كثيراً ما تحدث عن مصطلحي ال(in house) و ال"out sourcing" وأثرهما في التسويق الرياضي كمفهومَين مهمين تطبقهما أغلب المنظمات الرياضية في أوروبا سواءً الأندية أو الاتحادات أو حتى الروابط، وتطبيق هذين المفهومين يبنى على أهداف وسياسات كل منظمة إذ يطبق البعض استراتيجية "in house " كمانشستر يونايتد، ويعني هذا المفهوم إيجاد قسم او إدارة خاصة في هذه المنظمات تختص بالتسويق الرياضي وتقوم بالأعمال التسويقية كافة، والبعض الآخر يطبق استراتيجية "out sourcing" كبايرن ميونخ، وهذا المفهوم يعني التعاقد مع شركة متخصصة في التسويق الرياضي أو أكثر من شركة ويكون دورها القيام بجميع الأعمال والمهام التسويقية نيابة عن النادي. محلياً يكاد يكون المفهوم الأول غير موجود لانعدام الكيانات التجارية للأندية ولعدم تطبيق التخصيص الذي سُيحدث ثورة تسويقية وتنظيمية كبيرة في حال تم تطبيقة، أما المفهوم الثاني فعلى الرغم من حاجة الأندية السعودية إلى تطبيقه في هذا التوقيت لإنعدام المتفرغين والمختصين في الأندية الا أنه مطبق في حدود ضيقة جداً إذ لا يتجاوز مطبقيه أربعة اندية إضافة إلى رابطة دوري المحترفين واتحاد كرة القدم. وما يهمني في هذا المقال هو رابطة دورة المحترفين التي اعتمدت كثيراً في تسويقها على استراتيجية "out sourcing" وهي محقه في هذا التوجه في فترة من الفترات إذ كانت الرابطة تفتقد للمادة وللموظفين المؤهلين بل كانت أيضاً تفتقد للمقر الكافي وكانت مضطرة لشركات التسويق الرياضي المتخصصة وبالفعل استعانت بإحدى الشركات لتسويق منتجاتها، لكن الوضع في العامين الأخيرين اختلف كثيراً وأصبح لدى الرابطة ادارة خاصة بالتسويق فيها شباب مؤهل ومتخصص لديهم من الخبرة والممارسة ما يجعلهم يقومون بالمهام التسويقية للرابطة بعيداً عن شركات التسويق وعن الشركات الوسيطة التي يأخذ بعضها أكثر مما يعطي. وإذا كانت الرابطة تعاني من عدم المقدرة على جلب الرعاة وترى أنها مضطرة للشركات الوسيطة للقيام بهذه المهمة، فإن الحل الأنسب والأنجع من وجهة نظري هو أن تتولى إدارة التسويق في الرابطة جميع الأمور التسويقية كالبحوث والدراسات والتسعير وغيرها، مع إعطاء الشركات الوسيطة الفرصة في جلب رعاة للرابطة من دون أن يكون هناك حصرية لأيٍ منها إذ إن أي شركة تجلب راعياً لها نسبة محددة نظير هذا العمل ولا تتجاوز النسبة 5٪، عندها سنجد كثيراً من الشركات الوسيطة ووكالات الدعاية والإعلان تتجه للرابطة بأكثر من راعٍ لضمان إيراد أكبر وستغيب الحصرية ويحضر التعدد في الشركات المسوقة والشركات الراعية والمستفيد الأول والأخير هي الرابطة وأنديتها، وبهذه الخطوة ستكون الرابطة أيضاً بعيدة عن المخاطر التي ربما تسببها لها الحصرية والاعتمادية على شركة مسوقة واحدة تحكمت وما زالت تتحكم بالرابطة تسويقياً. ختاماً ما يحتويه هذا المقال هو مقترح قابل للصح والخطأ وقابل للنقاش ولكنه ليس مقترحاً عابراً بل بني على معرفة ومعلومات وخبرات اكتسبها الكاتب من وجوده في السوق الرياضي السعودي كممارس والسوق الأوروبي كشريك.