الهلال «المنقوص» يقصى الاتحاد ويحجز مقعداً في نهائي «أغلى الكؤوس»    سمو محافظ الخرج يكرم الجهات المشاركة في حفل الأهالي لزيارة سمو أمير المنطقة    سمو أمير منطقة الباحة يستقبل مدير شرطة المنطقة ويتسلم التقرير السنوي لعام 2023    الأمان في دار سلمان    المملكة ترشد 8 ملايين م3 من المياه    مشروع سياحي استثنائي ب"جبل خيرة"    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    الهلال يتفوق على الاتحاد ويتأهل لنهائي كأس الملك    الدراسة عن بُعد بالرياض والقصيم بسبب الأمطار    الوسط الثقافي والعلمي يُفجع برحيل د. عبدالله المعطاني    من أحلام «السنافر».. مانجا تعزز دورها في صناعة الألعاب    خبير قانون دولي ل«عكاظ»: أدلة قوية لإدانة نتنياهو أمام «الجنايات الدولية»    مدرب بلجيكا يؤكد غياب تيبو كورتوا عن يورو 2024    أمريكا تطلب وقف إمداد الأطراف المتحاربة في السودان بالأسلحة    نمر يثير الذعر بمطار هندي    تطوير العمل الإسعافي ب4 مناطق    فيصل بن فرحان ووزيرة خارجية المكسيك يناقشان آخر التطورات في قطاع غزة ومحيطها    موسم الرياض يطرح تذاكر نزال الملاكمة العالمي five-versus-five    مهتمون يشيدون ببرنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية في اليونيسكو    41 مليون عملية إلكترونية لخدمة مستفيدي الجوازات    محافظ الريث يستقبل مفوض الإفتاء الشيخ محمد شامي شيبة    عسيري: مناهضو اللقاحات لن يتوقفوا.. و«أسترازينيكا» غير مخيف    «جامعة نايف العربية» تفتتح ورشة العمل الإقليمية لبناء القدرات حول مكافحة تمويل الإرهاب.. في الرياض    أغلى 6 لاعبين في الكلاسيكو    دوريات «المجاهدين» بجدة تقبض على شخص لترويجه مادة الحشيش المخدر    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    ميتروفيتش ومالكوم يقودان تشكيلة الهلال ضد الاتحاد بنصف نهائي كأس الملك    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل الرئيس التنفيذي لجودة الحياه    مساعد وزير الدفاع يلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية والعالمية في إسبانيا    نائب أمير مكة يطلع على الاستعدادات المبكرة لحج 1445    وزير الصناعة والثروة المعدنية يرعى أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2024    اجتماع الرياض: إنهاء حرب غزة.. والتأكيد على حل الدولتين    مفوض الإفتاء بالمدينة: التعصب القبلي من أسباب اختلال الأمن    مجلس الوزراء يجدد حرص المملكة على نشر الأمن والسلم في الشرق الأوسط والعالم    3000 ساعة تطوعية بجمعية الصم وضعاف السمع    الحقيل يجتمع برئيس رابطة المقاولين الدولية الصينية    شؤون الأسرة ونبراس يوقعان مذكرة تفاهم    مدير هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة نجران يزور فرع الشؤون الإسلامية بالمنطقة    فهد بن سلطان يطلع على الاستراتيجية الوطنية للشباب    وزير الطاقة: لا للتضحية بأمن الطاقة لصالح المناخ    الصحة: تعافي معظم مصابي التسمم الغذائي    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34.535 شهيدًا    فيصل السابق يتخرج من جامعة الفيصل بدرجة البكالوريوس بمرتبة الشرف الثانية    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في منظمة سيجما الدولية    إطلاق هاتف Infinix GT 20 Pro الرائد    الفرص مهيأة للأمطار    الذهب يتراجع 4.6 % من قمته التاريخية    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    وهَم التفرُّد    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    لوحة فنية بصرية    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    بقايا بشرية ملفوفة بأوراق تغليف    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    «عقبال» المساجد !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفلونزا الطيور هل يعيدنا إلى سنة الرحمة؟
المطلوب تكاتف الجميع وسرعة الإبلاغ عن الحالات


المشاركون في الندوة
- د. مقبل بن عبدالله الحديثي الأمين العام المساعد للهيئة السعودية للتخصصات الطبية
- د. أحمد سالم باهمام استشاري الأمراض الصدرية بكلية الطب بجامعة الملك سعود
- د. محمد حمد زيد العقيلي مدير عام إدارة الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة
- د. خالد محمد مرغلاني المشرف العام على الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة
- د. ناصر بن صالح الحزيم مدير عام الأمراض الطفيلية المعدية والمشرف على إدارة مراكز المراقبة الصحية بوزارة الصحة
قام مسؤولون من أكثر من 100 دولة التقوا في منظمة الصحة العالمية بتخطيط ما يجب القيام به والفراغات التي يجب أن تملأ والاستعدادات تحسباً لوقوع وباء عالمي بين البشر اسمه «انفلونزا الطيور» ويعتبر احتواء فيروس (اتش. 5. إن. ا) المسبب للمرض الذي انتشر من آسيا إلى أوروبا ويهدد أفريقيا والشرق الأوسط هو أفضل الطرق لايقاف الفيروس من التحور إلى سلالة قادرة إلى الانتقال إلى البشر بسهولة.
فالمملكة رصدت 25 مليون ريال كما أشار ممثل وزارة الصحة في هذه الندوة وأمريكا رصدت مبالغ كبيرة كما أن أوروبا قامت بمثل ذلك، والعالم أجمع حشد الاحتياطات والاستعدادات هنا نطرح هذه القضية للتعريف أولاً بهذا المرض ثم تسليط الضوء على الاحتياطات التي قامت بها الدول ومن ثم ردود الفعل تجاه التضخيم الإعلامي المصاحب لهذا المرض واستعدادات المملكة ثم ماذا عن الجهات المعنية وزارة الصحة ووزارة الزراعة والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية والمختصين من الأطباء.
