أكد ثامر السبهان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي أن المملكة ستدعم الرئيس الذي يتفق عليه اللبنانيون، وقال إنه سيلتقي بمختلف القيادات السياسية في لبنان، بما في ذلك جميع قادة الأحزاب والسياسيين في لبنان، بغرض بحث سبل العمل المشترك لمستقبل العلاقات بين البلدين. وبسؤاله عن الرسالة السعودية في هذه الزيارة قال السبهان "نحن نسعى دائماً لبناء علاقات جيدة مع الدول العربية.. لبنان يعني لنا الكثير، والعلاقات التاريخية بين البلدين لا يمكن تجاوزها، ولا يمكن أن تؤثر عليها أي أجندات طارئة. نحن نعمل على استراتيجيات كاملة فيما يخص لبنان وجميع الدول العربية". وشدد السبهان على أن المملكة ترفض التدخل في السياسات الداخلية للدول، لذا فإن الرياض لن تتدخل في اختيار رئيس يتفق عليه اللبنانيون، مضيفاً: "نحن ندعم من يتفق عليه اللبنانيون"، بما هو في مصلحة لبنان العربي القوي المستقل، بعيداً عن التجاذبات في المنطقة. وأضاف "نحن نتعامل مع الدولة اللبنانية بجميع الفئات"، مشيراً إلى أن المملكة ستتعامل مع من يعمل مع مصلحة لبنان واللبنانيين، مؤكداً أن الرياض تعمل حالياً على إعادة الحيوية للعلاقات السعودية اللبنانية. وشكّلت زيارة السبهان إلى بيروت والتي استهلها بلقاء رئيس الحكومة تمام سلام ثم التقى الرئيسين السابقين أمين الجميل وميشال سليمان، وبدأ أمس لقاءات مع رؤساء الحكومة السابقين ومنهم العماد ميشال عون على أن يلتقي أيضا الرئيس نبيه بري عامل ارتياح وطمأنة للبنانيين بأن المملكة لم تتخلّ عن لبنان. في هذا الإطار ساد جوّ من الارتياح أيضا عند "كتلة المستقبل النيابية" وعلمت "الرياض" بأن عدد المعترضين على انتخاب العماد ميشال عون يوم الاثنين المقبل قد انخفض من 7 إلى 4 نواب، في حين سيلتقي رئيس "اللقاء" الديمقراطي وليد جنبلاط العماد ميشال عون تمهيدا لاتخاذ قرار كتلته الذي سيصبّ في صالح العماد ميشال عون. في هذا الإطار قالت أوساط خليجية واسعة الإطلاع ل"الرياض" بأن "المملكة لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني وهي تترك الخيار للبنانيين، وهي تبارك أي خطوة تصبّ في استقرار لبنان السياسي والأمني والاقتصادي". وعن قراءتها لترئيس العماد عون الذي يعتبر حليفا ل"حزب الله" قالت أوساط في "تيار المستقبل" "العماد عون رئيسا هو غيره العماد عون رئيسا ل"التيار الوطني الحرّ"، وبالتالي فإن خياراته ستكون وطنية وهو لن يفرّط بوجه لبنان العروبي وبعلاقاته الممتازة مع الدول العربية الشقيقة، وسيحافظ على اتفاق الطائف وسيكون داعما لتأليف الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، وحبّذا لو ينضم بقية الأفرقاء إلى هذا التحالف الجديد لأن ذلك يصب في مصلحة لبنان". وعمّا إذا كانت ستوضع عراقيل أمام تشكيل الحكومة الجديدة قال المصدر في "تيار المستقبل" "إن الثقة كبيرة بأن الرئيس سعد الحريري سيتمكن من تشكيل الحكومة العتيدة بالتعاون التام مع العهد الجديد بمكوناته كلّها". ولعلّ الكلام الذي صدر عن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بعد لقائه السبهان يشير إلى مدى الاطمئنان اللبناني حيث أكد أن المملكة يهمها استقرار لبنان وسيان لديها من سيكون رئيس البلاد. جاء ذلك في تصريحات ادلى بها ميقاتي صباح أمس عقب اجتماعه في بيروت مع موفد المملكة ثامر السبهان، حيث تناول البحث الاوضاع الراهنة في المنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة، بحسب الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية. وقال ميقاتي "وجدت لدى معاليه حرص المملكة ملكا وقيادة على الاستمرار في رعاية لبنان، كما كانت دائما ومواكبة التطورات الحاصلة، المملكة لم تكن يوما بعيدة عن لبنان واللبنانيين ففي أشدّ الظروف التي مرّ بها لبنان وأصعبها كانت المملكة خير أخ كبير للبنان". وردا على سؤال عما اذا كانت المملكة تدعم خيار الانتخاب الذي سيتم الاثنين قال "المملكة لا تتدخل في هذا الموضوع بل تتحدث عن الوضع بشكل عام، وسيان لديها من سيكون رئيسا للجمهورية، ويهمها المحافظة على وحدة اللبنانيين ويعود السلام والهدوء والاستقرار الى لبنان في المرحلة المقبلة". يذكر ان مجلس النواب اللبناني سوف يعقد جلسة يوم الاثنين المقبل لانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد شغور المنصب منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في مايو عام 2014 وأعلن رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري في العشرين من الشهر الجاري دعمه ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، لرئاسة الجمهورية. وإلى جانب عون، هناك مرشحان اخران هما؛ رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، وهو من فريق "8 آذار"، وهنري حلو المرشح من قبل النائب وليد جنبلاط وكتلته النيابية