منذ سنوات كان عندي خميرة مالية، وقد رأيت أنه لن يتم نفش هذه الخميرة وتكبيرها إلا من خلال سوق الأسهم، يوم كان سوقاً، وكان يجلس بجانبي من الصباح حتى إغلاق السوق رجل في العقد الثامن، لا يبدو عليه أي ملمح من ملامح غيلان السوق (زمان!)، ومن ضمنهم المحبر! قلت له وكلي إشفاق على خميرته المتواضعة، بعد أن عرفت أنه يشتري سهماً واحداً، قيمته بضعة آلاف في ذلك الوقت، وكان يدور السهم طوال اليوم، مرة بالربح، ومرات بالخسارة، قلت له:»ايش اتزين هنا الله يسلمك ؟» قال لي بإهمال،:» ايش أزين؟ شوفت عينك،» أطقطق» زيكم في الأسهم! «هذا الرجل بقي صامداً، حتى «طقه» السوق، مثلما «طقني»، وكان وقع الكارثة عنده عالياً، مثلما كان عند عمال السوق كلهم، أكلتنا السوق، من الضرس للضرس، ومازال هواة «الطقطقة» على حالهم، لم ينقصهم إلا أنا، وصاحب السهم، الذي كان ملتهباً فانطفأ! ما الذي جعلني أدخل مفردة «الطقطقة»؟ وهي مفردة محلية بامتياز، لم يتعرض لها الناس، لا بالخير ولا بالشر، ولم أعرف أنها بدأت تأخذ الاهتمام، الآن خلال أحد المشاركين معي في الواتساب أو الفيس بوك، فوجدت أنني بإزاء مفردة عبقرية، قابلة لعشرات الاستخدامات، وربما استطاع مختص في الحفريات اللغوية أن يجري عليها العديد من الدراسات، وقد تجد طريقها إلى مجمع اللغة العربية، فيعتمدها، مثلما اعتمد عديداً من المفردات المولدة أو العامية، ذات الجذر الفصيح، أو من المفردات الأجنبية أو الأعجمية، التي عربها استخدامنا لها، على مدى عشرات السنين، مثل «زولية، نجر، كليجة، استكانة، دريول، اسطى، باشا، هانم، ابله، دركسيون، جوال، هاتف، فاكس، هرن، بشت، سماور، كرتة، وغيرها!»وقد درجت العديد من الدول، على اعتماد ألفاظ معينة سنوياً، وإضافتها إلى لغتها، ولفظة «هبوب!» السعودية، ليست بعيدة عن الأذهان، بعد أن اعتمدتها النشرة الجوية في محطة «سي .إن .إن» قبل سنوات! وإتماماً للفائدة، وللنظر، في وضع «الطقطقة»، سوف أورد شيئاً مما قرأت على عهدة المرسل، لعل أحداً يدلي بدلوه في مفردة «الطقطقة»، وغيرها من المفردات العبقرية، التي تحتاج إلى صائغ ماهر، يسعى لتلميعها وتشكيلها، ولنأخذ :»طق الباب، راح السوق وطقلو ساعة جديدة، بالطقاق، طقت براسه، طقها نومة، أطقك، أطقطق قبل الغذاء، طقته الشمس، يطقطق بالتجارة، طق إصبع، نطقطق عليهم، الزواج كان فيه طق! «وكل كلمة من هذه الكلمات لها شروحات وتفسيرات، وأرجو أن لا يقول لنا أحد إنها مما يعرف بلغة «أكلوني البراغيث»، وليس برغوثاً واحداً!