مضى شهران تقريبًا على انتهاء المهلة التي منحها الاتحاد السعودي لكرة القدم للأندية لرصد وتوثيق بطولاتها والرفع بها لأمانة اتحاد القدم لتدقيقها وتصديقها، ومضى شهر تقريبًا على الموعد الذي كان يفترض أن يعلن فيه اتحاد القدم نتائج التوثيق وفق الضوابط التي سبق أن أعلنها في نهاية سبتمبر الماضي، المهلة انتهت، وموعد الإعلان الرسمي فات، ولم نسمع عن هذا الموضوع شيئًا منذ أن أعلن المتحدث الرسمي لاتحاد القدم محمد الشيخ قبل شهر ونصف أنَّ الهلال والاتفاق هما الناديان الوحيدان اللذان تجاوبا مع دعوة الاتحاد. الجميع بات يعلم أنَّ هناك محاولات مستميتة من بعض الأندية لوأد هذا التوثيق نهائيًا بعد أن نجحوا في وقت سابق في خلق صوتٍ إعلامي معارض لنتائج اللجنة السابقة؛ ما دعا هيئة الرياضة لإلغاء نتائج اللجنة وإعادة الكرة لملعب اتحاد القدم الذي لم يستطع بعد إعادة الدراسة والبحث أن يخرج عن ذات الضوابط والمقاييس التي اعتمدت عليها لجنة تركي الخليوي، وها هي ذات الأندية تتخاذل وتتهرب من التوثيق والرفع ببطولاتها وفق هذه الضوابط العالمية التي أجمع عليها كل العقلاء والمنصفين والباحثين عن الحقيقة أيًا كان لونها، وأيًا كان المستفيد منها، وأيًا كان المتضرر. اليوم بات على اتحاد القدم أن يكون شجاعًا في المسارعة لإعلان نتائج التوثيق وفق الضوابط التي أعلنها، وألا يخشى في الحق لومة لائم، أو يتخوف من لطمة لاطم، أو يرضخ لمن قد يسخِّر آلته الإعلامية للتشكيك في مصداقية هذا المشروع الهام والضروري الذي تقتضيه مرحلة الخصخصة المقبلة التي تتطلب سقفًا عاليًا من الشفافية البعيدة عن العاطفة والميول وجبر الخواطر والخوف من زعلان هذا أو ذاك. تراجع اتحاد القدم عن إعلان نتائج التوثيق يعني أنه استسلم لتلك الأندية التي ترغب في استمرار حراج البطولات وفوضى الأرقام والعبث في دفاتر التاريخ وفي عقول المساكين؛ لذلك ليس أمام الاتحاد السعودي لكرة القدم اليوم إلا أن يسارع لإعلان نتائج التوثيق وفق ما توصلت إليه اللجنة الجديدة وما وصل إليها؛ مستأنسة بالنتائج التي توصلت لها اللجنة السابقة التي قدمت عملًا ضخمًا وجهدًا مضنيًا، وعلى من تجاهل اللجنتين ورفض التعامل معهما أن يتحمل عواقب تجاهله واستهتاره بقرارات وتنظيمات اتحاد القدم وهيئة الرياضة. إمَّا أن يفعل اتحاد القدم ذلك ويؤكد قوته وهيبته، وإمَّا أن يخرج رئيسه الدكتور عادل عزت ويعترف أن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال أضعف من سطوة بعض الأندية وإعلامها على الرغم من كل الدعم اللوجيستي الذي يحظى به من قبل هيئة الرياضة، ويعلن التراجع نهائيًا عن توثيق البطولات؛ درءًا للمفسدة، وجبرًا لخواطر من سيعريهم التوثيق ويبطل أكاذيبهم وينهي حراجهم.