٭ «الرياض» في البدء نود أن نقول: ماذا تعني انفلونزا الطيور، وما أسبابها وأعراضها؟
- د. مقبل الحديثي: مرض الانفلونزا قديم جداً ويسببه عدد من الفيروسات، جميعها من فصيلة الانفلونزا، وهذا المرض معروف منذ قديم الزمان، وفي الغالب أن هذا المرض ليس بالمرض الخطير في فئات المجتمع التي ليس لديها أي مضاعفات كالأمراض الصدرية المزمنة أو الأمراض التي تؤدي إلى نقص المناعة أو خلافها، ومرض الانفلونزا مرض موسمي يقتصر انتشاره في فصل الشتاء بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية، وعادة يُصاب به الملايين من جميع أنحاء العالم، ولكن الوفيات من هذا المرض تعتبر قليلة وقد تنحصرغالباً في كبار السن ومن لديهم أمراض مزمنة، خاصة الأمراض الصدرية نتيجة المضاعفات مثل الالتهاب الرئوي.. لكن هذا لا يعني وجود حالات من مرض الانفلونزا وتفشيات وبائية من مرض الانفلونزا لها صدى عالمي كبير، وهذا ما نشاهده الآن من الاهتمام العلمي والسياسي والدولي في هذا المرض، نتيجة التاريخ الأسود لهذا المرض، في القرن الماضي، والآن أصبح تناقل خبر هذا المرض سهلاً وميسوراً بواسطة الاعلام، وهذا الفيروس يستطيع أن يغيّر مكوناته بصفة مستمرة وبالتالي لا يستطيع الإنسان اكتساب مناعة تقيه طوال العمر، فهذا الفيروس يختلف تماماً عن الفيروسات الاخرى مثل فيروس الحصبة والجدري وشلل الأطفال أو غيرها من الفيروسات التي يكتسب الإنسان مناعة بمجرد اصابته بها أو حصوله على تطعيم واق، ففيروس الانفلونزا يتغير بشكل مستمر ولذلك المناعة غير دائمة لهذا الفيروس بسبب هذا التغيّر، ومن خصائص هذا الفيروس انه مشترك مابين الإنسان وفئات اخرى، وخاصة فئات الطيور وبعض الحيوانات مثل الخنازير، وهناك فئات الفيروسات إن لم تكن آلاف الفيروسات من فيروسات الانفلونزا تصيب الطيور فقط ولا تصيب الإنسان، ومثلها تصيب فئات اخرى كالخنازير وعدد قليل منها يصيب الإنسان أو يكون مشتركاً، وحصل في القرن الماضي في العام 1918م أسوأ وباء عالمي لمرض الانفلونزا وعُرف في منطقة نجد ب (سنة الرحمة) وهذا معروف لأي كبار السن الذين عاشوا في تلك الفترة وذلك من كثرة الوفيات، ويقدر عدد الوفيات من هذا الوباء في العام 1918 - 1919م بحدود (40 - 50) مليون إنسان توفوا نتيجة الاصابة بهذا المرض وقد تصل بعض التقديرات إلى أكثر من ذلك (70 - 80) مليون إنسان. وقد أدى ذلك الوباء في تلك السنة إلى تعطل العالم بشكل كبير جداً، رغم قلة وسائل الاتصال والسفر في ذلك الوقت، انتشر المرض خلال أشهر قليلة في معظم دول العالم وادى إلى وفيات كبيرة جداً وكان الفيروس المسبب لتلك الفاشية هو الفيروس الذي يخشى منه الآن، وهذا هو سبب اهتمام العالم به وسبب احتياط منظمة الصحة العالمية ومتابعة العلماء لهذا الفيروس، لأن نوع الفيروس الذي أدى إلى تلك الفاشية والوباء هو نفسه المنتشر الآن بين الطيور في بعض دول شرق آسيا ووصل حديثاً إلى بعض دول اوروبا وأدى إلى وفاة عدد من الأشخاص في آسيا لم يتجاوزوا المئة شخص، وأود التفريق مابين انفلونزا الطيور كانفلونزا والانفلونزا بشكل عام، وانفلونزا الطيور كما أشرنا هي عدد من الفيروسات التي تسبب مرضاً في الطيور قد تؤدي إلى موتها ولكن معظمها لا ينتقل إلى الإنسان، ولكن مع استمرار وجود هذا الفيروس في منطقة ما قد يحوّر الفيروس ويتطور حتى يصبح مشتركاً بين الطيور وحيوانات اخرى أليفة كالخنازير ومنها قد يصيب الإنسان، وهذا هو الخطر الذي قد يخشى منه، ولكن الخطرمن كون الوباء عالمياً ويصيب الإنسان بشكل سريع وكبير هو عندما يبدأ الانتقال من إنسان إلى آخر وهذا ما نخشى منه في مثل هذه الحالات.
- د. ناصر الحزيم: اتفق مع الدكتور مقبل فيما ذكر، والعالم لغاية الآن مرتبط في ذهنه التفشيات التي حصلت في القرن الماضي وأودت بحياة الملايين من البشر، ولكن التفشيات التي حصلت في ذلك الوقت لها ما يبررها بسبب محدودية العلاج والتشخيص والاجراءات الوقائية وتدني الأوضاع الصحية والبيئية، وبصفة عامة تواضع امكانات المكافحة في ذلك الوقت أدى إلى سرعة انتشار الفيروس بين الناس ومقتل هذا العدد الكبير من الناس، والوضع الآن مختلف كثيراً جداً، فامكانات التشخيص والعلاج والتدخل السريع في حال حدوث أي تفشٍ أصبحت جيدة، فهذا يعزز امكانية سيطرة الدول والعالم على انتشار المرض في حال حصول انتشار للفيروس، فالتدخل السريع الآن موجود والامكانات موجودة، والتنسيق بين الأجهزة المختصة في المكافحة موجود وكذلك العلاج موجود، وهناك دراسات لتوفير اللقاح الواقي.
