً وإياباً، ليتحدد أيهما سيذهب إلى كأس العالم في ألمانيا صيف 2006، واستطاع منتخب أستراليا الذي خسر ذهاباً فوق ملاعب الأوروجواي 1-صفر، أن يستعيد عافيته في لقاء الإياب ويتأهل إلى كأس العالم، بعد أن احتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي أنصفت المنتخب الأسترالي، وفي مونديال ألمانيا 2006 استطاع عبور دور المجموعات، وتوقفت مسيرته في دور ثمن النهائي أمام إيطاليا التي تفوقت بهدف فرانشيسكو توتي 1-صفر، وفي مونديال كأس العالم صيف 2010 قدمت أستراليا مستوى مخيباً للآمال بخروجها من دور المجموعات بعد أن خسرت مباراتها الأولى أمام ألمانيا 4-صفر، وتعادلت أمام غانا 1-1، وفي المباراة الأخيرة كان فوز أستراليا على صربيا 2-1 وغادرت البطولة، وفي كأس العالم 2014 تكرر سيناريو مشاركة أستراليا المخيب للآمال بالخروج من دور المجموعات بعد خسارتها أمام تشيلي 3-1، ومن ثم الخسارة أمام هولندا 3-2، وتلقت ثالث الخسائر أمام إسبانيا 3-صفر.
إلى بطولة آسيا
في عام 2005، أعلن الاتحاد الآسيوي أن منتخب أستراليا بات آسيوياً، وفي كأس آسيا عام 2007 ظهر للمرة الأولى، وعبر دور المجموعات، لكنه اصطدم بمنتخب اليابان في ربع النهائي، وبعد أن احتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح غادرت أستراليا البطولة، وفي كأس آسيا عام 2011 حضرت أستراليا للمرة الثانية، وتأهلت للمباراة النهائية، وكانت على مقربة من تحقيق اللقب الآسيوي الأول لها، إلا أن طموحها توقف أمام منتخب "الساموراي" للمرة الثانية، إذ فازت اليابان 1-صفر عليها في المباراة النهائية، وفي حضورها الثالث عام 2015 استطاعت أستراليا أن تحقق أول ألقابها الآسيوية أمام كوريا الجنوبية في المباراة النهائية 2-1 بعدما اتجهت المباراة إلى الأشواط الإضافية.
محاولة فاشلة
حاول الاتحاد الأسترالي لكرة القدم استضافة بلاده كأس العالم صيف 2022، قبل أن ينحاز أعضاء اللجنة التنفيذية لمصلحة ملف قطر، الذي أحيط بكثير من الشكوك والشبهات، وأبدى الاتحاد الأسترالي امتعاضه من قرار "الفيفا" في أن تكون قطر هي محل كأس العالم بدلاً منها، وقد بذلت حكومة أستراليا جهدها وأموالها في سبيل الظفر بالاستضافة، إلا أنها فشلت في نهاية الأمر بعدما أنفقت نحو 40 مليون دولار.
كاهيل نجم أستراليا الأبرز
Your browser does not support the video tag.