التحالفات دائما تبنى على المصالح المتبادلة وانجح التحالفات تكون مع طيف واسع من الدول الفاعلة ويقوي التحالفات ويعززها الاتفاقيات الاقتصادية والامنية والعسكرية والاستراتيجية والسياسية بين اطراف متنافسة لأن الاعتماد على حلفاء ذوي توجه واحد قد يؤدي الى الاحتكار والابتزاز خصوصا في عالم متغير ومتنافس على مصادر الثروة والمواقع الاستراتيجية. حيث تلعب المكاسب دورا رئيسا في استمرار التحالف والصداقة من عدمها خصوصا ان هناك لوبيات واصواتاً واجهزة مخابرات واعلام واموالاً وجهابذة تخطيط استراتيجي تقود المشهد من خلف الكواليس لصالح اطراف اخرى . ولا شك ان حكومة المملكة بقيادة ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين – حفظهما الله - يدركون ان تحالف المملكة مع كافة الاطراف الفاعلة في العالم هو السبيل الاوفر حظا لتحييد الاستهداف الذي يمارس ضد المنطقة العربية ومن هذه المنطلقات جاءت زيارات الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الى عدد كبير من الدول المتقدمة والصديقة شملت امريكا واليابان والصين وكوريا وعدداً من الدول العربية والاسلامية والاوروبية تم خلالها توقيع اتفاقيات اقتصادية واستثمارية وتعزيز التعاون في كافة المجالات. كما جاءت زيارة الملك سلمان - حفظه الله - التاريخية لروسيا الاتحادية كامتداد واكمال لذلك الحراك الميمون حيث تمخضت الزيارة عن توقيع اكثر من عشر اتفاقيات بين البلدين في عدة مجالات شملت اتفاقيات في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتعاون في مجال الفضاء والطاقة النووية واستيراد انظمة اسلحة متقدمة وتوطين صناعتها بالاضافة الى التعاون في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات وغيرها وهذا سوف يكون له فوائد سياسية وامنية ومادية وعلمية وفتح فرص عمل جديدة وقبل ذلك وبعده توثيق التعاون والصداقة مع دولة ذات اهمية استراتيجية كحليف هام للمملكة وربطها بمصالح مفيدة لكل من الدولتين والشعبين كما ان ذلك يخلق منافسة وسباقا دوليا للاستثمار في المملكة لأنها قبلة المسلمين وتتمتع بالامن والاستقرار والتوازن وذات موقع استراتيجي وتملك مصادر ثروة هائلة تتمثل في البترول والغاز وثروات معدنية واسمدة ليس هذا فحسب بل ان توثيق العلاقة مع روسيا يعني توثيق العلاقة مع الشعب الروسي خصوصا ان عدد المسلمين هناك يربو على (25) مليون نسمة ناهيك عن ان ذلك سوف يحيد التأثير الايراني وسحب البساط من تحت اقدام ملالي طهران وتحجيم دعمهم للارهاب في المملكة ودول الخليج والعراق وسوريا واليمن مما يعني ان نتائج تلك الزيارة سوف تساعد على عودة الامن والاستقرار الى كافة ارجاء المنطقة العربية. نعم النزاعات اليوم تدار بأدوات سياسية واعلامية وامنية ومخابراتية وعسكرية ومادية ومعنوية ودعم ذلك بتوثيق العلاقات وبناء التحالفات مع كافة الدول الفاعلة . ولا شك ان حراك المملكة اليوم يشمل كافة الفعاليات المتاحة والمبتكرة لحماية المقدسات والاستقلال والارض والشعب والمنجزات . سدد الله حراك قيادتنا الرشيدة على كافة المستويات لما فيه خيرالبلاد والعباد ورد كيد الاعداء في نحورهم . والله المستعان