- د. أحمد باهمام: لماذا الآن أصبح الخطر قادماً من منطقة شرق آسيا؟ فمنطقة شرق آسيا تُعرف بأنها منطقة رطبة والناس هناك يتعايشون على ضفاف الأنهار والبحيرات ويربون الدواجن والحيوانات الأليفة في مناطق مفتوحة أو أماكن مفتوحة مما يعرضها للاحتكاك الشديد مع الطيور المهاجرة، فنجد مع هذه الطيور الداجنة يعيش الإنسان وكذلك مع الطيورالمهاجرة، وهذا قد يكون أحد الأسباب لوجود الخطر القادم من شرق آسيا وليس من جهات اخرى، وأيضاً نجد الامكانات المتاحة في شرق آسيا محدودة للقضاء على الفيروس في حال ظهوره، وفي الدول المتقدمة نسبياً عندما ظهر الفيروس تم القضاء عليه في العام 2003م خلال أيام في هولندا، لأن لديهم القدرة والامكانات للقضاء على الفيروس في فترة وجيزة، وأيضاً هناك دول متقدمة في شرق آسيا مثل ماليزيا واليابان
وكوريا ظهر عندهم الفيروس ولكن تم القضاء عليه، واعلنت منظمة الصحة العالمية أن هذه الدول خالية من الفيروس، لكن هناك دولاً اخرى في شرق آسيا من الصعب القضاء على الفيروس فيها وقد استوطن الفيروس بها، فالخوف الآن ليس من الفيروس انه يصيب الانسان ويسبب وباءً عاماً ولكن الخوف من ظهور فيروس جديد لاحد هذين السببين، اما انه يتطور تدريجياً ويصبح لديه القدرة على الالتصاق بالمستقبلات الموجودة على خلايا الانسان ويصيب العدوى بصورة سريعة كما يحصل في فيروسات الانسان المعروفة او ان يحدث تغير جيني كإحداث اصابة بفيروس الطيور وفيروس الانسان في شخص معين او في خنزير ويحدث هناك اندماج جيني بين الفيروسين في الخنزير او في الانسان وينتج عنه فيروس جديد يكون لديه القدرة ان ينتقل من انسان الى آخر بصورة سريعة ويكون فيروساً جديداً لم تتعرف عليه البشرية في تاريخها، وعندها تكون المناعة صفراً تجاه هذا الفيروس، وعند حدوث هذا الامر فالخطر وارد بحدوث وباء عام، لذلك المنظمات العالمية والدول وكل الجهات المعنية تهتم بالموضوع خوفاً من حدوث هذا الفيروس، وهو كقنبلة مؤقتة، وكأن المسؤولين عن العناية الصحية يسمعون دقات الساعة لهذه القنبلة ويتوقعون انفجارها في اي لحظة، ولذلك من باب الحرص يجب القضاء على الفيروس وهو في مهده وهو في الطيور الداجنة، فيجب التركيز على الطيور الداجنة في الوقت الحاضر والتبليغ عن اي اصابة بصورة سريعة ولهذا اود ان اطمئن القراء بأن الخطر من انتقال الفيروس من الطيور الى الانسان هو نادر جداً، فحدثت اول حالة في العام 1997م في هونغ كونغ عندما انتقل الفيروس من الطير الى الانسان لكن لم يثبت لغاية الآن علمياً وبشكل صريح ان الفيروس قد ينتقل من انسان الى آخر، لذلك الخوف الآن غير مبرر، فالخوف يجب ان يكون في الجهات المعنية بالصحة، والمطلوب في الافراد في الوقت الحاضر هو التبليغ عن المرض في حال وجوده خاصة اصحاب الدواجن، والتبليغ عن التغير الذي قد يطرأ على طيورهم، وفي المملكة قد تكون هناك بعض التربية الفردية للدواجن مفتوحة، لكن والحمد لله اغلب مزارع الدواجن هي مغلقة ولايوجد هناك احتكاك مباشر مع الطيور المهاجرة، لكن في الحالات الفردية قد يكون هناك احتكاك فأعراض المرض ولو تحدثنا عن الانفلونزا بشكل عام لوجدنا انها ثلاثة انواع تصيب الانسان سنوياً ويحدث فيها تغير جيني بسيط مما يجعل الاصابة متكررة، لكن المناعة موجودة لدى الانسان، لذلك تكون الاعراض خفيفة جداً وتكون شديدة في حالات نادرة جداً كما هي في كبار السن والاطفال، والاعراض معروفة لدى الجميع منها الحرارة وسيلان الانف واحتقان الحلق واحتقان الانف ويصاحب ذلك سعال وآلام في الحلق والعضلات والمفاصل، فهذه هي اعراض الانفلونزا، ولكن اعراض انفلونزا الطيور عندما تصيب الانسان قد تبدأ بالطريقة نفسها، لكن لعدم وجود مناعة في جسم الانسان لهذا الفيروس نجد ان الاعراض تزداد حدة وقد تتطور الى فشل في التنفس الذي يكون سبباً في الوفاة كما حصل في الوفيات لغاية الآن، ولغاية اكتوبر كان عدد الحالات قد وصل الى (62) حالة وفاة حسب احصاء منظمة الصحة العالمية، واصيب حتى 24 اكتوبر 121 حالة، فمعنى ذلك ان 50٪ من الذين اصيبوا توفوا فهذه نسبة كبيرة جداً، وفشل التنفس هو اساس الوفاة، وايضاً هناك فيروسات تسبب سيلاناً في العين واحتقانها، والانسان عندما يصاب بالانفلونزا، العادية يجب الا يصيبه الهلع بأن ذلك هو انفلونزا الطيور، لأن هذه الانفلونزا الخاصة بالطيور ظهرت بالانسان، فقط في اربع دول بشرق آسيا، وهناك دول اوروبية اعلن عن ظهور الانفلونزا بها ولكن في الطيور فقط، وبالنسبة لاعراض هذه الانفلونزا في الطيور تكون قاتلة وهو فيروس شديد على الطيور ويقتلها في فترة بسيطة، وفي حال وجود نفوق كبير للطيور في احدى المداجن فهذا يعني وجود هذا الفيروس فيها، وبالنسبة للطيور المهاجرة قد يكون الفيروس لايحدث اعراضاً في بعض الاحيان وهذه الطيور هي المخزن الاساسي للفيروس القاتل وهي التي تحمله من بلد الى آخر، وفي الغالب لاتكون هناك اعراض، وبصفة عامة ان هذا الفيروس يقتل الطيور الداجنة فقط.
- د. خالد مرغلاني: لابد من شكر جريدة «الرياض» على اقامتها هذه الندوة لتوعية المواطنين ولدي مداخلة عن الاعراض ففي وزارة الصحة عندما وضع البروتوكول خطة استراتيجية للتعامل مع مرض انفلونزا الطيور حيث ذكرت فقرة داخل الخطة وهي فقرة التعريف بالمرض، اضافة لما تم ذكره ان يكون المرض واحداً من الاعراض التالية: اولاً: الاحتكاك المباشر خلال سبعة ايام قبل بداية الامراض مع حالة اصابة مؤكدة، او الاحتكاك المباشر خلال سبعة ايام قبل بداية الاعراض مع حالة اصابة مؤكدة بالانفلونزا، اوا نه كان يعمل في
أحد المختبرات التي تقوم بعملية تشخيص المرض، او ان الشخص قادم من دول موبوءة مثل الدول الاربع التي نشأ فيها مرض انفلونزا الطيور من الطير الى الانسان.
