أصدرت شركة بيك ميديا الأمريكية المتخصصة في مجال الإعلام، فيلماً وثائقياً من ستّة أجزاء يفضح زيف قطر في ادعائها بأنها تقف في الوقت الحالي إلى جانب الدول المكافحة للإرهاب، بعنوان "قطر: حلف خطير" ويحكي علاقة قطر بتمويل الإرهاب وإيواء المتطرّفين ونشر أفكارهم. تستعرض "الرياض" الجزء الرابع بعنوان "أوّل بين متساوين" وضع الخبراء في مسائل التطرف العلاقة بين إيرانوقطر في إطارها الصحيح الهادف إلى رسم طهران حدود نفوذها في المنطقة. هرولة نحو ايران قطر تسعى لتمكين إيران من احتلال الجزيرة العربية ويؤكّد الباحث في معهد الشرق الأوسط أليكس فاتانكا أنّ إيران وتركيا تساعدان قطر في مواجهة المقاطعة مستفيدتين من غياب الوحدة الذي يسيطر على مجلس التعاون الخليجي. في المقابل، يشدّد على أنّ القطريين لا يقولون للأتراك والإيرانيين ما عليهم فعله بل العكس. ويقول فاتانكا: أحد الأسباب التي دفعت الدول المقاطعة لقطر إلى اتّخاذ هذه الإجراءات هو قلقها من العلاقات القطريةالإيرانية، فبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الأزمة، ها هي الدوحة تعيد سفيرها إلى طهران. وهذا يعني أنّ قطر تقول لمقاطعيها إنّها تضاعف الرهان وإنّها ستتابع سياستها الخارجية بالطريقة التي تناسبها. ويرى أنّ الإيرانيين ينظرون إلى عزلة قطر ويحاولون معرفة ما إذا كان بإمكانهم تسجيل نقاط في الشرق الأوسط. وما يثير الالتباس بالنسبة إلى فاتانكا هو انخراط قطروإيران في حرب وكالة داخل سورية لأنهما تدعمان أطرافاً مختلفة في النزاع ومع ذلك، لا يذكر الإيرانيونقطر بأي سوء، فلا تهديدات إيرانية تجاه الدوحة كما تفعل طهران مع دول أخرى من مجلس التعاون الخليجي، وهذا ما يفسر أنّ شيئاً ما يحدث خلف الكواليس. ويرى أنّ قطر تستمرّ في اتّباع سياسة خارجية منفردة تشكل تهديداً لمصلحة سائر الدول الأعضاء في مجلس التعاون، خصوصاً أنّ الإمارات العربيّة المتحدة والمملكة العربية السعودية لا تثقان بالنوايا الإيرانية، كما تشعران أنّ قطر ستكون الحلقة الأضعف في هذا المجال الأمر الذي سيمكّن الإيرانيين من مدّ نفوذهم إلى شبه الجزيرة العربية. ويضيف فاتانكا أنّ إيران في علاقة تكتيكية قريبة من روسيا، فالأمر يتعلق أيضاً بالنوايا الروسية. فالروس لم يتمتعوا بوجود عسكري في منطقة الخليج، ولذلك يمكن أن يكون الوقت قد حان بالنسبة إلى موسكو كي تنتقل باتّجاه الجنوب. ويستبعد من الناحية المنطقية أنّ يصل القطريون إلى هذا الحد البعيد، لكنّ العواطف هي في مستويات عالية الآن، وما يشهده مجلس التعاون حالياً هو توتر عائلي، والتوترات العائليّة يمكن أن تصل إلى حدود بعيدة وهذا ما يجعل التوقعات المرتبطة بهكذا توتر صعباً جداً. ويتطرق فاتانكا إلى تشارك الدولتين لأكبر حقل غاز في العالم الذي يجبر قطر على التعاون مع الإيرانيين لاستغلال مليارات الدولارات من تلك الموارد، مشيراً إلى أنّ قطر غير راغبة أن تواجه من إيران ما واجهته الكويت من صدّام حسين، وهي تضطر إلى أن تعبر خيطاً رفيعاً في هذا المجال، لكنّه يشدّد على ما يقوله المقاطعون للدوحة من أنّها لا تعبر خيطاً رفيعاً في سلوكها بل هي تتصرّف وفقاً للمصالح الإيرانية. قطر والإرهاب ويصف نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيّات جوناثان سكانزر العلاقة بين قطروإيران بالقوية، فقطر طالبت الأمريكيين ببناء قاعدة عسكرية على أراضيها لأنها كانت قلقة من عدائية إيران، فيما تشير المعلومات إلى تعامل قطر مع وكلاء إيران في المنطقة مثل حزب الله والحوثيين وقوات صالح في اليمن الذين تسبّبوا بسقوط ضحايا بين القوّات السعوديّة والإماراتية، وهذا سيؤدّي إلى مزيد من التأزّم في المنطقة. علاقة مقلقة ويشير الباحث في معهد هيودسن لي سميث إلى أنّ هذه العلاقة تبعث على القلق وهي محطّ مراقبة للمدى الذي ستصل إليه. ويشير إلى ضرورة تذكر كيفية شراكة الدوحةوطهران حقل غاز ضخماً مما يستدعي قطر أن ترسم علاقة مع إيران بطريقة أو بأخرى، من جهته يؤكد السفير الباكستاني السابق في واشنطن حسين حقّاني أنّ قطر تصعّب مهمة عزل إيران، هذه المهمة التي تحب الدول العربية الأخرى أن يتم إنجازها. ولم يكن حقاني بعيداً عن هذا التحليل، إذ رأى أنّ محافظة قطر على هذه العلاقة ستعزز سياسة إيران المتطرفة وهذا يشكّل خطراً خصوصاً أنه يأتي في وقت تحاول بقية دول العالم أن تعزل طهران. تمويل طهران ويشير حقاني إلى محاولة المجتمع الدولي الضغط على إيران من خلال منعها من الوصول إلى العملات الصعبة، لكنّ قطر تساعد إيران في هذا المجال عبر تأمين كميات ضخمة من الأموال التي تحتاج طهران إليها، ثم تقوم السلطات الإيرانية باستخدامها في سورية لزعزعة استقرارها كما تستخدمها في لبنان لدعم ميليشيا تواجه الحكومة الشرعية، إضافة إلى تدمير مسار السلام في فلسطين. تحالف إيرانيقطري قوي لنشر الإرهاب وزعزعة أمن الدول