العلماء ورثة الأنبياء وهم نبراس وقادة وتأسى الدارسين وطلاب العلم والباحثين للتعلم والتزود بمختلف وشتى العلوم التى يحتاجونها , يتتلمذون على أيديهم وينتهجون مسالكهم ويتلمسون طرقهم وخطواتهم وخبراتهم , وقديما كان طلبة العلم يتكبدون مشاق الأسفار والترحال والبعد عن الأهل والأوطان فداء للعلم. وفى عالمنا المعاصر الذى ازدهر بثقافة الحضارات والاخترعات وكل ما هو حديث وجديد وتعدد مجالات المناهل العلمية وتوفرها من جامعات وأكاد يميات ومحافل تخصصت فى كل الآفاق الثقافية والعلمية المطلوبة وفر للعلماء وطلابهم التقارب والتواصل ولا سيما عن طريق التكنولوجيا الحديثة التى بفضل من الله توصلت لها العقول النيرة وجعلت من العالم بأسره قرية واحدة متصلة ومتواصلة وجدت بفضل المولى عز وجل وبالهام منه سبحانه للعلماء وتسخيرهم لتوطيدها ونشرها فى أرضه وتوريثها لمن يختارهم وينتقيهم من عباده وخلقه , ومن افضال العلماء يقول العالم بامر الله الامام الشعبى( عامر بن شرحبيل بن عبد بن ذى كبار )المولود فى سنة واحدى وعشرين من الهجره بالكوفة وهو علامة عصره رحمه الله ( جالسوا العلماء فإنكم ان احسنتم حمدوكم وان أساتم تأولوا لكم وعزروكم وان أخطأتم لم يعتقوكم وان جهلتم علموكم وان شهدوا لكم نفعوكم) ما أروعها من كلمات وأعمها وأشملها من معانى فيها الدلالة على مكانة العلم وعلمائه بين اممهم ومجتمعاتهم وهبهم المولى جل جلاله الرجاحة فى العقول والصدق فى القول وآتاهم الحكمة والنظر والتمعن الثاقب فكانوا لتلاميذهم ومحبيهم ومتابعيهم القدوة والأسوة الحسنة يكنون لهم الاحترام والتقدير, وبحمد من الله وارادته كان للعلماء المسلمين الأوائل الأفاضل الدور الرئيسي فى ظهور وتطور العالم وتقدمه ورقيه وانقاذه من غيابات الجهل والحياة البدائية التى كان يسودها الظلام والأمية , لقد تمكن هولاء الجهابذة من العلماء المسلمين انقاذالبشرية من التأخر والبلاء الذى عاشت فيه حقبة طويلة من الزمن . لقد استطاعوا بمجهوداتهم واختراعاتهم وبراعتهم الرقي بالكون وتطوره وازدهاره .رحم الله علماءنا ومشايخنا الذين أناروا لنا الطرق فتعلمنا مما جادوا به من علم علينا وحفظ لنا علماءنا الناهجين والمقتدين بهم واساتذتنا ومثقفينا وامدهم بتوفيقه .