- د. محمد العقيلي: اود ان اركز على الشق البيطري، حيث ان الطيور تصاب بالعديد من الامراض، ومن الامراض التي تصاب بها هي الامراض التنفسية، وايضاً هناك امراض متشابهة مع الانفلونزا مثل مرض نيوكسل، ومرض التهاب القصبة الهوائية، فجميعها متشابهة، ولكن التضخيم الإعلامي عن انفلونزا الطيور وعلاقته بالانسان قد يكون اخذ حيزاً من الاهتمام، واود ان اوضح بأن منظمة الصحة او المنظمة العالمية للصحة الحيوانية صنفت مرض انفلونزا الطيور صنفين، صنف ضعيف الضراوة وصنف عالي الضراوة، والذي نتحدث عنه الآن هو صنف عالي الضراوة، والصنف الضعيف الضراوة يصيب الطيور ولاينتقل الى الانسان، وهذا المرض موجود في المملكة منذ العام 1999م ويحدث خسائر اقتصادية كبيرة في مشاريع الدواجن، اما المرض العالي الضراوة هو الذي ينتقل الى الانسان، وبالنسبة لمزارع الدواجن في المملكة معظمها مغلقة والتعامل مع الدواجن في البيوت محدود جداً، وقد يكون الهلع ناتجاً بسبب الطيور المهاجرة، وهذا هو موسمها الآن من شهر اكتوبر حتى نهاية مارس، وتمر عبر الجزيرة العربية، واما الطيور المهاجرة المصابة بالمرض فإنها تموت في البلد نفسه الذي اصيبت به بالمرض، او انها قد تكون حاملة للمرض وهذا لاتوجد اي دراسات واضحة بخصوصه، وهناك تنسيق ما بين الوزارة والهيئة الوطنية للحياة الفطرية وانمائها بأخذ عينات من مواقع استراحات الطيور هذه من خلال اصطيادها او من بقاياها وتحليلها لدى مختبرات الوزارة، وجار الآن ذلك والنتائج مطمئنة، ولاتوجد اي اعراض ولله الحمد، وبالطبع مزارع الدواجن تم التنبيه عليهم منذ اكثر من خمس سنوات بأخذ الحيطة والحذر في الاعراض الظاهرة في الدواجن.
٭ «الرياض»: هل هناك خطر يستدعي الهالة الإعلامية الموجودة الآن على مستوى العالم وكذا على مستوى المملكة؟
- د. مقبل الحديثي: قد لايكون هناك تفخيم للمشكلة، ولكن اعتقد ان ما يثار ويطرح في وسائل الإعلام شيء واقعي، ولكن هناك تفاعلاً دولياً بهذا الخصوص، فالدول الاوروبية قامت على مستوى وزاراتها المختصة باجتماعات عديدة خلال الاسابيع الماضية، عندما وصلت اول حالة الى اوكرانيا وتركيا، وهذا يدل على الاهتمام واهمية الموضوع، واؤكد على ما قاله الدكتور احمد بأن الخطر على الانسان من هذه الانفلونزا ضعيف او قد يكون معدوماً، لكن اذا علمنا ان من صفات الفيروس وقدرته على التحور في اي لحظة قد يكون هذا المرض آتياً لا محالة، ولكن قد يكون بعد سنوات قريبة او بعيدة، والامر الآخر ان التاريخ السابق لهذا المرض والوبائيات تجعل الاهتمام به ومنع مثل هذه الوبائية امراً مهماً جداً، والآن الامكانات تختلف تماماً عنها ومنذ مئة سنة من حيث الادوية واللقاح وطرق الوقاية وهذا امر مؤكد، لكن هذا لايعني عدم المتابعة، والامر الثالث الذي يؤدي للاهتمام العالمي هو وجود النوعية التي كانت توجد في السابق، فعودتها مرة اخرى في الطيور تؤدي الى القلق، وهذه النوعية لاتوجد مناعة لها، لأن الجيل الذي تعرض له في السابق انقرض قبل قرن، لكن كونه فيروسياً موجوداً ومعروفاً فإن انتاج المصل الخاص به قد يكون سهلاً والآن الشركات المختصة والمختبرات على انتاج مصله، ولكن الخوف من ظهور فيروس جديد ليس له مصل ولايمكن انتاج مصل له في مدة كافية، وقد لايكفي هذا الانتاج سكان العالم في حال وجوده، وهذا ما يدعو الى الخوف.
- د. خالد مرغلاني: أقول ان رب ضارة نافعة، فهذا الهلع من هذا المرض جيد جداً، والتضخيم الإعلامي مفيد لتوعية الناس وتعريفهم بهذا الفيروس، فالكوارث السابقة التي حصلت في الغرب تحتم على الآخرين ان يقوموا بعملية التوعية، وشعارنا في وزارة الصحة هو «نعم للوقاية.. لا للهلع والتخويف» ولذلك لابد من توعية الناس بما يجري في العالم، خاصة ان لدينا شرائح عديدة وتعاملنا معهم وبدأنا بالعاملين في المرافق الصحية وتم توعيتهم بخصوص هذا الفيروس وكيفية التعامل مع كل الاحتمالات من خلال مادة علمية كاملة، وايضاً التوعية شملت المواطنين، ولانريد من خلال ذلك الوصول لمرحلة الهلع او التحذيرات المبالغ بها.
- د. محمد العقيلي: نعم هناك تضخيم لهذا الفيروس، ولكن الخوف موجود بأخذ الحيطة والحذر واتخاذ الاجراءات السليمة والاحترازية والاستعداد - لاسمح الله - في وجود هذا الفيروس، ولكن هناك مبالغة في هذا الامر خاصة ان القارئ، قد يأخذ الخبر على علاقه دون الرجوع الى الجهات المختصة للاستفسار، واود ان اؤكد على نقطة مطمئنة وهي ان الاصابات التي ظهرت بالانسان هي في دول محددة وفي اطار ضيق محدود، وفي حال وجود وباء قادم فإنه سيحدث في هذه الدول الشرق آسيوية، وسيكون ذلك انذاراً مبكراً للدول الاخرى للاستعداد حيث ان تلك الدول ضعيفة من حيث الامكانات والحالة
الاجتماعية، والاختلاط المعيشي مابين الإنسان والطيور.
- د. أحمد باهمام: يجب ألا نقول إن هذا الإعلام العالمي فيه مبالغة أو أن نقول فيه مبالغة، فيجب أن نكون في الوسط بين الاثنين، وبالنسبة للإنسان العادي أقول إنه لا داعي لوجود الهلع، اما بالنسبة للجهات المسؤولة فإن هناك ألف داع لوجود الهلع، لأن كل عشرين أو ثلاثين سنة يكون هناك وباء عام، وهذا هو الوقت المتوقع لظهور وباء عام. ونجد أن أمريكا عندما ظهر بها وباء في العام 1968 كانت دولة متقدمة ومع ذلك حدثت مئات الوفيات، والآن هناك توقع حسب دراسة أمريكية في حال حدوث وباء في أمريكا سيكون هناك مليونا حالة وفاة، وعدد اللقاحات المنتجة سنوياً لفيروس الانفلونزا للإنسان (200) مليون لقاح.
وفي حال حدوث وباء فإن العالم ليس لديه القدرة على إنتاج لقاحات تكفي سكان العالم، في الوقت الذي يحتاج إليه اللقاح في تركيبه حتى يكون عملياً فترة أربعة إلى ستة أشهر للوصول إلى هذا اللقاح، وإذا ظهر وباء لا قدر الله ستكون هناك وفيات.
وأتوقع أن عدد الضحايا في العام 1918م تجاوز الخمسين مليون وفاة خاصة إذا علمنا أن الصين والهند لم تكن لديهما إحصائية بخصوص هذه الكارثة، والآن الخوف من أن الفيروس قد يتطور ويظهر فيروس جديد، وفي حال ظهور فيروس جديد فإننا نحتاج إلى ثلاثة أشياء، أولاً أن يكون هناك فيروس قاتل وهذا موجود، وثانياً أن ينتقل الفيروس من الطير إلى الإنسان وأيضاً هذا موجود، وثالثاً هو انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر، فهذه شروط ثلاثة لوجود وباء عام من خلال فيروس قاتل.
والآن توفر الشرطان الأولان وفي حال توفر الشرط الثالث فمعنى ذلك ظهور وباء عام، بالإضافة للإمكانات الموجودة ستكون هناك وفيات كثيرة، ولذلك يجب على الجهات المسؤولة أن تكون مستنفرة وحذرة، أما الأشخاص العاديون فلا خوف عليهم الآن ولا داعي للخوف والقلق، لأن الجهات المختصة سوف تقوم بواجبها على أكمل وجه.
٭«الرياض»: طبعاً نعرف جميعاً الجهود التي تبذلها الدولة في خدمة الحجيج وكذلك نعرف الجهود التي تقوم بها من الاحتياطات الصحية لمواطنيها فهل من استعدادات واحتياطات لموسم الحج المقبل؟
- د. ناصر الحزيم: أولاً اود ان اعود للسؤال السابق بالنسبة للتضخيم الإعلامي، فأقول إن التضخيم الإعلامي الموجه للجمهور مبالغ فيه، وهذا التضخيم قد تستفيد منه الجهات المختصة وذلك لوضع الاحتياطات والخطط اللازمة والتنسيق، بحيث لو حصل دخول الفيروس - لا سمح الله - سواء عن طريق الطيور أو البشر لكانت الأجهزة على مستوى عال من اليقظة والحذر والتدخل السريع ضمن آلية عمل مشتركة بين الأجهزة المختصة سواء الصحة أو الزراعة أو الحياة الفطرية، فهذا التضخيم مفيد للأجهزة الرسمية لاتخاذ الإجراءات المناسبة، وغير مفيد بالنسبة للجمهور. أما بالنسبة للحج فالواقع الوزارة كل سنة ترسل الاشتراطات الصحية والمتطلبات الصحية للحجاج والمعتمرين، ومن أهمها التطعيم من الحمى الشوكية المخية وذلك طلباً من جميع القادمين، والتطعيم من الحمى الصفراء للقادمين من الدول الموبوءة بها، اما بالنسبة لأنفلونزا الطيور فوزارة الصحة تنصح الحجاج بأخذ تطعيم الانفلونزا الموسمية العادية، خاصة ان هذه الانفلونزا لا يوجد لها تطعيم أو لقاح، أما الانفلونزا الموسمية فنجد أن الهدف من أخذها كتطعيم قد يحمي المريض حتى لا يصاب بأنفلونزا الطيور جراء الاتحاد بين الفيروسين، بالإضافة إلى أن التطعيم من الانفلونزا العادية يحد كثيراً من المشكلات والمضاعفات التنفسية، خاصة للفئات المعرضة أكثر من غيرها مثل كبار السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة. وفيما يخص الاحترازات في المنافذ نجد أن الوزارة وضعت خطة محكمة ووزعت على جميع المناطق الصحية والمنافذ البرية والبحرية والجوية لأخذ الحيطة والحذر ورصد أي حالة مشتبه بها وأخذ الإجراءات المناسبة للتأكد من الإصابة أو استبعادها.
«الرياض»: البعض يقول إن الاحتياطات التي تتخذ من قبل المعنيين عبارة عن ردة فعل لحدث موجود، هل هناك خطط استراتيجية واضحة من قبل الجهات المعنية لهذه الأمور الطارئة؟
- د. مقبل الحديثي: بالنسبة لما يخص انفلونزا الطيور وما هو جار الآن حيالها لا أعتقد أنه ردة فعل، بل هو تجاوب مع متطلبات المنظمات العالمية وأخذ الاحتياطات المطلوبة.
ولغاية الآن لم تحدث أي مشكلة في المملكة ولم تسجل أي إصابة تذكر، وبالتالي هذا ليس ردة فعل ولا نقارنها مع حمى الوادي المتصدع أو خلافه، فحمى الوادي المتصدع كان مفاجئاً ولم يكتشف إلا بعد وجود المرض، لكن ما يحدث الآن هو إجراءات جيدة جداً من الجهات المعنية، لكن هناك تعليمات واضحة من المنظمات الدولية.
وبالنسبة للدراسات الميدانية لا يوجد داع لها لأنه ليس هناك قلق على وجود المرض في الإنسان، فالمملكة خالية منه والحمدلله، لكن بالنسبة لوزارة الزراعة فإنني اتفق مع طرحكم بأن الدور الآن عليها من خلال عمل استقصاء مستمر للطيور سواء المهاجرة أو الداجنة وذلك من خلال توعية الملاك الكبار والصغار وايضاً توعية المواطنين بشكل عام خاصة الذين يملكون دواجن سواء الدجاج أو الحمام أو غيرهما في مزارعهم واستراحاتهم وبيوتهم لأن مثل هؤلاء هم الذين سيكونون عرضة للمخاطر في بداية الأمر، لأن هذه الدواجن لم تكن في أماكن مغلقة، والكثير منا يعرف بأن هناك من يملك الحمام الذي يطير خارج أماكنه ثم يعود ثانية إليها حيث يكون على
اتصال مباشر بالطيور المهاجرة وبالتالي سوف يقع المحظور، وكذلك تربية الحمام مع الدجاج والبط في المكان نفسه وبأماكن مفتوحة وربما وجدنا إلى جانبها حضيرة البقر والماشية والغنم، فهذه البيئة هي التي قد تكون سبباً والعرضة لوجود بؤرة للمرضى، فعلى وزارة الزراعة ان تكون جادة وشفافة في إعلان ما تصل إليه من حيث متابعة هذه الدواجن والكشف عن أي حالة نفوق لها والتأكد من الفيروسات المصابة بها الدواجن، وفي حال وجود اشتباه أو إصابة يجب ان تكون هناك شفافية وايصال للمعلومة لأهل الاختصاص وللجهات الأخرى كالأطباء في وزارة الصحة والمعينين بها لأخذ الاحتياط، وكذلك يجب أخذ الطائر المصاب لأقرب عيادة بيطرية أو مكتب زراعي لتسليم هذا الطائر لجهات الاختصاص للكشف عليه، فنحن قد نحتاج هذا الأمر في الوقت الحاضر. أيضاً يجب على وزارة الصحة ان تتماشى مع تعليمات وتوصيات منظمة الصحة العالمية من حيث توفير اللقاح اللازم والأدوية اللازمة خاصة في المستشفيات. وكذلك يجب التنسيق الكامل المستمر بين وزارة الزراعة ممثلة في إدارة الثروة الحيوانية، ووزارة الصحة ممثلة في الطب الوقائي.
وبالنسبة للهيئة السعودية للتخصصات الصحية ليس لها أي دور في هذا الموضوع، لأنها هيئة أكاديمية معنية بالتدريب والتعليم وليست معنية بالممارسة أو بالطب الوقائي، ولكنها مستعدة للمساهمة فيما يخص التوعية.
- د. محمد العقيلي: ما يحدث من إجراءات تتخذها وزارة الزراعة هو ليس ردة فعل، والآن الوزارة شكلت فرقاً كمراقبين بيطريين في المناطق التي توجد بها كثافة في مشاريع الدواجن، حيث أصدرت الوزارة ما يسمى بإجراءات الأمن الوقائي أو الأمن الحيوي، وهي الإجراءات التي يجب على صاحب المزرعة اتخاذها للحد من ظهور الأمراض أو لمنع ظهور الأمراض، ومن ضمنها إجراءات خاصة بالعاملين وإجراءات خاصة بالتحصينات وبمحيط المزرعة، وأيضاً ان يكون هناك تطهير لدخول السيارات. ومن العام 1997م تم تحديد أشخاص بيطريين لمتابعة هذه الأمور مع أصحاب المزارع، وأيضاً يقوم هؤلاء بأخذ عينات من الدواجن في حال وجود اشتباه لدى هذه الدواجن، وما زال هؤلاء يعملون في هذا المجال لغاية الآن، ومهمتها الأساسية مراقبة المزارع والمداجن، والآن المرض المسجل هو قليل الضراوة والذي يصيب الطيور فقط. وكذلك قيام هؤلاء المراقبين برفع تقارير عن مدى تطبيق المزارع للإجراءات المطلوبة، وهناك عقوبات يتم اتخاذها بحق المقصرين، والآن الوزارة تراقب الوضع الوبائي في الدول الأخرى وتصدر قرارات بغرض حظر على استيراد الطيور من الدول التي تظهر فيها الإصابة.
وفي الفترة السابقة والأخيرة أصدرت الوزارة حظراً على أكثر من عشرين دولة وقد تكون قارة آسيا كلها محظوراً عليها. ونحن الآن نتعامل على حسب الإمكانات الموجودة لدينا والحمد لله هي جيدة، والوزارة طالبت من المقام السامي تخصيص مبلغ 15 مليون ريال لهذا المرض والحمد لله تم اعتماده كاملاً، والآن تم تشكيل غرفة عمليات في الوزارة لمراقبة الوضع والاستفادة من هذا المبلغ في التجهيزات المطلوبة من تعيين أطباء وغير ذلك، وهذا ليس ردة فعل.
- د. خالد مرغلاني: وزارة الصحة لديها الآن ومنذ سنوات وكالة مختصة بالطب الوقائي، وهدفها كيفية وقاية المواطنين من أي مرض والوزارة تعاملت مع العديد من الأمراض ومن ضمنها الأمراض الوبائية، وكانت لنا تجربة مع «سارس»، وربما كانت هناك أحداث لها ردة فعل، والآن نحن لم نجد صعوبة كبيرة تجاه الإجراءات التي تم اتخاذها في انفلونزا الطيور، ولم يتم أخذ إجراءات كبيرة جداً لأنه هناك خطة استراتيجية موجودة واستل منها هذه الخطة في كيفية التعامل مع مرض انفلونزا الطيور وجرى وضع العديد من الإجراءات والاحتياطات وهي ليست ردة فعل بقدر ما هي إجراءات متبعة. ووزارة الصحة لا تعمل بقرارات ردة فعل، ونحن لدينا خطة وكانت هناك لجنة عليا لانفلونزا الطيور وذلك من أربع جهات معنية وهي وزارة الصحة ووزارة الزراعة وهيئة الحياة الفطرية والإنمائية، وكتبنا خطة بيئية لمنع انتشار المرض، وطالبنا بعدم استيراد الطيور من الدول الموبوءة، وكذلك في مواسم الحج والعمرة نقوم بالإرسال إلى كل وزارات الصحة في كافة الدول الشقيقة والصديقة الإسلامية عن الإجراءات الاحترازية، وعما هو مفروض ان تكون نوعية اللقاحات، وأيضاً التنبيه عليهم بعدم استقدام نوعيات معينة من الأطعمة مع الحجاج، وأحياناً نقوم بإعطاء بعض الحجاج اللقاحات الضرورية. ونقوم أيضاً بإعطاء لقاح الفيروس العادي للحجاج لأنه يقلل من تفاقم الحظر في حال وجوده.
- د. أحمد باهمام: مرض انفلونزا الطيور، أعتقد أنه قادم إلى المملكة والمسألة هي بعض الوقت، وإذا وصل هذا الفيروس إلى تركيا فمعنى ذلك أنه قد يصل إلى المملكة، وأظن ان الخطر الأول يقع على اللجنة الوطنية للحياة الفطرية، لذلك يجب أخذ عينات معينة من الطيور المهاجرة في أماكن تواجدها ومرورها لدراستها، فالمسألة هي مسألة وقت فيما يخص قدومه إلينا، خاصة إذا علمنا ان مكافحة الطيور المهاجرة صعبة جداً،
ولكن القضاء يكون على الطيور الداجنة المصابة بهذا الفيروس. وكذلك يجب توعية الناس الذين يذهبون للصيد من خطورة هذه الأمراض في حال وجودها، خاصة ان هذه المرحلة حرجة للغاية، ويجب التركيز ان يكون على الطيور الداجنة في حال إصابتها. والسبب في انتشار المرض في شرق آسيا هو في عدم إعدام ملايين الطيور، لأن هذه الدول لا تعوض أصحاب المزارع خساراتهم، ولهذا نجد ان أصحاب الطيور الداجنة لا يذكرون لمسؤوليهم في دولهم عن إصابة طيورهم بهذا الفيروس، أملاً منهم بأن البعض منها قد يعيش . وأعرف ان الاخوة في وزارة الصحة قاموا بعمل توصيات في كتيب لكن الملاحظ ان الكثير منا لم تصله أي تعليمات أو إرشادات من قبل وزارة الصحة، ونحن في مستشفيات كبيرة فما بالنا بالمستشفيات الصغيرة في المناطق النائية التي قد يظهر بها المرض أولاً، والأطباء في هذه المستشفيات النائية تكون معلوماتهم حول هذا الفيروس أقل من زملائهم العاملين في المستشفيات الكبيرة. لذلك يجب على المسؤولين في وزارة الصحة توصيل المعلومة بشكل سريع وبصورة سهلة وواضحة للناس المعنيين في كل الجهات الصحية وخاصة المناطق النائية، والتأكد من وجود التجهيزات اللازمة الضرورية لهذا الأمر، بالإضافة إلى الخطوات المتبعة في حال وجود إصابة ما، والكشف عنها وعن أهلها وإلى غير ذلك من الأمور الأخرى.
- د. ناصر الحزيم: لا أعتقد الاحتياطات التي تم اتخاذها هي ردة فعل بقدر ما هي إجراءات تتخذها الوزارة احتياطاً من هذا المرض، وذلك بحكم واجباتها ومسؤولياتها حيث تتخذ خطة استراتيجية لمواجهة هذا الحدث، ولنا تجارب في حرب الخليج وتم وضع خطط استراتيجية ولهذا أقول ان هذه الإجراءات ليست ردة فعل بقدر ما هي وضع خطط استراتيجية مسبقة لمجابهة أي حدث طارئ - لا سمح الله - وبمجرد ان الوزارة علمت عن تفشيات المرض وضعت خطة استراتيجية لمكافحته ومنع وفادته إلى المملكة، وخطة الوزارة الاستراتيجية تتلخص في وضع خطة مكتوبة وشاملة تتضمن التعريف بالمرض وأعراضه وكيفية التعامل مع المصاب وأيضاً فيما يخص المختبرات وتهيئتها وغير ذلك والخطة تم إرسالها إلى المستشفيات الجامعية وكذلك تم إرسالها إلى جميع الأجهزة الحكومية التي تقدم خدمات طبية سواء كان في الأمن العام أو الحرس أو الدفاع، بما فيها المستشفيات الجامعية، والخطة تم إرسالها وهي شاملة حيث استندنا إلى توجيهات منظمة الصحة العالمية وعن الإجراءات التي اتخذت أيضاً تم تشكيل لجنة علمية فيها مستشارون في الأمراض المعدية والوبائية وتجتمع بصفة مستمرة لتتابع وبائية المرض على مستوى العالم وتطوره، بحيث تقوم اللجنة بتحليل هذه المعلومات وتعطي توصيات بهذا الخصوص حسب مقتضيات الوضع. وهناك تنسيق مستمر مع الأجهزة ذات العلاقة كوزارة الزراعة، الحياة الفطرية، البلديات وغيرها. وهناك اجتماعات مستمرة للجنة الأمراض المشتركة ما بين الحيوان والإنسان، وتتعامل هذه اللجنة مع كل أمر طارئ كالحمى المالطية وحمى الوادي المتصدع، والآن اجتماعات ستفعل بشكل أكثر، ويكون هناك تنسيق والآن أهم نقطة لدينا هي ترصد الطيور في المملكة سواء في المزارع أو الدواجن أو أماكن مرور وعبور الطيور المهاجرة، بحيث لو تم اكتشاف أي حالة لكان التنسيق موجوداً بين الجهات وهناك اتصالات سريعة ومباشرة وفورية بين الجهات المعنية والوزارة بدأت الآن في توفير وتأمين الأدوية المضادة للفيروسات وهذه الأدوية تعطى للوقاية وأيضاً للعلاج حسب آلية معروفة لدينا، والآن لدينا مختبران أساسيان مرجعان لفحص فيروسات الطيور، واحد في الرياض وهو المركز الرئيسي وآخر إقليمي في جدة، وأيضاً هناك مختبر جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وهذه المختبرات الآن مجهزة لتشخيص انفلونزا الطيور.
- د. أحمد باهمام: أود ان أؤكد بأن الذي وصلنا من هذه اللجنة فيه خلل بالاتصال ولم يصلنا أي شيء كأطباء وربما يكون الخلل في المستشفيات وليس في وزارة الصحة.
- د. مقبل الحديثي: نحن لا نريد ان نسبق الإجراءات وليس من المفروض ان تبدأ إجراءات لم يحن وقتها، خاصة ان مرض الانفلونز العادية موجود ويأتي كل سنة، لكن هناك أموراً يجب ان نحتاط لها وهي متابعة الطيور لأن هذا هو المدخل الأول الذي سيدخل من خلال المرض. والأمر الآخر مراقبة القادمين من المناطق الموبوءة، والذي أود ان أؤكد عليه هو وجوب ان يكون الإجراء واضحاً وأيضاً يجب ان تكون هناك إجراءات واضحة فيما يخص موسم الحج والشيء الذي ينقص الوزارة في موسم الحج هو آلية وجود المختبرات ونقل العينات بأسلوب سليم وسريع وواضح لكل ممارس وبالنسبة لموسم الحج سيكون هناك مئات الآلاف من الناس القادمين من جهات مختلفة ومن ضمنها المناطق الموبوءة خاصة ان الحج في الشتاء وهو موسم الانفلونزا الذي يعتبر من أكثر الأمراض انتشاراً في الحج وبالتالي لابد ان يكون هناك إجراء واضح مكتوب معمم على الأطباء ويجب ان يكون هناك مختبر مرجعي قريب جداً تُرسل إليه العينات وتعود النتيجة في أقرب وقت للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. فالمختبرات الموجودة في جدة هي قريبة نسبياً بالنسبة للحج، لكن لا بد من أن يكون هناك إجراء واضح.
- د. محمد العقيلي: أي دولة في العالم لا تستطيع أن تمنع دخول الأمراض إليها على الرغم من المحاولات، وعلى سبيل المثال الولايات المتحدة لم تستطع منع تسلل الأمراض إليها، مرض جنون البقر قد انتقل إلى الولايات المتحدة على الرغم من الاحتياطات التي اتخذتها، والآن الإجراءات المتخذة تنقسم إلى ثلاث مراحل، مرحلة وقائية بمنع وفادة المرض، مرحلة ثانية في حال وجود اشتباه، ثالثة في حال اثبات الاشتباه، والآن لجنة الأمراض المشتركة ومنذ سنوات تجتمع وتناقش الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، والآن موجود مشروع في وزارة الزراعة لمكافحة مرض الحمى المالطية، ولو لا البيانات التي نحصل عليها من وزارة الصحة لما استطاعت الوزارة في اقناع وزارة المالية في دعم هذا المشروع، وللاسف نجد أن المسؤولين لا ينظرون إلى الطب البيطري بأهمية كبرى، وبعد مرض الوادي المتصدع أصبحت هناك نظرة واقعية وملموسة، والاهتمام يجب أن يصل إلى أصحاب القرار. ولذلك أؤكد بأننا لا نستطيع أن نمنع وفادة مرض مهما عملنا.. والآن الوزارة سمحت باستخدام لقاح لتحسين الدواجن، وذلك وسيلة من وسائل المكافحة.
- د. ناصر الحزيم: من الضروري أن يعرف الأطباء حالة المرض، فمفهوم الطب الوقائي يقسم الحالات إلى ثلاثة أقسام: حالة مشتبهة وحالة محتملة وحالة مؤكدة، وهذه تعتمد على حسب المعطيات التي أخذها الطبيب من خلال الأعراض المرضية والتاريخ المرضي ومن أين وفد المريض ومع من قد احتك، أما الحالة المؤكدة فهي التي يؤكدها المختبر، ولذلك يجب التصرف حسب قوة احتمالية الحالة الموجودة.
- د. خالد مرغلاني: أود أن أوضح أن الدولة رصدت مبلغ (25) مليون ريال كمرحلة أولى للأشياء المنظورة.
«الرياض»: التوصيات:
- د. أحمد باهمام: تطعيم العاملين في مجال الحظر مهم جداً وذلك ضد مرض الانفلونزا العادي، لأنهم هم أكثر الناس عرضة للإصابة بفيروس الطيور، وهذا التطعيم يحمي بشكل غير مباشر من الإصابة بفيروس الطيور، وبالنسبة لأدوية الانفلونزا هناك عائلتان من هذه الأدوية تعملان ضد انفلونزا الإنسان، نوع منها لا يعمل ضد انفلونزا الطيور، والنوع الثاني يعمل ضد انفلونزا الطيور والآن هناك علاجان منه متوفران في السوق واحد منها حبوب والآخر بخاخ، وهذه قد تستخدم للوقاية أو للعلاج، وإذا استخدم للعلاج فيجب أن يعطى خلال (48) ساعة الأولى من الإصابة، ولذلك يجب أن تكون آلية وصول العلاج للمريض سريعة جداً، والأمر الآخر احتمال إنسان ينقل المرض إلى إنسان آخر هو أمر غير وارد حالياً، ولا خوف من ذلك.
- د. ناصر الحزيم: أوصي بأن يستمر الإعلام في التوعية الهادئة والهادفة، ولا داعي للمبالغة وتضخيم الحدث.
- د. مقبل الحديثي: تطعيم الانفلونزا يجب أن يعطى لعدد كبير من الفئات وخاصة من تجاوز الستين سنة حسب توصية منظمة الصحة العالمية، وهذا خاص بالإنسان الذي لديه مرض مزمن بصرف النظر عن عمره، وأيضاً يجب أن يعطى لجميع العاملين في المجال الصحي، وكذلك للحوامل. وأيضاً كل من يذهب للحج يجب أن يأخذ هذا التطعيم. وكذلك يجب أن يتوفر العلاج وبكميات كافية في جميع المنشآت الصحية. ويجب أن يكون هناك تنظيم واضح لآلية استخدامه للحالات المشتبهة أو المؤكدة. وأيضاً يجب أن يكون هناك تنسيق مستمر بين الجهات ذات الاختصاص في وزارة الزراعة ووزارة الصحة وهيئة الحياة الفطرية وانمائها، والشفافية في مناقشة الموضوع مع أصحاب الدواجن والجمهور في حال وجود أي اشتباه أو إصابة. ويجب تعويض أصحاب الدواجن في حال اعدامها، ونوصي في حال وفود المرض إلى المملكة - لا سمح الله - أن يكون هناك تعويض لأصحاب المزارع والدواجن في حال تفشي المرض، حتى يكون تجاوبهم مع الإجراءات الوقائية تجاوباً جيداً.
- د. خالد مرغلاني: أوصي من يرغب في زيادة المعلومات بأن هناك مركز معلومات التوعية الصحية بوزارة الصحة متواجداً على رقم (2917654) إضافة إلى زيارة موقع وزارة الصحة.
- د. محمد العقيلي: بالنسبة لعملية التعويض فإن نظام الثروة الحيوانية الصادر في العام 1423ه نص على مبدأ التعويض للحالات التي يتم اعدامها، وأؤكد على التوعية الهادئة بالنسبة للقراء، وأيضاً يجب مراقبة القادمين من الدول الموبوءة وهذا مهم جداً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.